المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

(الجاذبية الأرضية) من أهم أسباب وفاة كبار السن

(الجاذبية الأرضية) من أهم أسباب وفاة كبار السن 

 

نادراً ما يموت أحد بسبب سقوطه على الأرض أو تعثره بطرف السجادة.. غير أن سقوط كبار السن يشكل مدخلاً لوفاتهم بطريقة غير مباشرة لا يتصورها معظمنا.. فالسقوط هو السبب الأول للإصابات الخطيرة لمن تجاوز الخامسة والستين ويترتب عليه غالباً تراجعهم صحياً ووفاتهم في النهاية.. ففي العام الماضي وحده 2014 مات وأصيب أكثر من مليوني شخص في أمريكا بسبب السقوط في الحمام أو الدرج أو رصيف الشارع أو حتى بسبب سيراميك الصالة والمطبخ…

والمشكلة لدى كبار السن مركبة ومتداخلة كونها تتضمن تراجع حاسة التوازن، وهشاشة العظام، وضعف الأربطة والعضلات، والمضاعفات الصحية التي تترتب على حادثة السقوط ذاتها…

فمعظمنا يعتقد أن كبار السن يستعملون “العكاز” بغرض الاستناد عليه؛ ولكن أهم فوائد العكاز هي توفير إحساس أكبر بالتوازن بسبب حالات الدوار واضطراب الحواس التي تصيبهم عند القيام والمشي.. ففي الأذن الوسطى توجد آلية خاصة بالتوازن (مكونة من عظيمات دقيقة وشعيرات حسية تسبح في سائل خاص) تمنحنا شعوراً بالتوازن والمسافات التي تفصلنا عن الأشياء.. غير أن دقة هذه الحاسة تضعف بمرور العمر (كما تضعف بقية الحواس) الأمر الذي يسهل سقوط كبار السن في أماكن غير متوقعة (مثل تعثرهم بطرف المفرشة)!!

وفي حين يقوم الشاب بسرعة بعد تعثره، ويعود الطفل للجري المرة تلو الأخرى، يعاني كبار السن من ضعف الأربطة وهشاشة العظام الأمر الذي يتسبب بكسور يصعب شفاؤها خصوصاً في المفاصل والوركين.. وهكذا تصبح الجاذبية أكبر عدو للإنسان في شيخوخته بعد أن كانت تلعب دوراً إيجابياً في طفولته (كونها تدفع عضلاته للنمو من خلال مقاومتها)!!

.. أما المشكلة الثالثة فتتعلق بتبعيات حادثة السقوط ذاتها لدى كبار السن.. فغالباً مايحتاج كبير السن لوقت أكبر لالتحام الكسور فيبقى طريح الفراش لفترة طويلة تتسبب بتراجع حالته الصحية وقدرته المناعية، ولو بحثت في هذا الأمر جيداً ستكتشف أن كثيراً من كبار السن ماتوا بعد بقائهم لفترة طويلة في الفراش بانتظار شفائهم من كسور أو مشاكل صحية كانت بسيطة في بدايتها!!

وحين عدت لبيانات الجمعية الأمريكية للأعصاب (AANS) اتضح أن أهم أسباب السقوط المؤذية لكبار السن هي:

السقوط بسبب الأسطح الملساء، ثم في الحمام، ثم الدرج، ثم التعثر بالسجاد، ثم القيام المفاجئ، ثم الارتطام بالطاولات والكراسي..الخ

وهذه كلها تتطلب أخذ الحيطة ومنع هذه الأسباب بالذات من خلال:

عدم المبالغة باستعمال الأنواع الملساء من السيراميك والرخام وتنشيفها فور غسلها (أو حتى فرشها بسجاد ثابت).. ووضع مفارش مطاطية على أرضيات الحمام (مانعة للانزلاق) وإن أمكن تثبيت مسكات معدنية قرب المرحاض ومكان الوضوء.. ومن المهم أيضا مرافقتهم أثناء نزول الدرج واستعمال المصعد في حال توفره وإفهامهم أن القيام المفاجئ (بدون تدرج أو جلوس لفترة وجيزة) قد يتسبب بشعورهم بالدوار وسقوطهم فجأة.. وكذلك ترتيب أثاث المنزل بطريقة ذكية تمنع تعثرهم وارتطامهم في أماكن سيرهم المعتادة (خصوصاً لضعاف البصر)!!

.. أرجو ألاّ تتهاون في هذا الموضوع كونه جزءاً من بر الوالدين (وهذا أولاً) أما ثانياً.. فلأن أسباب الوفاة لدى كبار السن تبدأ غالباً بسقوط بسيط، ثم ملازمة الفراش لفترة طويلة، وبالتالي تدهور حالته الصحية والمناعية الأمر الذي يتسبب بوفاته في النهاية!

 

 

 

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022