المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

المشكلات الصحية.. عند المسنين

غالبا ما يقترن التقدم بالسن في أذهان الناس باعتلال الصحة والضعف والعجز، مما يترتب عليه ضرورة توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والاقتصادية. ومما لا شك فيه، أن الحفاظ على الصحة وعلى جودة نوعية الحياة على مدى العمر يسهم إسهاما كبيرا في إحساس المرء بتحقيق ما يصبو إليه.

وقد عرفت منظمة الصحة العالمية (WHO) المسن بأنه «الشخص الذي بلغ عمره 60 عاما أو أكثر»، فيستحق من النظام الصحي تقديم رعاية صحية ميسرة وذات جودة عالية. ومن المهم جدا أن يتمتع هؤلاء المسنون بالاستقلالية والاعتماد على النفس وبالنشاط قدر الإمكان، كي يكونوا قادرين على الاستمرار في مساهمتهم في تنمية المجتمع بصورة فعالة.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن سكان العالم يتجهون بسرعة نحو الشيخوخة، فنسبة السكان في العالم لمن هم أكثر من 60 عاما، بين عامي 2000 و2050، سوف تتضاعف من نحو 11% إلى 22%. ومن المتوقع أن يرتفع العدد المطلق للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر من 605 ملايين إلى مليارين خلال الفترة نفسها. كما تشير إلى أن 25 – 30% من الناس الذين تتراوح أعمارهم بين 85 وأكثر لديهم درجة من التدهور المعرفي، وأن نحو 4 -6% من المسنين في البلدان ذات الدخل المرتفع يتعرضون لشكل من أشكال سوء المعاملة في المنزل.

وعليه، فقد جعلت المنظمة «الرعاية الصحية للمسنين» برنامجا ذا أولوية وله هدف أساسي هو: الصحة الجيدة تضيف حياة للسنوات وليس فقط إضافة سنوات للحياة «Good health adds life to years».

أعراض مختلفة للأمراض

* لماذا تظهر الأمراض بأعراض وعلامات مختلفة لدى كبار السن؟ طرحت «صحتك» هذا السؤال على الدكتورة فتحية عبد الرحمن فلاتة استشارية طب الأسرة بإدارة الصحة العامة بجدة، فأفادت أن الأمراض عادة ما تتداخل لدى المسنين مع التغيرات الفسيولوجية الطبيعية المرتبطة بالعمر. ويؤدي تداخل التغيرات الطبيعية مع المرض إلى تغيير العلامات والأعراض الدالة على مرض ما، لدرجة أن العديد من كبار السن يعجزون، في بعض الأحوال، عن طلب المساعدة (وقد يفوت علينا نحن أيضا التعرف على هذه الأحوال).

وذكرت د. فلاتة أمثلة على التشابه بين أعراض الأمراض والتغيرات الفسيولوجية المرتبطة بتقدم العمر؛ منها:

* مرض نقص هرمون الغدة الدرقية: الذي يظهر لدى المسنين في جفاف الجلد وعدم احتمال البرد وحالة اللامبالاة.

* مرض السكري: الذي تتأخر أعراضه المبكرة مثل كثرة التبول والعطش لدى المسنين.

* مرض الفشل الكلوي: فعادة ما يكون مستوى التخلص من الكرياتين منخفضا لدى كبار السن وغالبا لا يتم التشخيص الدقيق سريعا.

* أمراض نقص تروية القلب Ischemic Heart Disease: قد لا يحس المسن بألم الصدر «النمطي» ويصبح ضيق التنفس هو العرض الأكثر، فيلتبس مع أمراض أخرى متزامنة.

* انخفاض الإدراك للألم: نجد أن الجلطة الصامتة هي أكثر شيوعا لدى المسنين وتحمل عواقب سيئة للمصاب بها منهم.

* كثيرا ما تظهر الجلطة القلبية الحادة في شكل: أعراض عصبية، هذيان، ضعف وقصور القلب.

* الالتهابات: قد تمر الالتهابات (مثل الالتهاب الرئوي، وعدوى المسالك البولية) عند المسن دون اكتشاف مبكر إلى أن تصبح أكثر شدة بسبب غياب ارتفاع درجة الحرارة.

* تغيرات في جهاز المناعة: قد لا يكون هناك ازدياد في كريات الدم البيضاء مصاحبا للالتهابات، وعليه يجب أن يفكر الطبيب في احتمال وجود التهاب إذا لاحظ تغيرات وظيفية غير مبررة أو حدث تدهور في الحالة العقلية أو فقدان للوزن بشكل فجائي أو تعرض كبير السن للسقوط أو الشكوى من ألم منتشر بالجسم.

* ارتفاع درجة الحرارة: وجود حمى عند كبار السن يدل في معظم الأحيان وبصفة عامة على عدوى خطيرة سببها البكتريا. وقد تكون الحمى غائبة لدى 30% من المرضى المسنين المصابين بعدوى خطيرة، وعليه يجب التفكير في السبب وعدم إهمال الحالة حتى وإن كان ارتفاع درجة حرارة الجسم بسيطا أو قليلا.

* الاكتئاب الشديد Major Depression: انخفاض الأداء النفسي الحركي، وتغير نمط النوم، والفقدان الطفيف للذاكرة، قد تحدث في الشيخوخة الطبيعية بشكل مألوف وقد تدل أيضا على مرض الاكتئاب. وقد تحجب المشكلات الطبية المتزامنة لدى المسن أعراض الاكتئاب، وعلى النقيض قد تكون الاضطرابات العقلية عند كبار السن هي أعراض لمشكلات جسمانية كالهذيان.

مشكلات الشيخوخة

* يصاب الشخص المسن بأعراض مرضية مختلفة وقد تأتي جميعها في آن واحد، أحيانا، وهو ما نطلق عليه «مشكلات الشيخوخة»، مثل: اضطرابات الإدراك (نتيجة للهذيان والخرف والاكتئاب)، وسلس البول، واختلال التوازن والسقوط، والمشكلات ذات المنشأ العلاجي و«الإفراط الدوائي»، وفشل المحافظة على الاستقلالية، وهشاشة العظام، وإساءة معاملة المسنين.

لذا تنبه د. فتحية فلاتة إلى أن من المهم – في طب الشيخوخة – أن نفكر في المشكلات المتعددة التي تصيب أكثر من عضو في جسم المسن حتى نتوصل إلى اكتشاف سريع لما يعاني منه ونتداركه مبكرا.

السلامة المنزلية للمسنين

* تشير الدراسات إلى أن معظم الإصابات التي يتعرض لها المسنون في منازلهم تكون ناتجة من أخطاء وأدوات خطيرة غفلنا عن إصلاحها أو إبعادها أو التخلص منها، وأن تحديدها أمر سهل على الجميع ويتم من خلال الكشف عن هذه المخاطر واتخاذ بعض الخطوات البسيطة لتصحيحها، وبذلك نقي الشخص المسن كثيرا من الإصابات. ومن ذلك ضرورة وجود هاتف في كل غرفة يكون الوصول إليه سهلا، وأن تكون مقابض الأبواب من الداخل والخارج ويكون استخدام الأقفال سهلا، وأن تكون عتبات الأبواب منخفضة ومن الأفضل إزالتها، كما يستحسن تثبيت درجة حرارة سخانات الماء عند 120 درجة فهرنهايت (48.9 درجة مئوية) أو أقل للحيلولة دون الحروق.

وتحدد د. فلاتة أسباب حاجتنا إلى تقييم السلامة المنزلية للمسنين في الآتي:

أولا: لأن كل فرد له قدراته الخاصة. ثانيا: لمنع الإصابات وتجنب الحوادث. ثالثا: لإدراج بعض التغييرات في المنزل. رابعا: نتيجة ارتفاع معدل الإصابات لدى المسنين.

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022