المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

حرص متواصل على رعاية فئة المسنين

تعبّر مقولة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الفخرية لمجلس سيدات أعمال أبوظبي، (أم الإمارات)، «إن المسنين بحاجة إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية اللازمة، ومن حقهم على المجتمع أن يوفيهم حقهم، لأنهم الآباء الذين تحمّلوا الكثير من أجل الأبناء»، عن دلالات عظيمة في إعطاء المسنين العناية والرعاية اللازمتين، بهدف تحسين جودة حياتهم، وتعزيز قدراتهم، وتمكينهم من المساهمة في مجتمعاتهم بفاعلية وإيجابية، فيضحوا قادرين على الإحساس بذاتهم وكينونتهم المعطاءة، حالهم كحال غيرهم من أفراد المجتمع.

وقد جاءت إشارة دولة الإمارات العربية المتحدة، في تخصيصها نحو مليار درهم سنوياً، لرعاية نحو 14 ألف مسن، في الكلمة التي ألقاها سعيد أحمد الجروان، سكرتير ثالث في البعثة الدائمة للإمارات في جنيف، أمام الدورة الـ36 لمجلس حقوق الإنسان، والتي تعقد خلال الفترة من 11 إلى 29 سبتمبر الجاري، في إطار الحوار التفاعلي مع الخبيرة المستقلة المعنية بحقوق كبار السن، تأكيداً أن المسنين في الدولة يحظون بالرعاية التي تضمن لهم العاطفة والرحمة الإنسانية، والتي لا بديل لها في توطيد العلاقات الأسرية والمجتمعية وتعزيزها.
إن عناية دولة الإمارات العربية المتحدة بفئة المسنين في المجتمع لا تمارس بطرق اعتيادية، وإنما بلغ التطور أشدّه في أن تلك العناية يُعمل بها وفقاً لاستراتيجية مزدوجة، تقوم على محورين: الأول، تقديم المساعدات الطبية استناداً إلى أفضل المعايير العالمية، والثاني، يتمثل بتقديم توعية للأسر في المنازل حول طرق رعاية هذه الفئة، دون إغفال تطلعات الدولة في اعتماد دور التكنولوجيا في مساعدة كبار السن، والاستفادة من التطورات التكنولوجية الحديثة، مثل: الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والتشغيل الآلي، وغيرها، ضماناً لاستقلالية المسنين في الحركة، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لتحسين حياتهم، وذلك بناءً على إشادة «الجروان» بالتقرير الذي أعدته الخبيرة المستقلة «روزا كورنفيلد- ماتي»، حول أهمية التكنولوجيا في مساعدة كبار السن.لقد أعطت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامها المتواصل وحرصها الدؤوب على توفير نظام تأمين صحي شامل ومتكامل ومتطور، عبر إطلاق استراتيجية وطنية للمسنين وتطبيقها، سعياً إلى رفع الوعي المؤسسي والمجتمعي حول أهمية استثمار طاقات المسنين، بما يعود بالفائدة على الدولة، ونشر ثقافة «الشيخوخة النشطة» ودورها في المشاركة في الأعمال المختلفة، وتأصيل القيم التي تكفل حماية المسنين في المجتمع الإماراتي ورعايتهم، وتنظيم الأنشطة الترفيهية لهم ولأسرهم، وتوفير الرعاية الطبية المنزلية من خلال فرق عمل طبية متخصّصة، إضافة إلى توفير برامج التوعية الوقائية لرفع وعي المسنين والقائمين على رعايتهم بأهمية الغذاء واللياقة البدنية، والكشف الباكر عن الأمراض.

ولأن الأسرة هي الحصن الآمن، والمؤسسة الضامنة، والملجأ الأول لتقديم المساعدة والعون لكبار السن، فإن المجتمع الإماراتي ينظر إلى هذه الفئة باعتبارهم رجال ونساء الأمس، وحكماء اليوم، ما جعل الجهات المسؤولة في الدولة تحرص على إعطاء هذه الفئة الاهتمام الكبير، الذي عبّر عنه تأسيس المؤسسات اللازمة لرعاية المسنين، من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية، ومراكز وإدارات اجتماعية، تعمل على تطوير العمل التنموي لكبار السن، وإيواء من يحتاج منهم إلى ذلك، عبر تأمين إقامة تليق بهم، وتشمل جميع الخدمات والمرافق الصحية، والاجتماعية، والترفيهية، وفق أحدث التجهيزات العالمية.

وكون المسائل لا تنفصل عن بعضها بعضاً، فقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتزامن مع تطوير سياساتها الخاصة برعاية المسنين، بوضع تنظيم قانوني يقوم على ضمان حصول المسن على دخل يعيش من خلاله شيخوخة آمنة وخالية من الفقر والمخاطر، عبر قانون للضمان الاجتماعي، يعزز الأمن المالي لكبار السن، إضافة إلى إعداد وزارة الشؤون الاجتماعية برامج تدريبية تُمكّنهم من تحسين حياتهم المعيشية بيسر واقتدار.

لقد أسّست الخطة الوطنية للمسنين في دولة الإمارات العربية المتحدة لمبدأ عمل تعاوني ووثيق، تقوم به 53 جهة اتحادية ومحلية، ليتم العمل بعد ذلك على ضمان مستقبل أكثر أمناً واستقراراً وإدماجاً للمسنين، يعزز من قدراتهم في مواجهة التحدّيات، ويقدّم الخدمات الصحية والتأهيلية والاجتماعية لهم بجودة عالية، ويدعمهم مادياً ومعنوياً بشكل لا محدود، جزاءً لهم لما بذلوه من جهد وعطاء خلال سنوات عمرهم في نهضة الوطن.

المصدر : الإتحاد

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022