يعد فقدان حاسة الشم من الأعراض الشائعة لدى كبار السن بحكم التقدم في العمر. وينبغي أخذ هذه المشكلة على محمل الجد؛ لأنها قد تنذر بأمراض خطيرة مثل ألزهايمر وسوء التغذية والاكتئاب.
أوضح البروفيسور راينر فيرت أن فقدان حاسة الشم في الكِبر يحدث بسبب التغيرات الطارئة على الأنف في مرحلة الشيخوخة؛ حيث يتم فقدان خلايا الشم وتصبح العظام أكثر سُمكا وتتسبب في انسداد الأعصاب، كما يتقلص حجم المخ، ومن ثم يصير الإدراك الحسي محدودا.
علامة تحذير
وأضاف عضو الجمعية الألمانية لطب الشيخوخة أن فقدان حاسة الشم قد يكون علامة تحذير مبكرة لأحد أمراض التآكل العصبي، مثل ألزهايمر أو الباركنسون (الشلل الرعاش).
وأردف فيرت أن فقدان حاسة الشم غالبا ما يحدث بشكل بطيء ولا يلاحظه المريض عادة، وذلك بخلاف الفقدان المفاجئ لحاسة الشم، والذي يحدث مثلا نتيجة لأحد أمراض الجيوب الأنفية المزمنة أو لإصابة الدماغ الرضية أو تعاطي أدوية معينة أو نقص الزنك أو جفاف الأغشية المخاطية.
عواقب وخيمة
ومن جانبه أشار البروفيسور الألماني توماس هومل إلى أن فقدان حاسة الشم في الكِبر تترتب عليه عواقب وخيمة؛ حيث يصير المريض أكثر عُرضة لحالات التسمم الغذائي والحوادث المنزلية بسبب عدم قدرته على اكتشاف فساد الحليب مثلا أو احتراق الطعام على الموقد.
كما يتسبب فقدان حاسة الشم في تراجع الشهية أو اتباع نظام غذائي أحادي الجانب، مما يتسبب في الإصابة بسوء التغذية، والذي يرفع بدوره خطر الضعف العام والهزال وهشاشة العظام وعدم الاتزان أثناء المشي والتعرض للسقوط.
وكثيرا ما يكون فقدان حاسة الشم مصحوبا بالاكتئاب بسبب تراجع جودة الحياة؛ نظرا لأن المناطق المسؤولة عن الشم والمشاعر متصلة ببعضها البعض في المخ، وهو ما يفسر تدهور حاسة الشم لدى مرضى الاكتئاب.
وإلى جانب العلاج الدوائي يمكن تشجيع كبار السن على تناول الطعام من خلال تزيين المائدة والأطباق بشكل يفتح شهيتهم وإضافة التوابل والبهارات إلى الطعام.