توجد العديد من الأمراض والمشاكل الصحية المرتبطه بالتغذية، ونذكر منها ما يأتي:
السمنة: تُعرَف زيادة الوزن أو السمنة بأنّها زيادة الوزن عن الوزن الصحيّ المُناسب لطولٍ مُعيَّن، ويُمكن تحديد ذلك عن طريق حساب مؤشر كُتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body Mass Index)، وفي الحقيقة تُعدّ السمنة من أكثر المشاكل الصحيّة ارتباطاً بالتغذية والتي ترتفع نسبة الإصابة بها في بعض المناطق، ويعود ذلك إلى زيادة استهلاك الأطعمة عالية السعرات الحراريّة، واتّباع الأنماط التغذويّة غير الصحيّة، ويجدر التنبيه إلى أنّ السبب الرّئيسي للإصابة بالسمنة هو خلل التوازن بين كميّة الطاقة المُستهلكة من الطعام والطاقة التي يحتاجها الجسم.
ومن العوامل الأُخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة: قلّة النشاط البدني، والنظام الغذائيّ غير الصحيّ، والعوامل الوراثيّة، ونمط الحياة، والحالة الاجتماعيّة والاقتصادية، والتعرُّض لبعض الموادّ الكيميائيّة، والإصابة بحالات صحيّة مُعيّنة، واستخدام بعض أنواع الأدوية، بالإضافة إلى العِرق، ويجدر التنبيه إلى أنّ الإصابة بالسمنة قد تزيد من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات؛ كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، ومن الجدير بالذكر أنّ اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ بسعراتٍ حراريّةٍ مُحدّدة، وزيادة النشاط البدني، مع تغيير نمط الحياة والعادات الصحيّة من العوامل الأساسيّة التي قد تُساعد على خسارة الوزن، والحفاظ عليه مُدّةً أطول.
النحافة: وهي انخفاض الوزن بنسبةٍ تزيد عن الوزن الطبيعيّ المطلوب من أجل الحصول على صحّة جيّدة للبالغين والصغار، وتُعرَف بعدّة أشكال كالهُزال (بالإنجليزيّة: Wasting)، والنحول أو فقدان الوزن الشديد (بالإنجليزيّة: Emaciation)، والتقزُّم (بالإنجليزيّة: Stunting)، وغيرها، وقد تُسبّبها العديد من العوامل ويُعدّ نقص استهلاك العناصر الغذائيّة أهمُّها، ومن الجدير بالذكر أنّ النحافة لا تُعدّ مُشكلة صحيّة تغذوية سائدة في الدول المتطوّرة الغنية، وذلك لأنّ نقص التغذية ليس بالأمر الشائع بين سُكّانها إلّا لِمَن يُعانون من بعض الظروف؛ كالمرضى من كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصّة، والمُصابين بالأمراض المُزمنة، والمُشرّدين، واللاجئين، وسُكّان الأماكن المنكوبة بالحروب والكوارث الطبيعيّة، ويُمكن تشخيص النحافة على أنّها انخفاض مؤشّر كُتلة الجسم مُقارنةً بالعمر.
ومن الجدير بالذكر أنّ عدم استهلاك كميّةٍ جيّدةٍ من الأطعمة الصحيّة والتي تحتوي على العناصر الغذائيّة التي تزوّد الجسم بالطاقة التي يحتاجها يمكن أن يسبب نقص الوزن أو النحافة ممّا يؤدّي إلى سوء التغذية (بالإنجليزيّة: Malnutrition)، كما يجدر التنبيه إلى أنّ النحافة وقلّة التغذية قد يزيدان من خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحيّة كنقص الفيتامينات، وفقر الدم، وهشاشة العظام بسبب نقص فيتامين د والكالسيوم، وضعف الجهاز المناعي، ومشاكل الخصوبة، وعدم انتظام الدورة الشهريّة، ومشاكل في النمو خاصّةً لدى الأطفال والمُراهقين، وفي حال كان النظام الغذائي هو السبب في قلّة الوزن فيُمكن اتّباع نظام غذائي صحّي، ومتوازن، يُزوّد الجسم بحاجته من السعرات الحراريّة اللازمة لعمره، وطوله، ونشاطه البدني من أجل الوصول للوزن المثالي.
المتلازمة الأيضية: يُشَخَّص المريض بهذه المُتلازمة عند المعاناة من أكثر من اضطراب أيضيّ؛ كالإصابة بمُقاومة الإنسولين والسمنة، ومن الجدير بالذكر أنّ مُصابي هذه المُتلازمة هم أكثر عُرضةً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، والسكري من النوع الثاني مقارنة بغيرهم، وقد عرّف الاتحاد الدوليّ لمكافحة السكري (بالإنجليزيّة: International Diabetes Federation) المُتلازمة الأيضيّة بأنّها اتّباع عادات غذائيّة غير صحية يُصاحبها نقص في النشاط البدني، وتُعدّ هذه العوامل من أنماط الحياة المُتّبعة التي قد تُسبّب الإصابة بالمُتلازمة الأيضيّة، حيث إنّ استهلاك الطعام غير الصحي مُدّةً زمنيّةً طويلة، مع قلة النشاط البدني قد يُسبّبان الإصابة بالسمنة، ومُقاومة الإنسولين، ممّا يؤثّر في أيض الجسم وبالتالي يزيد من خطر إصابته بالمُتلازمة الأيضيّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الاضطرابات المُصاحبة للمُتلازمة الأيضيّة لا ترتبط بظهور أعراضٍ واضحة، إلّا أنّ مُحيط الخصر الكبير يُعدّ أكثر الأعراض وضوحاً، بالإضافة إلى أنّ بعض أعراض السكّري كارتفاع سُكر الدم، والإعياء، وزيادة الشعور بالعطش، وضبابيّة العين، والتبول، وبالمقابل فإنه من الممكن تقليل خطر الإصابة بهذه المُتلازمة الخطيرة عن طريق تقليل الوزن، وزيادة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي غنيّ بالأطعمة المُفيدة للقلب كالحبوب الكاملة، والفواكه، والخضار، والسمك، ويجدر التنويه إلى أهميّة استشارة الطبيب والمتابعة معه من أجل التحكُّم بمُعدّل سكّر الدم، والكولسترول، وضغط الدم.
سوء التغذية: يحدُث سوء التغذية بسبب عدم استهلاك كميّةٍ كافيةٍ من العناصر الغذائيّة التي تُساهم في الوصول إلى الصحّة الجيّدة، ومن مُسبّباته الخيارات الغذائيّة غير الصحية، والدخل المُنخفض، وصعوبة الحصول على الطعام، بالإضافة إلى المعاناة من بعض المشاكل الجسديّة والنفسية، وتجدر الإشارة إلى أنّ نقص التغذية (بالإنجليزيّة: Undernutrition) من خلال عدم استهلاك كميات كافية من الطعام هو من أشكال سوء التغذية التي قد تُؤخر النموّ، وتُقلّل الوزن أو الإصابة بالهزال، ونظراً إلى أنّ عدم حصول الجسم على الكميّة المُناسبة من العناصر الغذائيّة فقد يؤدي نقص التغذية إلى الإصابة بسوء التغذية أيضاً؛ وكذلك تكون السُمنة شكلاً من أشكالها.
وقد يُصاحب سوء التغذية بعض الأعراض كالإعياء، والدوار، وفقدان الوزن، وفي بعض الأحيان قد لا يرافقها ظهور أي أعراض، لذلك فقد يُجري الطبيب فحصاً للدم، وتقييماً تغذويّاً من أجل تشخيص هذه الحالة التي قد تؤدّي إلى مشاكل عقليّة، أو إعاقة بدنيّة، أو الإصابة بالأمراض، وزيادة خطر الموت في حال عدم معالجتها، ومن الممكن تخفيف هذه الحالة من خلال تعويض العناصر الغذائيّة المفقودة لدى المُصاب، وعلاج الأعراض الظاهرة إن وُجِدت، والأسباب التي قد تكون هي أساس المُشكلة.
وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول سوء التغذية يمكنك الاطّلاع على مقال سوء التغذية عند الانسان.
الحساسية: هي حالةٌ تحدُث بسبب استهلاك بعض الأطعمة التي تُحفّز حدوث استجابة مناعيّة غير طبيعيّة في الجسم، حيث يهاجم الجسم بعض بروتينات الطعام كوسيلة للدفاع عنه باعتبارها موادّ ضارة، ويفرز بعض المواد الكيميائيّة؛ كالهيستامين الذي يُسبّب الالتهابات كرد فعل لذلك، ويسبّبُ استهلاكُ نسبة قليلة من هذه الأطعمة بدء حدوث ردّ فعل تحسسيّ لدى المُصابين بالحساسية من الطعام، ومن الأعراض المُصاحبة للحساسيّة؛ انتفاخ اللسان أو الفم أو الوجه، وصعوبة التنفس، وانخفاض ضغط الدم، والتقيّؤ، والإسهال، والقشعريرة، والحكّة، والطفح الجلدي، وفي الحالات الشديدة قد يُصاب المريض بالإعوار (بالإنجليزيّة: Anaphylaxis) أو صدمة الحساسية، وقد تظهر هذه الأعراض أو بعضها أثناء أو بعد استهلاك الطعام المُسبب للحساسية بدقائق أو ساعات.
وقد يكون مُسَبّب الحساسية نوعاً مُعيّناً من الطعام، أو مجموعة غذائيّة، أو بروتين يوجد في أحد الأطعمة كالحليب، والبيض، والفول السوداني، وبعض المكسرات كالجوز، واللوز، والجوز الأمريكي، وحبوب الصويا، والقمح، والسمك، والمحاريات كالسلطعون، والكركند، والجمبري، وتجدر الإشارة إلى أهمّيّة قراءة المُلصق الغذائي للمُنتَج قبل شرائه، وتجنُّب استهلاك الأطعمة المُسبّبة للحساسيّة لدى من تظهر لديهم الأعراض عند استهلاكها، ومراجعة الطبيب في حال استهلاكهم لهذه الأطعمة عن طريق الخطأ وكذلك بمجرد ظهور الأعراض المُبكّرة لها، أو مراجعة الطوارئ في مركز الرعاية الصحيّة إذا تطوّرت الأعراض.
متلازمة عدم تحمل الطعام: (بالإنجليزية: Food intolerance)؛ هي استجابة تحدث في الجهاز الهضمي عند تناوُل طعام معين مما يؤدي إلى التهيج، أو عدم قدرة الجسم على هضم هذا الطعام أو تحطيمه، وهي لا تُصنف على أنها استجابة مناعية، ومن الأمثلة عليها؛ عدم تحمُّل اللاكتوز الموجود في الحليب ومُنتجاته؛ وهي أكثر أنواع عدم تحمُّل الطعام شيوعاً، ومن أعراضها؛ الغثيان، وألم المعدة، والغازات، والنفخة، والتقيّؤ، وحرقة المعدة، والإسهال، والصداع، والعصبية، ومن الأنواع الأخرى الشائعة لعدم تحمُّل الطعام؛ عدم تحمُّل القمح، والغلوتين، والكافيين، والحمض الأميني الهيستامين الموجود في الفطر والمخلل وغيرها، والمواد المضافة للأغذية كالمُحليّات الصناعيّة والملونات الغذائية والمُنكّهات، وتجدر الإشارة إلى أنّ تجنُّب استهلاك الطعام المُسبب لهذه الحالة، أو التقليل من عدد مرات استهلاكه أو حتى الكميات المتناولة منه هو من أفضل الوسائل المُخَفِّفة لهذه المتلازمة، كما أنّ استهلاك المُكمّلات الغذائيّة قد يُساعد على تحسين الهضم.
الأمراض الناتجة عن نقص العناصر الغذائية
يحتاج الجسم إلى العديد من العناصر الغذائيّة بما فيها؛ الفيتامينات، والمعادن المُهمّة من أجل النمو، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض، حيثُ إنّ عدم امتصاصها أو عدم القدرة على الحصول على الكميّة المُناسبة منها قد يؤدّي إلى الإصابة بنقص التغذية، ممّا قد يُسبّب العديد من المشاكل الصحيّة، كالمشاكل الهضميّة، والاضطرابات الجلديّة، والتقزم، وقصور في نموّ العظام، والإصابة بالخَرَف، وفيما يأتي ذكر أهمّ هذه الحالات الصحيّة:
عوز الحديد: أو الأنيميا؛ وهي إحدى أنواع فقر الدم الذي يُسبّبه قِلّة مخزون الحديد في الجسم بشكلٍ كبير بسبب زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء، ومن الأسباب التي تُساهم في حدوثه عدم استهلاك نسبة جيّدة من الحديد في الغذاء، أو ضعف امتصاصه في الجسم، أو النزيف، أو طرح الحديد مع البول، ويعتمد علاج نقص الحديد على سببه، وخطورة الحالة، وقد يحتاج المُصاب بها لاستهلاك مُكمّلاتٍ غذائيّة، وتغيير في نظامه الغذائي.
فقر الدم الخبيث: يعود سبب الإصابة بهذه الأنيميا إلى وجود نقص في عدد خلايا الدم الحمراء السليمة بسبب انخفاض نسبة بعض الفيتامينات عن معدّلها الطبيعي، ومنها؛ الفولات، وفيتامين ب12، وفيتامين ج، وبالتالي فإنّ قلّة استهلاك الأطعمة التي تحتوي على هذه الفيتامينات، أو عدم قدرة الجسم على امتصاصها أو استخدامها قد يُسبب الإصابة بها، ويرتفع خطر الإصابة بهذه الأنيميا أيضاً عند التقدُّم بالسن، أو عند الحمل بسبب زيادة الحاجة لاستهلاك الفيتامينات أثناء الحمل، ويعتمد علاجها على سبب الإصابة بها، ففي حال انخفاض محتوى النظام الغذائي من هذه الفيتامينات فإنه يجب زيادة استهلاكها من الأطعمة الغنية بها وهي الوسيلة الأكثر شيوعاً للتخفيف منها، وقد ينصح الأطباء في بعض الأحيان باستهلاك المُكمّلات الغذائيّة لتعويض نقص هذه الفيتامينات.
كساح الأطفال: (بالإنجليزية: Rickets)؛ ويحدُث هذا المرض نتيجة نقص فيتامين د، أو لأسباب أُخرى غير شائعة كنقص الكالسيوم أو الفسفور، ويُمكن تخفيف أعراضه باستهلاك الفيتامينات أو المعادن التي ينخفض مستواها لدى المصاب، وقد ينصح الطبيب في بعض الأحيان بتعريض الطفل لضوء الشمس إذا كان السبب في إصابته بالكساح هو نقص فيتامين د، بالإضافة إلى زيادة استهلاكه للأطعمة الغنية به؛ كالسمك، والكبدة، والحليب، والبيض.
وللاّطلاع على المزيد من المعلومات حول نقص فيتامين د يمكنك قراءة مقال أعراض نقص فيتامين د.
السغل: أو أو المارزمس (بالإنجليزيّة: Marasmus)؛ يُعدّ هذا المرض أكثر أمراض سوء التغذية الخطرة شيوعاً في الدول النامية، وينتج بسبب نقص استهلاك البروتين وانخفاض مستوى السعرات الحرارية المستهلكة؛ وهو مرض شائع الحدوث خلال المجاعات، وينتج عنه الهزال العام الذي يتّسم بضمور العضلات والأنسجة تحت الجلد، والنحول أو خسارة الوزن بشكل كبير، وفقدان النسيج الدهني.
الكواشيوركور: (بالإنجليزيّة: Kwashiorkor)، وهو أحد أشكال سوء التغذية التي تحدث بسبب عدم استهلاك كميّة كافية من البروتين، ويُمكن التخفيف منه من خلال زيادة استهلاك البروتين، والسعرات الحراريّة في مرحلة مُبكّرة من الإصابة بهذه الحالة، ويجدر التنويه إلى أنّ الأطفال الذين سبق وأُصيبوا بالكواشيوركور لا يستطيعون الوصول للطول أو النموّ المناسب لهم بشكلٍ كامل، ويعتمد علاجهم على خطورة الحالة، ومن أجل تقليل خطر الإصابة بهذا المرض يُفضّل استهلاك نظامٍ غذائيٍّ يحتوي على نسبة جيّدة من الكربوهيدرات، والدهون بنسبة 10% من المجموع الكلي للسعرات الحراريّة على الأقل، والبروتين بنسبة 12% من المجموع الكُلّي للسعرات الحرارية اليوميّة.
هشاشة العظام: قد يؤدّي عدم استهلاك الكالسيوم بكميّاتٍ كافيةٍ على المدى الطويل إلى الإصابة بهشاشة العظام، فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ استهلاك نسبةٍ قليلة من الكالسيوم قد يُسبب تقليل كتلة العظام، وخسارتها بشكلٍ سريع، وزيادة خطر الإصابة بالكسور، وتجدر الإشارة إلى أنّ علاج هشاشة العظام يعتمد بشكلٍ أساسي على التغذية السليمة، ومُمارسة التمارين الرياضية، واتباع إجراءات السلامة المتعلقة بالحفاظ على تقليل خطر إصابة العظام بالكسور، ومن الجدير بالذكر أنّ الغذاء بشكلٍ عام يحتوي على مُختَلَف الفيتامينات، والمعادن، والمواد الغذائيّة الأُخرى التي يحتاجها الجسم بنسبٍ متوازنة من أجل البقاء بصحّة جيّدة بما في ذلك كُلٌّ من الكالسيوم وفيتامين د اللذان يُعدّان مهمان من أجل تقوية العظام.
الأسقربوط: (بالإنجليزيّة: Scurvy)، هو مرض يُسبّبه النقص المُزمن والحادّ في مستوى فيتامين ج، وتعتمد شدّة أعراضه على المُدّة الزمنيّة التي يستطيع فيها جسم المُصاب استخدام ما تبقى من مخزونه من هذا الفيتامين، ومن الجدير بالذكر أنّ الجسم غير قادر على إنتاج هذا الفيتامين، لذلك فإنّ خلوّ النظام الغذائي منه قد يُسَرِّع من مُدّة ظهور الأعراض في فترة زمنيّة تصل إلى 4 أسابيع، وتجدر الإِشارة إلى أنه يمكن تخفيف أعراض الأسقربوط من خلال زيادة الاستهلاك اليوميّ لفيتامين ج، وقد ينصح الطبيب باستهلاك المُكمّلات الغذائيّة لفيتامين ج لفترة قصيرة من أجل التقليل من ظهور الأعراض بشكل أسرع.
البري بري: (بالإنجليزيّة: Beriberi) يحدُث هذا المرض بسبب نقص فيتامين ب1 الذي يؤثّر بشكلٍ أساسي في الجهاز العصبي، والقلب والأوعية الدمويّة، ويُصيب عادةً مُدمني الكحول، والأشخاص الذين يتّبعون نظاماً غذائيّاً يعتمد بشكل أساسي على استهلاك الأرز الأبيض المُكرّر، وفي حالاتٍ نادرة قد تنقُله الأُم المُصابة به إلى رضيعها، وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة التخفيف منه من خلال استهلاك المُكمّلات الغذائيّة لفيتامين ب1 بالأقراص، وغيرها.
اضطرابات الأكل
تُعدّ اضطرابات التغذية خطيرة وقد تُسبّب في بعض الأحيان أمراضاً مُميتة بسبب ما تُحدِثُهُ من اضطرابات في السلوكيّات الغذائيّة التي قد تُعدّ مؤشّراً على الإصابة باضطرابات التغذية كهوس الطعام، وتغيير وزن الجسم، وشكله،[٣٠] ونذكر من أبرز اضطرابات التغذية الشائعة ما يأتي:
اضطراب نهم الطعام: (بالإنجليزية: Binge eating disorder)؛ يُسبّب هذا الاضطراب تكرار الرّغبة الشديدة بنهم الطعام لدى المُصاب به بحيث يفقده السيطرة على مقدار ما يتناوله من الطعام، ومن ثم يليها شعوره بالإحباط بسبب الكميّة الكبيرة التي استهلكها، ومن الجدير بالذكر أنّ المُصابين باضطراب نهم الطعام غالباً ما يُعانون من فرط الوزن أو السمنة.
فقدان الشهية العصابي: (بالإنجليزيّة: Anorexia nervosa)، يتَّسِم المُصابون بهذا الاضطراب باعتقادهم أنهم يعانون من فرط الوزن على الرغم من أنّ أوزانهم في الحقيقة قد تكون مُنخفضة بشكلٍ خطير، وعادة ما يقيسون أوزانهم باستمرار، كما أنهم يَحدُّون من كميّة الطعام التي يتناولونها بنسبة كبيرة، ويُمارسون الرّياضة بشكل مُفرط، وقد يلجؤون للتقيّؤ أو استخدام المُليّنات من أجل خسارة الوزن، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الاضطراب يرتفع فيه مستوى خطر الوفاة مقارنة بغيره من الاضطرابات النفسية.
النهام العصبي: (بالإنجليزيّة: Bulimia nervosa)؛ هو استهلاك كميّة كبيرة من الطعام في مُدّة زمنيّة قصيرة مع فقدان السيطرة على ذلك، يليها سلوكيّات تحاول تعويض تأثير هذا التصرُف إمّا بالصيام، أو التمارين الرّياضيّة الشاقّة، أو التقيّؤ، أو الاستخدام المُفرط للمليّنات، أو مُدرّات البول، ومن الجدير بالذكر أنّ المُصابين بهذا الاضطراب واضطراب فقدان الشهيّة العصابي يخشون من زيادة الوزن، ويرغبون بإنقاص الوزن مهما كلّفهم الامر، بالإضافة إلى عدم رضاهم عن حجم وشكل أجسامهم، إلّا أنّ مُصابي النهام العصابي قد لا يستطيعون الحفاظ على أوزانهم ضمن المُعدّل الطبيعي.
ومن الجدير بالذكر أنّه يُمكن التخفيف من اضطرابات الأكل، وكُلّما اكتُشِفَت في مراحل مُبكّرة؛ زادت سهولة التخفيف منها، وتجدر الإشارة إلى أنّ مُعظم المُصابين بها قد تتحسن حالتهم خلال عدّة أشهر إلى سنوات، وقد يُساهم في ذلك أخصائيّون من عدّة تخصُّصات طبيّة، كالخبراء النفسيين، والأطباء، وأخصائيّي التغذية، والأخصائيين الاجتماعيين، والمُمرضين، وأخصائيّي العلاج الوظيفي، حيث إنّ تحسين الأمراض النفسية المُصاحبة لهذه الاضطرابات كالاكتئاب، والقلق، بالإضافة إلى التثقيف الغذائي قد يُساهم في تخفيف هذه الاضطرابات.
الوقاية من أمراض التغذية
يُمكن التقليل من خطر الإصابة بأمراض التغذية عن طريق تعزيز الصحّة السليمة، والتثقيف التغذوي حول الأكل، وتعقيمه ونظافته، والتخطيط بشكل جيد لأكل الأسرة، وكذلك استخدام وسائل الفطام المناسبة، ومن الوسائل التي قد تُساهم في تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض هي اتّباع نظام غذائي صحي وكافٍ، ومُراقبة النموّ، والتشخيص والعلاج المُبكّر في حال الإصابة بالعدوى، وإدخال المُصاب المُستشفى لتسريع العلاج في الحالات المرضيّة الحرجة، إلى جانب استهلاك الأطعمة التي قد تُساعد على التعافي بشكلٍ أفضل ولمُدّة أطول كالخُضار الورقيّة الخضراء، والفواكه ذات اللون الأصفر الداكن، والبيض، والحليب ومُشتقاته، واللحوم، والفواكه الطازجة، بالإضافة إلى بعض المُمارسات الصحيّة كالتعرُّض لأشعة الشمس، ومُمارسة التمارين الرياضة بشكل متوسط.
ويجدر التنويه إلى أنّ الطريقة الصحيحة للتحسين من أمراض التغذية هي في التخفيف من المُشكلة الأساسيّة المُسبّبة لها كسوء الامتصاص، وسوء التمثيل الغذائي (بالإنجليزيّة: Malassimilation) للعناصر الغذائيّة، ومعرفة إن كان السبب وراء هاتين المشكلتين هو الإصابة بالعدوى الطفيليّة، أو إدمان الكحول المُزمن، أو حتى عدم استهلاك المغذيات الصغيرة بنسبٍ كافية وفي هذه الحالة يجب إجراء فحص لمستوياتها وبالتالي إمكانيّة تحسينها من خلال استهلاك المكملات الغذائية الكيميائيّة الحيويّة بعد استشارة الطبيب والتي يعتمد مبدأ عملها على تعويض النقص في أنسجة الجسم.
أهمية التغذية
يُعدّ اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيّ ومتوازن من العوامل المُهمّة التي تحافظ على الصحّة، ويُمكن اتّباع هذا النظام عبر التنويع بأنواع الطعام المُستهلكة بالكميّة المناسبة التي قد تساعد على الوصول إلى الوزن الصحّي والحفاظ عليه، وتساهم التغذية الجيّدة في النموّ وتعزيز صحّة الرُّضّع، والأطفال، والأم، وتقوية الجهاز المناعي، وجعل الحمل والولادة أكثر أماناً، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض غير المُعدية كالسكري، وأمراض القلب والأوعية الدمويّة.
المصدر:……..https://www.ammonnews.net/article/722612