حذر استشاري أمراض كهرباء القلب رئيس قسم كهرباء القلب بمركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب الدكتور عادل خليفة من مخاطر السجائر والشيشة الإلكترونية، مستندا في ذلك الى نتائج دراسة علمية نشرت مؤخرا بينت بأن مدخني السجائر والشيشة الإلكترونية يواجهون احتمالا أكبر للإصابة بأمراض القلب وأن نسبة الأزمات القلبية في صفوفهم أعلى بـ 34 % مقارنة بغيرهم مع الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى، كما يواجه هؤلاء احتمال الإصابة بأمراض الشرايين التاجية بنسبة 25% ويكونون معرضين للإصابة بالاكتئاب وضغط نفسي أكثر من غيرهم.
وقال في تصريح خاص لـ«أخبار الخليج» بأنه من خلال المتابعة الطبية في عيادات القلب تم رصد ظاهرة خطيرة خلال السنوات الخمس الماضية تمثلت في ارتفاع معدل إصابة الشباب في سن مبكرة بأمراض القلب والشرايين مقارنة بما هو متعارف عليه طبيا والمحدد بإصابة من هم فوق 60 عاما بهذه الأمراض وتصنيف من يصابون بها بسن 45 سنة بمرضى القلب المبكرة، مؤكدا أن هذه الظاهرة مقلقة للغاية وتستدعي القيام بالدراسات والبحوث للوقوف على أسبابها ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للوقاية منها، مشيرا إلى ان هذه الظاهرة ليست حكرا على البحرين أو منطقة الخليج بل هي موجودة أيضا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لكن برزت بشكل أكبر في منطقتنا.
أوضح الدكتور عادل خليفة في شرحه لبعض أسباب هذا الارتفاع المقلق بعدم إدراك الكثير من الشباب لعوامل الخطر لديهم لأنهم يمتنعون عن زيارة الطبيب من أجل تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب وذلك حتى ظهور أعراض أكثر خطورة أو تعرضهم لنوبة قلبية.
وأكد أن هناك اعتقادا خاطئا حول مأمونية السجائر الالكترونية واعتبارها بديلا آمنا للتدخين وهو ما تفنده دراسة أجريت بمركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا بينت ان التدخين الالكتروني (الفييب) يؤدي إلى «الاجهاد التأكسدي» مما يؤدي الي تلف الحمض النووي وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، موضحًا بأن الشيشة تسبب تلف وفشل عضلة القلب، بالإضافة إلى الإصابة بضغط الدم الخبيث، والذي يصحبه تصلب الشرايين، ويزيد احتمال الإصابة بجلطات القلب، والسكتة الدماغية أيضا، ونتيجة لأن الشيشة تساوي كما كبيرا من السجائر فقد يفاجأ الشخص المدخن للشيشة بإصابته بأي من هذه الأمراض بشكل سريع وقد تتدهور الحالة الصحية أيضا، لذلك فقد حذرت الدراسة من شرب الشيشة ونبهت إلى ضرورة الإقلاع عنها على الفور لإنقاذ القلب من الأمراض الخطيرة .
وقال الدكتور عادل بأن عوامل الخطورة مثل السكري والضغط وارتفاع نسبة الدهون تعتبر ذات أهمية كبيرة للمرضى كبار السن المصابين بأمراض شرايين القلب التاجية ولكنها ليست بذات الدرجة من الأهمية في حالة المرضى صغار السكن على الرغم من تشخيص هذه الأمراض أيضا في سن صغيرة نسبيا، مشيرا إلى أن الدراسات بينت ان من الأسباب الرئيسية لحدوث هذا التغيير الديموغرافي في حدوث هذه الأمراض هو التدخين في سن صغيرة حيث أجمعت البحوث على ان دخان السجائر يحتوي على 4000 مادة كيميائية من بينها 400 مادة ثبت انها ضارة ونحو 200 مادة مسرطنة وتأثير التدخين يتعدى القلب والأوعية الدموية ويمتد تأثيرها الى الجهاز التنفسي والعصبي.
وبين أن الكثير من المدخنين يعتقدون بأن الشيشة قد تكون اقل خطورة من تدخين السجائر كما يعتبرها البعض وسيلة للترفيه غير مدركين لخطورتها حيث أثبتت الدراسات الطبية أن مدخن الشيشة يتعرض الى استنشاق أول أكسيد الكربون أكثر من مدخني السجائر كما يعتقد البعض ان التبغ الموجود في الشيشة يحتوي على الفواكه الطبيعية وبالتالي فهي ليست ضارة كما بينت الدراسات ان تدخين الشيشة لمدة 60 دقيقة يعادل تدخين 100 سيجارة، منوها إلى ان من عوامل الخطورة المرتبطة بأمراض شرايين القلب عند صغار السن هو العثور على مجموعة من الجينات المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي للبروتين الدهني كما ان عامل الوراثة العائلي يلعب دورا محوريا في الإصابة بأمراض شرايين القلب المبكرة حيث بينت الدراسات ان 64% من المصابين بأمراض شرايين القلب المبكرة لديهم تاريخ مرضي بالعائلة، ويجب الا ننسى عامل السمنة والنمط الحياتي العصري المرتبط بقلة الرياضة والأكل غير الصحي والذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة كما ان الضغوط والتوتر النفسي له دور كبير في حدوث هذه الأمراض. وبين بحث نشر في دورية القلب الأوروبية ان خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية أو الوفاة كان أعلى بمقدار الضعف لدى الأشخاص المعرضين لضغوط نفسية.
واستعرض الدكتور عادل نتائج الإحصائيات الحديثة والتي بينت ان معدل الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بلغ 1,2% في الفئة العمرية من 45 سنة وأقل في حين ان معدل الإصابة في نفس الفئة العمرية لسكان جنوب آسيا وبالأخص الهنود والذين يعتبرون الأكثر إصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 5% الى 10%، كما بينت الدراسات ان في عام 2015 أودت أمراض القلب والأوعية الدموية بحياة ما يقارب من 18 مليون شخص مما يمثل زيادة بنسبة 42% مقارنة بعام 1990 كما ان الإصابة بجلطات القلب في المنطقة العربية تحدث بعقد من الزمان أصغر من أمريكا الشمالية وأوروبا ونسبة حدوث جلطات القلب في عالمنا العربي في الفئة العمرية اقل من 40 سنة تعادل 11% مقارنة بـ 3% في أوروبا الغربية و4% في أمريكا الشمالية.
واختتم الدكتور عادل تصريحه بالدعوة الملحة لإنشاء مركز متخصص للدراسات والبحوث وتزويده بالكوادر الطبية المتفرغة للقيام بمختلف الأنشطة الأكاديمية الخاصة بأمراض القلب لكونها المسبب الرئيسي للوفاة ولابد من دراسة الأسباب المؤدية لأمراض القلب المبكرة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة اما بالنسبة الي الأفراد فيجب عليهم الالتزام بالنمط الصحي في الحياة والمتمثل بالرياضة والأكل الصحي والمحافظة على الوزن المثالي.. ويجب التأكيد على خطورة التدخين بجميع أنواعه وعمل الحملات التوعوية بخطورة هذه العادة حتى في المدارس والجامعات