اضطرابات النوم من المشاكل الصحية الشائعة لدى كبار السن التي تستلزم استشارة الطبيب؛ نظراً لأنها قد ترجع لأسباب مرضية خطيرة، لكن يمكن مواجهتها باتباع العادات الحياتية السليمة وبيئة النوم المناسبة.
قال البروفيسور بيتر يونج، رئيس الجمعية الألمانية لطب النوم وأبحاث النوم، إن اضطرابات النوم لدى كبار السن لها أسباب عدة، بعضها بسيط والآخر خطير.
وأوضح أن الأسباب البسيطة تتمثل في قلة التعرض لضوء النهار، الذي يلعب دوراً مهماً في ضبط إيقاع النهار والليل، مضيفاً: “في هذه الحالة ينبغي الحرص على التنزه في النهار للتعرض لضوء الشمس”.
أمراض القلب والرئة
ذكر يونج أن اضطرابات النوم لدى كبار السن قد ترجع إلى بعض الأمراض، مثل القلب أو الرئة أو الداء المفصلي التنكسي أو متلازمة تململ الساقين أو اضطرابات التنفس مثل متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم.
وقال: “لذا يلزم استشارة الطبيب في حال استمرار اضطرابات النوم لمدة تزيد على 4 أسابيع لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراءها”.
ورأى أن إذا لم ترجع اضطرابات النوم إلى سبب عضوي، فقد يكون سببها نفسياً مثل التوتر النفسي والقلق والخوف والاكتئاب؛ لذا ينبغي حينئذ استشارة طبيب نفسي للخضوع للعلاج النفسي كالعلاج السلوكي مثلاً.
إيقاع منتظم
كي ينعم كبار السن بنوم هانئ ومريح، ينصح رولاند بوب، الباحث في مجال طب النوم، باتباع إيقاع استيقاظ ونوم منتظم، أي الاستيقاظ والذهاب للفراش في مواعيد محددة.
وقال: “من المفيد اتباع بعض الطقوس قبل النوم مثل شرب كوب حليب دافئ أو كوب شاي بالعسل، في حين ينبغي عدم شرب القهوة في المساء لتأثيرها السلبي على جودة النوم”.
أكد بوب أهمية أن تشكل غرفة النوم بيئة مناسبة للنوم؛ إذ ينبغي أن تكون الغرفة مظلمة ويسودها الهدوء وذات درجة حرارة مناسبة تتراوح بين 15 و18 درجة مئوية، مع مراعاة عدم التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية قبل الذهاب إلى الفراش بنحو ساعتين.
إضافة إلى ذلك، يلعب السرير المناسب دوراً مهماً في التمتع بنوم مريح؛ إذ ينبغي أن يكون السرير ذا ارتفاع مناسب، بحيث لا يكون عالياً جداً أو منخفضاً للغاية، في حين ينبغي أن تكون المرتبة صلبة بقدر كافٍ.
وتابع: “من الأفضل لصحة الظهر والرقبة استخدام وسادات صغيرة بدلاً من الوسادات المربعة، كما ينبغي استخدام الوسادات المبطنة بريش البط أو الإوز بدلاً من الوسادات المبطنة بالزغب”.