أكد أحمد فايد مدير عام أﭬايا مصر وليبيا: أن هناك أمور فى الحياة لا يمكن تقديرها بثمن. من بينها الصحة والأسرة والبيئة والصحة العقلية. بالنسبة لنا فى أڤايا كمؤسسة، يهمّنا أن نستمر فى إدراك تلك الأشياء التى يمكننا التأثير عليها بشكل مباشر وغير مباشر، ولكن يهمّنا أكثر أن ندرك متى يكون هناك ما يمكننا فعله.
فى عدد من المؤتمرات والمعارض والفعاليات التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدار الأشهر القليلة الماضية، أدرجنا بشكل طبيعى إنجازاتنا الجماعية كمجتمع تكنولوجى واحتفلنا بها. وفى نهاية المطاف، فقد عملنا بجد فى العام 2018، وركزنا على عدد من الأهداف الرئيسية، قدمنا الحلول وطرحنا المبادرات الجديدة فى الأسواق، سعيا منا إلى استخدام التكنولوجيا فى بناء تجارب عملاء مفيدة.
ولكن قبل كل شيء- وهذا شيء أنا فخور به شخصيا ويشرفنى أن أناصره وأرفع رايته- تأتى رسالتنا الخاصة بالتقنيات المتمحورة حول الإنسان، كل إنسان، ليس فقط بالنسبة إلى من يحظى بالقدر الكافى لعيش حياة طبيعية، ولكن أيضا لأولئك الذين يواجهون تحديات فى القيام بمهمات حياتهم اليومية.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة الحالية إلى أن هناك شخصا واحدا من كل سبعة أشخاص يعيشون على الأرض اليوم، يعانى من نوع ما من الإعاقة، سواء كانت إعاقة جسدية أو إعاقة عقلية أو إعاقة حسية. أى مليار شخص منا نحن الذين نشكل سبعة مليارات نسمة.
وتشير الإحصائيات ذاتها، إلى أن حُسن دمج هؤلاء الأشخاص فى المجتمع سيمنع خسائر تقدر بحوالى 6 تريليونات دولار سنويا، وبالتالى لابد للإستراتيجيات والسياسات الحكومية من أن تعمل على انتشار ثقافة دمج متحدى الإعاقة فى كل جهود المجتمع، وأن تحرص على تهيئة البيئة المحيطة اللازمة لذلك.
وقد أصبح من المعلوم اليوم وعلى نطاق واسع الدور الكبير والرئيسى والمهم الذى تضطلع به التكنولوجيا فى تمكين الأشخاص ذوى الإعاقة. وإذا كانت الجهود الرسمية فى مصر قد بدأت بمبادرة طرحها الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى بداية العام 2018، فإن هذه المبادرة أطلقت فيما بعد العديد من المبادرات الداعمة، وأتاحت المجال لطرح العديد من التطبيقات والبرمجيات الرامية إلى مساعدة الأشخاص متحدى الإعاقة.
كما أن هناك أحد النماذج وهو من متحدى الإعاقة يشارك فى العديد من المؤتمرات والندوات، فيقول أحمد رأفت، مثلا، وهو رئيس قسم التواصل الاجتماعى فى الشركة الوطنية المصرية للمعارض، وهو من متحدى الإعاقة، إنه يطالب بوجود منظمة دولية تدعم الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة حول العالم، وتقدم لهم الدعم المادى واللوجستي، مؤكّدا أن ذوى الاحتياجات الخاصة هم فئة منتجة لديها القدرة على العمل والإنتاج بشكل طبيعي، ويتعيّن على الدولة أن تستفيد من إمكانياتهم وقدارتهم وأفكارهم بالاستعانة بالتكنولوجيا.
فعبر التكنولوجيا يجب إتاحة وسائل اتصال مؤهلة ومساعدة فى كل مجريات حياة ذوى الاحتياجات الخاصة؛ وهى حلول بعضها موجودة، لكن مازالت هناك جهود كبيرة يجب بذلها فى هذا المجال. فمن الضرورى توفير أدوات متطورة تواكب العصر، من ضمنها مركز اتصال فيديوى ودامج يتحدث بلغة الإشارة، وتطبيقات للهواتف الذكية يمكنها أن ترى وتقرأ، لكى تساعد متحدى إعاقة البصر.
بالنسبة لى شخصيا، وكونى أعمل فى صناعة تبنى خبرات مهمة، أشعر أننا لا يمكننا حقا تحقيق رؤيتنا من دون بناء حلول تمكن هؤلاء المليار إنسان من التغلب على تحدياتهم، والتركيز بالفعل على أفضل ما يحبون فعله، وهذا ممكن عندما تصبح التكنولوجيا حقا متمحورة حول الإنسان.
فى حين لا نملك عصا سحرية للاستفادة منها وتحويلها، فإن كل خطوة صغيرة ومبادرة مهمة، وقد عملنا فى الأشهر القليلة الماضية مع عدد من المنظمات العامة والخاصة لاستكشاف سبل دمج تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى تجارب حالية مثل الخدمات المصرفية والاتصالات وخدمات الطوارئ، لتحقيق “المساواة فى الخبرة” التى نحب أن نرطن بها، الخبر السار هو أن الحكومات التى نعمل معها وشركات القطاع الخاص التى كانت زبائننا لسنوات تشاركنا تلك الرؤية، وهى متعطشة للأدوات التى تبثّ الحياة فى مبادراتها التى تطرحها تحت إطار المسئولية الاجتماعية للشركات.
فغنى عن القول، إنّ مفهوم الإتاحة يعنى أن يتاح للأشخاص ذوى الإعاقة الاستمتاع بالتجربة الكاملة فى كل مكان يذهبون إليه، وليس فقط مجرّد دخول تلك الأماكن.
وانه من خلال تواجدنا بمعارضنا ومؤتمراتنا قدمنا بالطبع بعض هذه الحلول لكى يطلع عليها مجتمعنا، ولكى تحمسه، فيقتنيها ويعود بها إلى المنزل؛ تلك هى مبادرتنا للاستفادة من المصادر الجماعية. أنا فخور أيضا بأننا استضفنا معارض فنية تضم أعمالا لأطفال من ذوى الهمّة، تُظهر أنه بغض النظر عن مدى التحدى الذى يواجهه هؤلاء، فعندما تتوفر لديهم البيئة المناسبة والأدوات المناسبة، لا يوجد سقف لما يمكنهم إنجازه.
نظام “التواصل الفوري” لذوي الاعاقة السمعية
قامت أﭬايا بتقديم نظام التواصل الفوري لأصحاب الهمم من خلال تقديم حلولها المستقبلية لخدمة الطوارىء والتي تخدم فئة أصحاب الهمم، وذلك سعيا لدمجهم في المجتمع ومساواتهم في الحقوق مع الاخرين. ويسمح النظام باجراء مكالمات فيديو والتواصل مع مراكز الاتصال لخدمات الطوارءى والشرطة باستخدام لغة الاشارة .ومن خلال لغة الإشارة يربط النظام المواطن مع أقرب دورية شرطة والتي يمكنها بدورها استخدام هذه الخدمة لتتواصل مع بعضها ومع المقر الرئيسي في الوقت نفسه. كما تمكن هذه الخدمة من حل مشكلة النطاق المحدود لترددات أجهزة اللاسلكي التي يستخدمها عناصر الشرطة الميدانيين في سياراتهم باعتمادها على حزمة بيانات السرعة الفائقة لشبكة “جي أس أم ” وشبكات الجيل الخامس. ولعل ابرز المزايا هي ميزة احترام خصوصية المعلومات الخاصة بالمبلغين التي تمتاز بها حلول «أﭬايا» عبر تقديم خدمات مشفرة ومسجلة.