ساعدني عملي طبيبا وجراحا لأمراض العيون، على تلمس معاناة الذين يتعرضون للمياه البيضاء ولا سيما كبار السن الذين لا يبوحون عن المشكلة ويتحملون الألم لفترة طويلة، حتى تتفاقم ظهور الضبابية في العين.
ولهؤلاء أقول.. الماء الأبيض عبارة عن عتامة في العدسة البلورية داخل العين، وهذه العدسة في الحالات الطبيعية تكون شفافة وتسمح بمرور الضوء إلى داخل العين ومن ثم تركيزه في نقطة معينة على الشبكية، والتي بدورها تحلله على شكل صورة، وإرساله إلى الدماغ والذي يتعرف على هذه الصورة خلال عملية بالغة الدقة والتعقيد، فلو حصلت عتامة أو ضبابية داخل مكونات العدسة البلورية لأي سبب فإن هذه الحالة تسمى «الماء الأبيض».
وبدأ مؤخرا استخدام الفيمتو سكند ليزر في عمليات إزالة المياه البيضاء، والتي تعتبر العملية الأكثر شيوعا على مستوى العالم، وتستخدم تقنية الفيمتو سكند ليزر لإجراء الجراحات السطحية للقرنية في عمليات زراعة القرنية وزراعة الحلقات داخل القرنية وكذلك لعمليات الليزك وبما يسمى عمليات الإنتراليز، وطور العلماء أجهزة الفيمتو سكند ليزر بحيث يستطيع ذلك الليزر الوصول إلى عدسة العين الداخلية والمساعدة في فتح الكبسول الأمامي للعدسة بشكل دقيق وكذلك القيام بتفتيت العدسة إلى قطع صغيرة يتم امتصاصها بواسطة أجهزة الفيكو أو غيرها بشكل آمن جدا وبجرح متناه في الصغر قد لا يتجاوز المليمتر الواحد.
وأخيرا.. نصيحتي للجميع وخصوصا كبار السن بأن لا يهملوا الفحص الدوري للعينين، لأنهما أغلى ما نملك، فبهما نرى الحياة، والاكتشاف المبكر يسهم في علاج الكثير من المشاكل التي تتفاقم إذا حدث التأخير، وسلامة عيونكم.