مع حلول فصل الصيف، تظهر العديد من الحالات التي تؤثّر على صحة السكان ومنها التسمّم الغذائي الذي تسببه الحرارة المرتفعة، وقد أصبح هذا المصطلح شائعاً في الآونة الأخيرة، ويعرف التسمم الغذائي بأنه حالة مرضية مفاجئة تصيب شخصا أو عدة أشخاص وذلك نتيجةَ لتناولهم غذاءَ غير سليم صحياً أو طعاما ملوثاً، وقد يحدث نتيجة لتلوث الطعام أثناء تحضيره بالبكتيريا أو الفيروسات أوالطفيليات.
وتؤكد سعاد عثمان سعيد أخصائية التغذية في مركز الثمامة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحة الأولية ان أعراض التسمم الغذائي قد تظهر في غضون ساعات قليلة أو حتى أيام بعد تناول الطعام الملوث، وتختلف أعراض الإصابة بالتسمم الغذائي تبعاً لمسببات التسمم وكمية الغذاء، فمن أهم أعراض التسمم الغذائي الرغبة بالتقيؤ بعد مرور وقت معين من تناول الطعام الملوّث ويرافقه الإصابة بالمغص والإسهال، وقد يرافقه أيضاً ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وقد تصل تلك الأعراض إلى الحاجة الماسة لرؤية الطبيب المعالج.
ويتسم فصل الصيف بارتفاع في درجة الحرارة والرطوبة، وهي البيئة المثالية لتكاثر الجراثيم وتضاعف الكائنات المجهرية التي تسبب تلوث الطعام، ومن أهم الأسباب التي تساعد في زيادة حدوث التسمم الغذائي عدم الطهي الجيد للطعام فلا يتم القضاء على البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي، وبالإضافة إلى حفظ الطعام المطبوخ من دون تبريد لفترة طويلة أو حفظ الطعام بشكل غير جيد وخصوصاً الطعام الذي يحتاج إلى درجات تبريد قليلة والذي يؤدي إلى حدوث التسمم، ومن أهم العوامل كذلك تلوث الأسطح المحيطة بالطعام كالمواد المستخدمة في تحضير الطعام، تناول الطعام الذي لمسه شخص مريض تعد أيضاً من الأسباب المؤدية لحدوث التسمم.
وأكثر الأشخاص المعرضين للتسمم الغذائي كبار السن والأطفال لضعف الجهاز المناعي لديهم، والنساء الحوامل لحدوث تغيرات في الدورة الدموية وعملية التمثيل الغذائي، والأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة لمرض ما، والأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة كالسكري، وأمراض الكبد والسرطان. وللحد من خطر التعرض للتسمم يجب الحفاظ على نظافة الأطباق والأواني، تجنّب ترك الأطعمة مكشوفة، وتغليفها بإحكام، غسل اليدين جيداً عند تحضير الطعام بالماء والصابون، غسل الفواكه والخضار بالماء جيداً والمحفوظة، طهي الطعام جيداً وذلك لقتل الجراثيم التي تسبب التسمم، ومن المهم أيضاً الانتباه لمدة صلاحية الأطعمة والمنتجات عند شرائها وخصوصاً المنتجات المعلبة، عدم ترك الطعام لمدة تزيد على ساعتين في درجة حرارة الغرفة ونقل الأطعمة المتبقية إلى الثلاجة مباشرة بعد الانتهاء من تناول الوجبة.
وتضيف أخصائية التغذية سعاد سعيد عثمان إن علاج التسمم الغذائي يرتكز في العودة إلى تناول الطعام بشكل تدريجي والتركيز على الأطعمة سهلة الهضم والتي لا تسبب العبء للجهاز الهضمي، ويجب التركيز على تناول وجبات صغيرة مغذية ويجب أن تكون تلك الوجبات قليلة بالدهون والسكريات، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء للمساعدة في تعويض النقص في السوائل والأملاح الذي حصل نتيجةً للتسمم الغذائي، وأيضاً ينصح بتناول الفاكهة والخضراوات النظيفة والطازجة سهلة الهضم التي تحتوي على العديد من الفيتامينات والعناصر غذائية المفيدة لجسم الإنسان، ومن الأطعمة التي تساعد في التعافي من التسمم الغذائي والتخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض والإسهال الموز وذلك لاحتوائه على عناصر غذائية كثيرة ويعد الموز أيضاً فاكهةً غنية بعنصر البوتاسيوم الذي يساعد في استعادة توازن الأملاح المفقودة في الجسم نتيجة للإصابة بالتسمم، وبالإضافة إلى الأرز والذي يعد طعاما خفيفا على المعدة وغنيا بالنشويات التي تساعد في التخلص من الإسهال لكن يجب تناول الأرز بكميات محدودة وعدم الإفراط في تناوله.
المصدر:……https://cutt.us/0JXiI