هل سنشهد عالماً يكثر فيه المسنون؟، نعم فالعالم ليس فقط للشباب، لذا على دول العالم أن تتحضر لزيادة غير مسبوقة في عدد كبار السن، هذا ما اكدته التوقعات بالأرقام في ان يسجل عدد الاشخاص البالغين 65 عاما وما فوق ارتفاعا يقارب الضعف خلال العقود الثلاثة المقبلة ليصل الى 88 مليونا بحلول سنة 2050، كما أن عدد سكان العالم البالغين فوق 80 عاما سيسجل ارتفاعا بواقع ثلاثة اضعاف بين سنتي 2015 و2050 ليبلغ 446,6 مليونا في مقابل 126,4 مليونا سنة 2015. كذلك فإن امد الحياة المتوقع عند الولادة سيزيد بحوالي ثمانية اعوام لينتقل من 68,6 سنة الى 76,2 سنة بحلول 2050.
وفي بعض بلدان اسيا واميركا اللاتينية، من المتوقع ان يرتفع عدد الاشخاص فوق سن 80 عاما بواقع اربعة اضعاف بحلول سنة 2050 وفق معدي التقرير، ولدى هذه الفئات من المسنين، تمثل الامراض غير المعدية (بينها السرطان والزهماير) العبء الاكبر على صعيد الصحة العامة. وفي البلدان الفقيرة خصوصا في افريقيا، تضاف الامراض المعدية الى هذه العوامل، ومن المتوقع ان يقارب عدد سكان العالم عشرة مليارات نسمة بحلول سنة 2050 في مقابل 7,3 مليارات سنة 2015 بحسب تحليل يصدره كل عامين المعهد الفرنسي للدراسات السكانية.
على صعيد ذي صلة يسعى العلماء إلى الحد من تداعيات التقدم في السن من خلال الوقاية من تدهور القدرات الناجم عن الشيخوخة وزيادة عدد السنوات التي يعيشها الإنسان بصحة جيدة، وحتى إطالة أمد العيش، من جهة أخرى أوضحت دراسة فرنسية أجريت على آلاف من كبار السن على مدار 25 عاما أن معدل التدهور الإدراكي لدى كبار السن الذين يعانون من ضعف السمع ويستخدمون سماعات هو نفس معدله لدى كبار السن الذين لا يعانون من مشاكل في السمع، وأوضحت دراسات سابقة صلة بين فقدان السمع والتدهور الإدراكي لدى المسنين لكن القليل من الدراسات تابعت المشاركين لمدة ربع قرن.
في بولندا تسعى الجهات المسؤولة تعزيز مناهج طلبة الطب وحثهم على التعاطف مع المرضى المسنين، اما في انجلترا يوجد أكثر من 90 في المئة من دور رعاية العجزة التي خضعت للتفتيش حتى الآن صنفت على أنها “جيدة” أو “رائعة”، على صعيد آخر وجد الباحثون بكلية كينغز في لندن أن التدريبات العقلية أبقت العقول حادة، وساعدت الناس على القيام بالمهارات اليومية مثل التسوق والطبخ، على صعيد مختلف، احتفلت شابة كولومبية ببلوغها الخامسة عشرة رغم اصابتها بمرض الشيخوخة المبكرة، ومهما اختلاف الفئات العمرية لدى الانسان تبقى الاردة والعمل هما ميزان التطور لرفاهته، فيما يلي ادناه مجموعة من الدراسة والاخبار بشأن كبار السن في العالم.
تسارع ارتفاع معدل اعمار سكان العالم
اظهر تقرير للمكتب الاميركي للاحصاء أن معدل الاعمار لدى سكان العالم يرتفع بوتيرة غير مسبوقة اذ ان الاشخاص فوق سن الخامسة والستين سيمثلون ما يقرب من 17 % من سكان العالم بحلول سنة 2050 في مقابل 8,5 % حاليا، وبينت هذه التقديرات أن عدد الأشخاص فوق سن 65 عاما سيبلغ 1,6 مليار بحلول سنة 2050 في مقابل 617 مليونا حاليا، وأشار ريتشارد هودس مدير المعهد الوطني الاميركي للشيخوخة التابع للمعاهد الوطنية الاميركية للصحة الى ان “المسنين يمثلون نسبة من سكان العالم تسجل ازديادا سريعا”.
وأضاف في بيان “الناس يعيشون اعمارا اطول لكن ليس بالضرورة بصحة افضل… وهذا الارتفاع في معدل اعمار السكان يطرح تحديات عدة على صعيد الصحة العامة يتعين علينا التحضر لمواجهتها”، من ناحيته قال جون هاغا احد مدراء المعهد الوطني للشيخوخة “نلاحظ ارتفاعا في معدل اعمار السكان في كل بلدان العالم”، مضيفا “ثمة عدد كبير من البلدان في اوروبا وآسيا اكثر تقدما في هذه العملية السكانية او ان معدلات الاعمار فيها ترتفع بوتيرة اسرع من تلك المسجلة في الولايات المتحدة”. بحسب فرانس برس.
واعتبر هاغا أن ارتفاع معدل الاعمار يطال عددا كبيرا من الجوانب في المجتمع — الرعاية الطبية والتقاعد وعالم العمل والنقل والسكن –، ما يعني وجوب “تعلم الكثير من الامور المحتملة في اوضاع مختلفة في البلدان”.
العلماء يسعون الى الحد من آثار الشيخوخة
صرح لويجي فونتانا الأستاذ المحاضر في الطب في جامعة واشنطن في سانت-لويس (ميزوري) أن “التقدم الذي أحرز مؤخرا سمح بفهم آليات الشيخوخة، فاتحا المجال لتدابير تسمح بتأخيرها”، ويثقل تقدم السكان في السن في البلدان المتطورة كاهل شركات التأمين وصناديق التقاعد التي باتت تواجه خطر الإفلاس، لذا من الضروري الحفاظ على صحة الكبار في السن واستقلاليتهم لأطول فترة ممكنة، على حد قول فونتانا.
وتتمحور هذه الأعمال على المفعول الكابح للشيخوخة الناجم عن تخفيض نسبة السعرات المستهلكة الذي سمح بإطالة أمد العيش والحفاظ على صحة الحيوانات المخبرية، من خلال التأثير على جينات شبيهة بتلك البشرية.
وقال الباحث إن “التشيخ هو نتيجة التدهور المتراكم للخلايا الناجم عن اضطرابات في الأيض”، موضحا أن “الميول الجينية هي التي تحدد وتيرة هذا التدهور”، ولا شك في أن العمر المتوقع قد طال كثيرا في خلال قرن خصوصا بفضل التقدم المحرز في مجال النظافة وتطوير لقاحات ومضادات حيوية.
لكن العيش لفترات أطول قد يترافق مع أمراض ناجمة عن تدهور الخلايا، مثل السرطان وتلاشي العضلات وتراجع القدرات الذهنية، تفاقم من جراء الأنماط الغذائية غير السليمة وقلة الحركة، على ما أوضح لويجي فونتانا الذي أكد “بفضل التجارب التي أجريناها على الحيوانات، أصبحنا نعلم أنه من الممكن الحد من وتيرة التدهور أو حتى إبطائها”.
وشرح الباحث “يمكننا التلاعب بالجينات وتعديل الفئران جينيا بحيث تعيش لفترة أطول بنسبة 60 % وحتى مضاعفة أمد عيش دودة أرضية تعرف بسي إليغنس وهي جميعها بصحة أفضل”، مشيرا إلى أن تخفيض السعرات المستهلكة يؤدي إلى آثار مماثلة على جينات الحيوانات والبشر على حد سواء، ويحضر فونتانا تجربة سريرية تقضي بجعل متطوعين يصومون لأسبوعين، وهو صرح “نسعى إلى إظهار أن الصوم لمدة أسبوعين كل خمس سنوات يساعد على تنشيط آلية جينية تسمح بإزالة الدهون من الجسم”، إذ أن الخلايا تحرق الرواسب المكدسة لتوليد الطاقة، ويعمل باحثون آخرون على جزيئات “ترميمية” لعمليات الأيض لها المفعول عينه مثل الصيام، وتتركز أبحاث أخرى على القطع النهائية (تيلومير) التي تحمي جوانب الصبغيات وتتقلص عند كل انقسام خلوي وتؤدي دورا كبيرا في السن البيولوجي.
ولفتت كارول غريدر الحائزة نوبل الطب والمسؤولة عن مختبر لدارسة التيلوميرات في كلية الطب التابعة لجامعة جونز هوبكنز (ماريلاند) إلى أن “15 آلية تقريبا تؤثر على مسار التشيخ”، والكثير من الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن ناجم عن الانقسام الخلوي ويؤدي تقلص التيلوميرات دورا كبيرا في هذا الخصوص، على ما صرحت غريدر لوكالة فرانس برس. وعندما تنعدم التيلوميرات، تصبح الخلايا عاجزة عن الانقسام وتموت، وأكدت الباحثة “أنه من الممكن تعديل هذه الآلية للحفاظ على القطع النهائية وتفادي أمراض الشيخوخة أو تأخيرها”، وتساعد أنزيمة التيلوميراز في الحفاظ على التيلوميرات لكن فائض هذه الأنزيمة يتسبب بالسرطان، على حد قول غريدر.
تدرس مهتاب جعفري عالمة الصيدلة في جامعة كاليفورنيا في إيرفاين الآثار المكافحة للشيخوخة التي تتمتع بها القرفة والنبتة المعروفة بروديولا روزيا وهي نبتة قطبية ساد استخدامها عند شعوب الفايكينغ، وسمحت هاتان النبتتان بإطالة أمد عيش ذباب الخل الذي يتمتع بمجين شبيه بذاك الموجود عند البشر. ويعتزم الباحثون إطلاق تجارب سريرية مع أشخاص في عقدهم الثامن لدراسة مفعول القرفة وبروديولا روزيا على البشر، وأكدت غريدر أن الاتقاء من هذه الأمراض يسمح بالعيش بصحة جيدة لفترة تتراوح بين 110 سنوات و120 سنة، لكنها أعربت عن تحفظات إزاء احتمال إطالة العمر من خلال التلاعب بالجينات، إذ أن الشيخوخة تأتي نتيجة عدة آليات حيوية معقدة.
ما هو سر بقاء كثير من المسنين بصحة جيدة؟
لا تزال ماري هيلين ابوت رغم بلوغها سن السابعة والسبعين تضع احمر شفاه زهريا فاقعا وترتدي تنانير قصيرة في حصص اللياقة البدنية… فهذه المسنة تشارك في دراسة علمية لاكتشاف اسرار الحفاظ على صحة جسدية ونفسية جيدة في خريف العمر.
ففي حين يسعى بعض الاخصائيين الى تطوير ادوية للوقاية او المعالجة من اعراض الخرف المرتبطة بالتقدم في السن، يهتم آخرون كالاخصائي في الطب العصبي النفسي ديفيد لوينشتاين من جامعة ميامي في ولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة بالاشخاص الذين لا تصيبهم هذه الاعراض. بحسب فرانس برس.
ويقول لوينشتاين “ادرس مرض الزهايمر لكن اذا ما اردنا كشف الغاز الدماغ علينا ايضا معرفة السبب وراء الشيخوخة السليمة لبعض الاشخاص”، ولهذه الغاية، يمول المعهد الاميركي للصحة دراسة ممتدة على خمس سنوات تشمل اشخاصا تراوح اعمارهم بين 63 و100 عام غير مصابين بأي حالة مشخصة من الخرف، ويتميزون إما بصحة عقلية سليمة او انهم يظهرون علامات مبكرة عن فقدان الذاكرة.
ويتطرق لوينشتاين الى دراسات خلصت سابقا الى ان حوالى ثلث الاشخاص فوق سن 85 عاما يعانون الخرف. اما ثلث اخر من هؤلاء فكشفت فحوص اجريت عليهم بعد الوفاة وجود نسبة كبيرة من مؤشرات الخرف في الدماغ في حين أن هؤلاء الاشخاص كانوا في وضع سليم خلال حياتهم، ويضيف لوينشتاين “كيف استطاع هؤلاء الاشخاص عيش حياة طبيعية؟ العلم لم يقدم جوابا على هذا التساؤل. وهذا هو ما نحاول اكتشافه”.
ومن أصل نحو مئة شخص يشاركون حتى اليوم في الدراسة، يعيش اكثر من اربعين في قرية ايست ريدج للأشخاص المتقاعدين محاطين بأعداد كبيرة من حيوانات الطاووس البرية وسط اشجار النخيل وعربات الغولف المتنقلة في داخل مساحات خضراء مصانة بعناية فائقة، تكلفة العيش في هذا المكان ليست بخسة البتة. فيتعين على الراغبين في الاقامة في هذه القرية دفع حوالى 111 الف دولار للانتقال الى الموقع من ثم دفع ايجار شهري لا يقل عن 2700 دولار، وبعد فترة وجيزة على وصولها الى المكان قبل سبع سنوات، بدأت المربية السابقة في مدرسة اعدادية غوين نورث البالغة 85 عاما لكنها تبدو اصغر من سنها الفعلي بعشرة اعوام، بالاهتمام بمتجرها للبضائع المستعملة. وتفاخر بأنها تعمل “لست ساعات اسبوعيا تقريبا”.
أما زوجها آرت البالغ 86 عاما فمعروف بشخصيته المرحة وحبه لتشارك المعلومات ومهارته في اصلاح الاعطال الالكترونية، وخضع آرت وغوين لاختبارات ذاكرة وقدما عينات من النخاع العظمي لترصد الاثار البيولوجية الاولى للشيخوخة. حتى انهما يعتزمان التبرع بدماغهما لخدمة العلم، وعن سر شبابهما الدائم، تجيب غوين “الامر عائد الى الحفاظ على النشاط الجسدي والى الجينات السليمة”.
من ناحيته يرى آرت أن الفضل في هذا الوضع يعود “ببساطة الى العمل والى زوجتي”، هذه النظرية تؤكدها بيانات علمية. وفي هذا الاطار تشير لورا كارستنسن مديرة مركز للبحوث في جامعة ستانفورد خلال مؤتمر في واشنطن الى “اننا نعلم منذ زمن طويل أن الناس الذين يعملون يتمتعون بصحة افضل مقارنة مع الاشخاص غير العاملين”.
عدد من تجاوزوا المئة عام في أمريكا يرتفع بسرعة
ذكرت دراسة أمريكية أن عدد الأمريكيين الذين تجاوزت أعمارهم مئة عام ارتفع نحو 44 بالمئة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الرعاية الطبية الأفضل وأساليب العيش الصحية بشكل أكبر ساهمت في ارتفاع أعداد من تتجاوز أعمارهم مئة عام من 50281 شخصا في 2000 إلى 72197 في 2014. وأكثر من 80 بالمئة ممن يتجاوزون المئة من العمر نساء. بحسب رويترز.
وقال جيا تشوان شو كبير الباحثين في الدراسة إن الأعداد ستواصل الارتفاع لأن معدل الوفيات بين من يتجاوزون المئة من العمر انخفض منذ 2008. وأضاف أن بعض التوقعات تشير إلى أن عدد الأشخاص فوق المئة عام في الولايات المتحدة سيصل إلى 387 ألف شخص خلال 35 عاما، وقال شو “الناس أكثر وعيا بصحتهم وأهمية النشاط وتناول الأطعمة الصحية.، وأضافت الدراسة أن من أكبر مسببات الوفاة بين من تتجاوز أعمارهم المئة عام في 2014 مرض القلب والزهايمر والجلطات والسرطان والإنفلونزا والالتهاب الرئوي.
التعاطف مع المرضى المسنين
تهبط طالبة الطب لودفيكا فوديك الدرج بخطوات وئيدة فيما تثقل حركتها أربطة سميكة حول أطرافها وجسمها ووضعت نظارات خاصة على عينيها لاضعاف الرؤية وتشويشها عن عمد.. إنها ليست سوى طالبة ضمن مجموعة من زملائها في بولندا اتيحت لهم الفرصة للمشاركة في تجربة رائدة في أوروبا تهدف الى اكسابهم مهارات مباشرة للتعامل عن كثب والتعاطف مع المرضى المسنين والاحساس بما يعانونه.
يرتدي طلبة الطب بجامعة لوبين البولندية من المشاركين في هذا البرنامج بذلة خاصة تضغط على أطرافهم وعضلات أيديهم وفقرات العمود الفقري ما يعطل الحركة الطبيعية علاوة على وضع نظارات معينة تقلل من وضوح الرؤية بنسبة 20 في المئة، تم استيراد هذه البذلة خصيصا من اليابان حيث يشيع استخدام مثل هذه المعدات لجعل طلبة الطب يستشعرون ما يكابده المرء مع تقدمه في السن لكن هذه المعدات غير منتشرة بدرجة كبيرة في القارة الاوروبية.
وقالت الطالبة فوديك التي تشارك في التجربة للعام الرابع على التوالي بعد ان انتهت من المهمة الشاقة لهبوط الدرج “مثل هذا الموقف سيتيح لي فهم أعمق لمشاعر كبار السن مستقبلا ممن يعانون من مشاكل تتعلق بالمفاصل وصعوبة الحركة أو مجال الرؤية”، ونظرا للتقدم في مجالات الرعاية الصحية والعلاج في أوروبا تزايدت أعداد المسنين وبات الأطباء على دراية أعمق بالاحتياجات الخاصة للمرضى المتقدمين في العمر.
وقالت سيلفيا كورزينيوفسكا وهي طالبة بالصف السادس بكلية الطب إن معدات المحاكاة تلك تسهل عملية التأكيد على ان يتفهم الطبيب احتياجات المريض المسن، وقالت “يجب ان نتذكر ان أهم أمر في علاج المريض هو التواصل معه ومحاولة ان نجعله يتعاون معنا ويثق فينا. واذا اكتسبنا خبرة في استشعار ما يعانيه من مشاكل كبرى فسيمكننا ان نساعده على خير وجه مع زيادة جرعة الثقة من خلال التواصل وهو أمر يسير ومثير وصولا الى التشخيص وعلاج المريض”، ويتلقى الطلبة مزيدا من التدريب داخل مركز المحاكاة الطبية حيث تم تجهيز كل شيء على نحو يشبه المستشفيات الحقيقية ووضعت على الأسرة نماذج بلاستيكية لجسم الإنسان للمحاكاة والتدريب تشبه إلى حد كبير المرضى المسنين فيما يراقب المحاضرون هذه الدورات التدريبية مع تسجيل كل شيء على الفيديو لتحليل المواقف فيما بعد.
وقال كاميل توريس الاستاذ بكلية الطب “المريض هو أهم شخص وجميع الانجازات التكنولوجية وتكنولوجيا المعلومات ليست سوى أدوات لدعم مجهودنا في رعاية المرضى على أكمل وجه” مشيرا إلى ان التدريب والممارسة يقللان من وقوع الأخطاء في مرحلة الاتصال الفعلي بالمرضى المسنين.
دور رعاية العجزة في انجلترا “جيدة” أو “رائعة”
أكثر من 90 في المئة من دور رعاية العجزة في انجلترا التي خضعت للتفتيش حتى الآن صنفت على أنها “جيدة” أو “رائعة”، وفقا لما أعلنته هيئة مراقبة دور رعاية العجزة، وجاء هذا التصنيف بعد عام من بدء تطبيق “هيئة جودة الرعاية” معايير تتسم بدرجة أكبر من الصرامة، وقالت أندريا ستكليف، كبيرة مفتشي الرعاية الاجتماعية للبالغين في الهيئة، إن النتائج “مشجعة” فيما يتعلق “بما يستحقه الناس” في نهاية حياتهم، وتم حتى الآن التفتيش على أوضاع 37 من بين 324 دارا تقدم خدمات رعاية لكبار السن العجزة، ومن بين تلك الدور، أشارت نتائج التفتيش إلى أن 10 من تلك الدور كانت “رائعة”، بينما كانت 24 دارا “جيدة” . أما الدور التي “تحتاج إلى تحسين” فكانت اثنتين.
ومن المقرر أن تراجع هيئة جودة الرعاية جميع دور خدمات الرعاية الاجتماعية للبالغين وعددها25 ألف دار بما فيها 287 دارا لرعاية العجزة بحلول شهر سبتمبر/أيلول 2016، وقالت ستكليف “هذا هو فقط ما يجب أن نتوقعه وما يستحقه بالتأكيد الناس في نهاية حياتهم”، وأضافت “النجاح يبدأ بقادة أقوياء قادرين على تحفيز وتقدير ودعم العاملين المهرة لبذل المزيد في توفير الرعاية التي تتسم بحساسية لكل شخص وحيد”.
ألعاب تدريب الدماغ عبر الإنترنت
وجد الباحثون بكلية كينغز في لندن أن التدريبات العقلية أبقت العقول حادة، وساعدت الناس على القيام بالمهارات اليومية مثل التسوق والطبخ، انتهت دراسة حديثة أجريت على نطاق واسع إلى أن تدريب الدماغ، من خلال ممارسة ألعاب عبر الإنترنت تدرب الذاكرة ومهارات التفكير، مفيد لكبار السن، وجد الباحثون بكلية كينغز في لندن أن التدريبات العقلية أبقت العقول حادة، وساعدت الناس على القيام بالمهارات اليومية مثل التسوق والطبخ.
وسجل ما يقرب من 7 آلاف شخص، في الخمسين من العمر، للمشاركة في التجربة التي استغرقت 6 أشهر، وأطلقتها سلسلة وثائقيات “بانغ جوز زا ثيوري” العلمية التابعة لبي بي سي، وجرى تجنيد المتطوعين للمشاركة في الدراسة من مواطنين عاديين من خلال شراكة بين هيئة الإذاعة البريطانية، وجمعية الزهايمر ومجلس البحوث الطبية، ووفقا لمعلومات الباحثين فإن أيا من المشاركين لم يكن يعاني من مشكلات في الذاكرة أو الإدراك عندما وقعوا للمشاركة في التجربة.
الباحثون طلبوا من بعض المتطوعين مارسة ألعاب مثل التعرف على الزهور لمدة 10 دقائق ثم قاسوا قدراتهم المعرفية، وشجع الباحثون بعض المتطوعين على ممارسة ألعاب العقل على الانترنت لمدة 10 دقائق في كل مرة، كلما رغبوا في ذلك. بينما طلبوا من آخرين، “المجموعة الضابطة”، القيام ببحث بسيط على الإنترنت.
واختبر الباحثون الموضوعات وفقا لسلسلة من الاختبارات المعرفية المعترف بها طبيا، ثم أعادوا الاختبارات المعرفية مرة أخرى في فترة من 3 أشهر و6 أشهر لمعرفة ما إذا كان هناك أي فرق بين المجموعتين، ووجد الباحثون بعد 6 أشهر، أن أولئك الذين مارسوا “تدريب الدماغ” وألعاب التفكير وحل المشكلات، احتفظوا بمهارات معرفية أوسع بشكل أفضل من أولئك الذين لم يفعلوا، وظهرت الفائدة حين مارس المشاركون في التجربة الألعاب 5 مرات أسبوعيا على الأقل.
مرض الشيخوخة المبكرة
احتفلت ماغالي غونزاليس سييرا وهي شابة كولومبية مصابة بمرض جيني يتسبب بالشيخوخة المبكرة بعيد ميلادها الخامس عشر مع انها تبدو أنها أكبر سنا بكثير، وسط تدابير وقائية مكثفة وعناية كبيرة، وغالبا ما يقضي المصابون بهذا لمرض المعروف باسم روجيريا في مطلع سن المراهقة، وقالت الشابة التي فقدت شعرها ووضعت شعرا مستعارا وتاجا على رأسها بمناسبة الحفلة التي نظمت في إحدى بلدات منطقة فاييه ديل كاوكا (غرب كولومبيا) “أشعر بأنني جميلة”. بحسب فرانس برس.
وكشفت والدتها نيدي سييرا أنها حققت حلمها في أن تصبح “أميرة”، ففي كولومبيا تقام احتفالات كبيرة عند بلوغ الفتيات الخامسة عشرة من العمر في دليل على تخطيهن مرحلة الطفولة، وروت الوالدة البالغة من العمر 35 عاما أن “مرض ماغي بدأ يظهر عندما كانت في شهرها العاشر، وهي فقدت شعرها وحاجبيها ورموشها. وبدأت بشرتها تتجعد”.
وعندما كانت في الثانية من العمر، شخصت إصابتها بمرض البروجيريا الذي يتسبب بالشيخوخة المبكرة والمعروف أيضا بمتلازمة هاتشينسون-غيلفورد، وقالت نيدي سييرا أن “ماغالي هي في الخامسة عشرة من العمر في حين أن وضع عظامها شبيه بعظام شخص في التسعين”، واصيبت ماغالي العام الماضي بازمة قلبية ويأمل والداها أن تحقق حلمها في ان تصبح ممرضة.