بمشاركة سعادة السيد أحمد بن محمد الكواري الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، وبحضور عدد كبير من المسؤولين، نظم مركز تمكين ورعاية كبار السن إحسان حلقة نقاشية بعنوان (استمرار تفشي فيروس كورونا – الآثار والتحديات) تحت شعار “الوصول إلى العدالة”، وذلك ضمن فعاليات اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن، والذي يوافق 15 من يونيو من كل عام. وأوضح الكواري بهذه المناسبة قائلا: “إن المؤسسة ومراكزها عملت على تسخير كافة الجهود لحماية فئاتها المستهدفة وخاصة كبار السن خلال أزمة كوفيد – 19 التي مر بها العالم، فمن أولوياتنا العمل على توفير الظروف الصحية الملائمة للفئات المستهدفة وحمايتهم خلال الأزمة الحالية، وبشكل خاص كبار السن لما له تأثير كبير على صحتهم واحتمال تعرضهم للمرض أكثر من غيرهم”.
وأضاف إن المؤسسة حريصة على دعم جهود الدولة من خلال دعم القرارات والالتزام بالإجراءات الاحترازية والاستمرار في تقديم الخدمة سواء للمنتسبين أو المستفيدين، ولذا فقد عملت المؤسسة على التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات لتقليل تأثير الأزمة على الفئات المستفيدة وخاصة كبار السن، كما حرصت على تنظيم اللقاءات والورش التوعوية اللازمة لرفع الوعي والتثقيف المجتمعي وتخطي هذه الأزمة بأمان كامل لجميع المستفيدين من خدمات المؤسسة ومراكزها وخاصة لكبار السن.
الأمراض الخطيرة
وقدم الحلقة وأشرف على إدارة محاورها السيد – خالد النعمة مدير سياسة الأسرة بمعهد الدوحة الدولي للأسرة، وانطلق أول محاور الحلقة، والتي قدمتها الدكتورة هنادي الحمد القائد الوطني لبرنامج الشيخوخة الصحية في الإستراتيجية الوطنية للصحة المدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل وناقشت الوضع الصحي لكبار السن في ظل استمرار تفشي كورونا، وشرحت المخاطر الكبيرة التي قد يتعرضون لها في حال التقاطهم للعدوى، موضحة أن التأثير متفاوت على كبار السن المرضى والمقيمين في قسم الرعاية المطولة وأكدت انه وبحسب البيانات الدولية فإن كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة وارتفاع معدل الوفيات.
وقالت: “إن تأثير كوفيد – 19 على كبار السن يظهر في عدة أمور، منها صعوبة الحصول على خدمات الرعاية الصحية للمشاكل غير المتصلة بـ COVID مما تسبب في نتائج سيئة للذين يعانون من ظروف طبية أخرى، ومنها ارتفاع خطر الإصابة بمرض خطير والوفاة من الإصابة بـ COVID -19 مع وجود أمراض مزمنة أخرى، مشيرة إلى أن التحول في الرعاية الصحية إلى النظم الرقمية الحديثة في العالم أدى إلى أن ما يقارب 40 % من كبار السن لا يملكون المهارات لاستخدام التكنولوجيا بشكل فعال، وأكدت أن خطر إساءة معاملة كبار السن أعلى خلال الجائحة ولهذا السبب كان لابد من اتخاذ إجراءات سريعة تمنع تعرضهم لأي نوع من الإساءة، حيث إن العزلة الاجتماعية بحد ذاتها قد تؤدي إلى الوحدة والتي قد تؤثر على السلامة البدنية والعقلية لكبار السن، موضحة أن الخمول البدني أيضا يعتبر من التحديات التي واجهها المسنون خلال أزمة كورونا بسبب إغلاق أنشطة العلاج الطبيعي مما قد يؤدي إلى خطر الإعاقة والوفيات.
دور (إحسان)
وفي الورقة الختامية للحلقة النقاشية تطرقت السيدة مريم الأنصاري مدير مكتب التخطيط والتطوير بالمركز بشرح دور مركز تمكين ورعاية كبار السن (إحسان) في دعم وتمكين كبار السن خلال أزمة وباء فيروس كورونا وما بعدها. مؤكده ان سنة 2020 كانت سنة استثنائية بسبب جائحة فيروس كورونا كوفيد -19 تلك الأزمة التي غيرت مسار العمل في الدولة بجميع مؤسساتها وهيئاتها، وقالت: “حرص مركز إحسان منذ بداية تفشي كوفيد – 19 على تطبيق جميع الاحترازات والاحتياطات والتي من شأنها صون وحماية صحة كبار السن النفسية والبدنية، حيث قام بتطبيق إجراءات سريعة وحاسمة لحماية كبار السن، والاعتماد على ما جاء من توجيهات وقرارات من قبل اللجنة العليا لإدارة الأزمات، كما تم توثيق التعاون مع وزارة الصحة بما يسهم في المحافظة على سلامة كبار السن في دار الإيواء وخارجه، وتم إيقاف خدمات وحدة العلاج الطبيعي المتنقلة، وإلغاء أغلب الفعاليات الخارجية وبرامج التمكين، والاعتماد على تقديم معظم الخدمات عن بُعد، وإنشاء فريق للدعم يقوم بالاتصال بمنتسبي المركز لتقديم التوجيه والإرشاد لهم”. موضحة أن الخدمات قد تنوعت خلال الأزمة بين الإرشاد النفسي والاستشارات الجماعية وجلسات التثقيف الغذائي والعلاج الطبيعي عن بعد وخدمات الأنشطة والترفيه، حيث قدرت عدد هذه الجلسات بـ 2184 جلسة خلال الجائحة، فضلا عن المكالمات التوعوية والرسائل النصية وخدمة شاورني.
إستراتيجية وطنية
من ناحيته شارك الأستاذ علي حسن عبد الحسين نائب رئيس مجلس الإدارة بالجمعية الكويتية الخيرية لرعاية وتأهيل المسنين من خلال مداخلة علق فيها على ضرورة وضع استراتيجية وطنية كبيرة جدا لحقوق كبار السن وعدم الانتظار لوقت الأزمات بل لابد من تفعيل هذه الاستراتيجية على مستوى دول الخليج على الأقل من خلال تشجيع وزارات الصحة العاملة بدول مجلس التعاون ووزارات الشؤون والأمانة العامة لعرض هذه الخطط والقوانين على قادة دول مجلس التعاون، مضيفا أن النظر إلى العدالة كمبدأ سماوي يجب أن يطبق على الجميع فكيف بكبار السن الفئة التي أفنت حياتها في خدمة الأوطان.
تقرير الأمين العام للأمم المتحدة
من جهته شارك د. محمد بن سيف الكواري، عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بمداخلة تتطرق إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2011 والذي ركز على التحديات التي تواجه كبار السن لأول مرة، وأشار إلى ن التقرير قد حدد أربعة تحديات رئيسية يواجهها كبار السن فيما يتعلق بحقوق الإنسان وهي التمييز، والفقر، والعنف وسوء المعاملة، والافتقار إلى تدابير وخدمات محددة. وأضاف إن التقرير يؤكد أيضاً على عدة مجالات رئيسية للاستجابات اللازمة لمواجهة التحديات مثل تعزيز نظام الحماية الدولية، والقضاء على الاستغلال المالي والتمييز في التوظيف، وإنشاء مرافق رعاية كافية، والمشاركة في الحياة السياسية وتساءل الكواري حول ما تم تفعيله خلال العشر سنوات الماضية باعتبار أن هذه التحديات ما زالت موجودة، وقال نطالب بتشريع وطني وإقليمي ودولي لحقوق كبار السن.
سهولة الوصول إلى المعلومات
وشاركت من مركز النور للمكفوفين الدكتورة الاستشارية حياة خليل نظر، موضحة أن فترة الجائحة ومتحوراتها كانت تمثل تحدياً للخدمات الصحية بالدولة، وأثنت على جهود مؤسسة حمد ووزارة الصحة وعلى الطاقم الطبي والإداري، وقالت نشيد بدولتنا الحبيبة قطر، حيث اهتمت بالجانب الوقائي قبل العلاجي من خلال توفير المعلومات التي يحتاجها المتلقي من جميع الفئات وسهولة الوصول إلى هذه المعلومات وضربت الأمثلة بتطبيق احتراز، حيث انه صمم بطريقة تناسب حتى فئة المكفوفين من خلال إعداد برنامج مخصص لهم، وكذلك الأمر بالنسبة للمواقع الإلكترونية، وقالت أدعو جميع الجهات إلى أن تعمل على تقييم الدور الذي قامت به خلال كورونا مثل خدمة شاورني للاستشارات النفسية عبر الهاتف مثلا بالنسبة لمركز إحسان وخدمات توصيل الأدوية التي تقدمها مؤسسة حمد، مشيرة إلى أن تقييم هذه الخدمات والعمل على تطويرها حتى بعد انتهاء الجائحة يعتبر أمرا ضروريا تشكر عليه هذه الجهات.
تطوير الخدمات
من جهته أعرب السيد خالد عبدالله القائم بأعمال المدير التنفيذي بمركز إحسان عن شكره لجميع الجهات والأفراد الذين شاركوا في نجاح هذه الفعالية، مؤكدا أن الشراكة المجتمعية.
وأضاف إن الحلقة النقاشية نجحت في تحقيق أهدافها وخرجت بعدة توصيات، منها عقد اتفاقية تعاون مشترك بين مركز تمكين ورعاية كبار السن (إحسان) والجهات المختصة بالأنشطة والفعاليات بالدولة، في سبيل تطوير وتحسين آليات تقديم أنشطة لكبار السن، والاستفادة من البرامج والأنشطة التي يتم طرحها في تلك الجهات وإعداد خطة بديلة وإستراتيجيات ونظم عمل احتياطية لمعالجة الظروف الطارئة والمفاجئة التي تطرأ دون سابق إنذار وتدريب موظفي المركز بكيفية التعامل مع المتغيرات المفاجئة التي قد تحدث في أي وقت نتيجة الأزمات العالمية، وتشجيع أفراد المجتمع على الاهتمام بالعمل التطوعي في المجال ومشاركة كبار السن في الفعاليات والأنشطة وتوفير آلية محددة للتعرف المبكر على أشكال الإساءة لكبار السن وتوافر خطط للتعامل معها وأيضا توفير نظم حاكمة لمعالجة تقارير وحوادث إساءة معاملة كبار السن بصورة مستقلة وتوفير خط مساعدة لإساءة معاملة كبار السن للحصول على مشورة مجانية وسرية لأي شخص يبلغ عن إساءة معاملة كبار السن، إضافة إلى توفير أماكن إقامة لكبار السن الذين يتعرضون لأي نوع من الإيذاء بينما تقوم النظم المختلفة بالتحقق من عدم الإساءة لكبار السن ومعالجة التمييز ضد كبار السن.