عمان
احلام المسنين «كبار السن» الوردية بسيطة ولا تتجاوز أكثر من الزيارات وتبادل الحديث مع ابنائهم واحفادهم، او الجلوس معهم بين حنايا الدار وتجاذب اطراف الحديث وتبادل الضحكات والابتسامات في جو يغمره الحب والعطف الحنان.
وتعكف الحكومة وعدد من دور رعاية المسنين على العمل على دعم مؤسسات رعاية المسنين، من خلال دعم رفاه كبار السن وحمايتهم بوجود عدد من المسنين في الأردن بلغ 540 ألفا، وعدد المستفيدين من خدمات دور الرعاية الاجتماعية لايزيد عن 355 مسنا، منهم 185 إناثا و 170 ذكورا، فيما لدى وزارة التنمية الاجتماعية برنامج مستدام لمراقبة تقييم اوضاع دور المسنين ونزلائها ينفذ من خلال زيارات تفقدية.
الوضع الديموغرافي
بدورها الحكومة ممثله بوزارة التنمية الاجتماعية وزيرتها هاله بسيسو لطوف، تقول بانه وبموجب التشريعات التي تعمل بموجبها لها الحق في منح التراخيص اللازمة للسماح لمؤسسات كبار السن بمزاولة الانشطة الرعائية والترفيهية سواء الايوائية او النهارية منها لكبار السن ، بالاضافة الى ترخيص الأندية النهارية التي تقدم خدمات وانشطة ترفيهية لكبار السن حيث كان عددها 2 في عام 2000 ، وصلت إلى 8 نواد حاليا ، بالاضافة الى الكثير من الجمعيات الخيرية التي تمثل خدمات كبار السن احد اهم اهدافها وتنظم نشاطات مختلفة لتحسين نوعية حياتهم.
ونوهت لطوف ان التغير الذي يشهده الوضع الديموغرافي للسكان في المملكة منذ عقد تسعينيات القرن الماضي والذي ترتب عليه ما يعرف بظاهرة الهبة الديموغرافية ، حيث بلغت نسبة المسنين 3,3% في عام 2004 ، ومن المتوقع ان ترتفع النسبة لتصبح 4,2% عام 2020 ، فانه وبالتعاون بين مجموعة من الفعاليات الرسمية والاهلية المهتمة بتطوير خدمات كبار السن في المملكة فقد قام المجلس الوطني لشؤون الاسرة بالتعاون مع الجهات المعنية من كافة القطاعات في المملكة باعداد الاستراتيجية الوطنية لكبار السن التي احتوت على ستة توجهات رئيسة بدأت بدور كبار السن في التنمية مرورا بالرعاية الصحية المناسبة والبيئة المادية الملائمة والصديقة لكبار السن وتعزيز الرعاية الاجتماعية وحمايتهم من العنف بكافة اشكالة وتعزيز نظرة المجتمع نحو كبار السن، وانتهت بالبحوث الخاصة بالمسنين وتعزيز ذلك كله بالتشريعات التي تكفل حقوق كبار السن وتوفر لهم الحماية والخدمات ذات المستوى الجيد اضافة الى قيام الوزارة بتنفيذ حملات التوعية حول مكانة المسنين ودعم المؤسسات التي تقدم الرعاية للمسنين لضمان استمرار تقديم خدمات متميزة للمسنين، وتقديم معونات لهم من خلال صندوق المعونة الوطنية وقيام الوزارة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بكبار السن لتنفيذ البرامج والأنشطة الكفيلة بتحسين نوعية الحياة لكبار السن.
ولفتت لطوف ان الوزارة تعطي قضية كبار السن وخاصة المحتاجين منهم أهمية خاصة من خلال تقديم خدمات الرعاية الايوائية الناتجة عن ظروف قد يتعرضون لها؛ ما يوجب التدخل الرسمي والاهلي التطوعي لتلبية احتياجاتهم و خاصة ان معظمهم قد لا يكون قادرا على القيام بالأمور الحياتية اليومية دون مساعدة الغير، وكثير منهم لا يكون قادرا على توفير تكاليف بدل الخدمة التي تقدم له الامر الذي يدفع الحكومة من خلال الوزارة الى تبني حالاتهم وتحمل كافة التكاليف الناتجة عن تقديم الخدمات المطلوبة لهم.
مشاعل نور
بدورها مديرة دار الأسرة البيضاء (دار المسنين ) في منطقة الجويدة منى حدادين علقت على الامر بالقول، ان المسنين في حياتنا هم مشاعل نور يضيؤون طرقاتنا وبخبراتهم نتغلب على صعوبات الحياة بكيفية حل مشاكلها، فيما يتوق كبار السن في دور الرعاية الى زيارة احد من ذويهم او اقاربهم، وبخاصة في شهر رمضان وبالأعياد عيد الفطر وعيد الاضحى، باعتبارهما موسمي التراحم والمودة وصلة الرحم.
ونوهت حدادين ان دار الضيافة للمسنين تأسست عام 1979 في منطقة الجويدة وهذه الدار تضم زهاء مائة وثمانية عشر نزيلا من المسنين من نساء ورجال وهم جميعا ينزلون في هذه الدار على حساب ذويهم، وهنالك عدد قليل من هؤلاء النزلاء على حساب وزارة التنمية الاجتماعية؛ لأنهم غير قادرين على الدفع، فيما هذه الجمعية بحاجة إلى الدعم والرعاية حتى تستطيع تقديم الرعاية للمسنين وللمرضى النفسيين وللكبار من رجالات هذا المجتمع الذين لا يعرفون كيف يقضون أوقات فراغهم ولأنها تقدم خدمات جليلة للمسنين من المواطنين الذين لم يجدوا العناية الكافية في منازلهم إما بسبب ظروف خاصة أو بسبب الفقر.