صورة قاتمة تلك التي رسمتها معطيات للمجلس الاقتصادي والاجتماعي حول أوضاع الأشخاص المسنين في المغرب، حيث أكدت أن عددا كبيرا منهم يعانون الفقر ولا يتوفرون على التغطية الصحية.
وسجل المجلس، الذي يترأسه نزار البركة، ضعف قدرات الأشخاص المسنين عموما، من حيث المستوى التعليمي والوضعية السوسيو اقتصادية والصحية، بحيث إن 7 من بين 10 مسنين يعانون الأمية، في ما أغلبهم يتوفرون على دخل متواضع، وتقريبا شخص مسن واحد من بين 10 في وضعية فقر.
وعلى المستوى الصحي، سجل المجلس، وفق معطيات حصل عليها “اليوم 24″، أن أكثر من نصف المسنين مصاب على الأقل بمرض واحد مزمن، ولا يستفيد من العناية الصحية، وأكثر من الثلث يحتاج إلى الغير لإنجاز بعض الأشغال اليومية.
وفيما يتعلق بالتغطية الاجتماعية والصحية، أكد المصدر ذاته أنها “ضعيفة ولا تشمل سوى شخص واحد من أصل خمسة أشخاص”، بينما يضطر بعض الأشخاص المسنين إلى مواصلة العمل، مع استمرار تبعيتهم للغير في تلبية حاجياتهم الأساسية، بسبب “مبلغ المعاش الزهيد الذي يتلقونه، أو لعدم استفادتهم من التغطية الاجتماعية”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن النساء ما يزلن يؤدين دورا محوريا في التكفل بالأشخاص المسنين داخل الأسرة، الشيء الذي يسائل التضامن الأسري أمام الالتحاق المتزايد للنساء بسوق الشغل، في حين أكد المجلس أن الأشخاص المسنين، نزلاء مراكز الإيواء، يعيشون “على إيقاع العزلة وانعدام الأنشطة الثقافية والترفيهية”، في ظل كون “البنايات والبنيات التحتية لا تتناسب غالبا مع احتياجاتهم، وافتقار المكلفين بالتأطير في هذه المراكز للتكوين والتحفيز”.
وإلى ذلك، تطرق مجلس البركة إلى التمييز بين الجنسين في ما يتعلق بالمسنين، حيث لفت الانتباه إلى أن اللامساواة بين الجنسين تجعل المرأة المسنة أكثر عرضة للهشاشة الاقتصادية ولصعوبات في الاستفادة من الخدمات الاجتماعية وانعدام التغطية الاجتماعية والصحية.