حسب دراسة جديدة فان خطر الوفاة المبكر يرتفع لدى كبار السن الذين يعانون من مستويات منخفضة من البايكربونات Bicarbonate في جسمهم!
اذ تم اجراء دراسة حديثة استمرت مدتها عشر سنوات على 3000 شخص بالغ بصحة جيدة وتتراوح اعمارهم ما بين 70- 79 عام. وقد تمت باشراف الدكتور كالاني رافائيل Kalani Raphael من جامعة ولاية يوتا University of Utah في Salt Lake City. ونشرت نتائجها في مجلة :
“Clinical Journal of the American Society of Nephrology”
وفي نهاية الدراسة وجد بان نصف هؤلاء الاشخاص توفوا لاسباب طبيعية. الا ان نسبة الذين كانوا يعانون من انخفاض في نسبة البايكربونات في اجسامهم منهم كانت تقارب 25 %. بالمقابل من كانت لديهم مستويات البايكربونات في اجسامهم عالية و ضمن المعدلات الطبيعية كانوا اقل عرضة للوفاة المبكرة.
ومن هنا تم ايجاد علاقة تربط ما بين مستويات البايكربونات في الدم وخطر الوفاة، الا ان الباحثون لم يجدوا اسباب واضحة لتفسير ذلك. الا انهم يرجحون كون حموضة الدم العالية نسبيا قد يكون لها علاقة بذلك.
البايكربونات Bicarbonate والبيئة القاعدية هي نتاج لعمليات التمثيل الغذائي التي يستخدمها الجسم لتنظيم مستويات الحموضة في الجسم. اما بايكربونات ثاني اكسيد الكربون والمنتجات الثانوية الحمضية فهي نتاج لكل من عمليات التنفس والاكل، وذلك للحفاظ على الرقم الهيدروجيني للدم محايد.
وفي تفسير اخر محتمل يعتقد الباحثون ان مستويات منخفضة من البايكربونات قد تشير الى وجود مشكلة لم يتم تشخيصها، مثل مشاكل في الكلى. ومن هنا اكدوا انه يمكن للاطباء رصد مستويات البايكربونات في الدم للحد من مخاطر الوفاة المبكرة لكبار السن.
اشار الدكتور رافائيل الى ان العديد من الدراسات السابقة اشارت الى ان مستويات منخفضة من البايكربونات مرتبطة بانخفاض وظائف الكلى، وقد تؤدي الى ارتفاع خطر الموت المبكر والاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية، كما وترتبط بحدوث الالتهابات في الجسم، وفقدان كتلة العظام والعضلات. الا ان هذا لا يعني بالضرورة بان زيادة تناول البايركربونات من خلال النظام الغذائي والخبز قد يساهم في رفع هذه المستويات لدى المرضى وكبار السن.
ويقول الدكتور مايكل ايميت Michael Emmett، رئيس الطب الباطني في Baylor University Medical Center: بان كبار السن بشكل عام قد يساعدهم اتباع نظام غذائي يحتوي كميات اقل من اللحوم وغني بالفواكه والخضار. فاللحوم هي مصدر عالي للبروتين والاحماض الامينية التي قد تزيد من نسبة الحمضية في الجسم، وتعجل في عملية الشيخوخة، وتثقل على كاهل الكلى. بالمقابل فان الاغذية النباتية عندما يتم هضمها تنتج البايكروبونات وتساهم برفع مستوياتها في الجسم.
وهذه الفرضية قد تدعم عملية استخدام الطب البديل لتنظيم درجات الحموضة في الجسم عن طريق استهلاك صودا الخبز(بايكربونات الصوديوم-sodium bicarbonate) من مصادرها الغذائية، بزعم محاول ابطاء الشيخوخة وعلاج السرطانات. الا انه الى الان لا يوجد اي دليل يدعم هذه الفرضيات.
والبايكربونات هي المكون الرئيسي في صودا الخبز baking soda المعروفة باسم الكربونة (بايكربونات الصوديوم-sodium bicarbonate).
كما واشار الدكتور ايميت الى ان مضار استهلاك كميات عالية من صودا الخبز عديدة، فهي قد تشمل:
مشاكل في المعدة
ارتفاع ضغط الدم بسبب زيادة نسبة الصوديوم
حصى الكلى نتيجة لارتفاع نسبة الكالسيوم الزائد في البول.
وبهذا فان البديل الافضل تغذويا من بايكربونات الصوديوم هو قد يكون بايكربونات البوتاسيوم، والتي لا يفضل ان تؤخذ الا تحت اشراف الطبيب.
واشار الدكتور رافائيل الى انه لم يتم حتى الان معرفة التاثير التابع لعملية رفع مستويات البايكربونات في الجسم عن طريق اخذ صودا الخبز، وهل تناولها حتى في حالة وجود مستويات طبيعية للبايكربونات سيساهم بتعزيز الصحة. الا انه ما يجدر التنبه له هو كون الاشخاص الذين يعانون من امراض الكلى والقلب والرئة والكبد والنساء الحوامل، لا يجدر بهم ابدا مداواة انفسهم باستخدام بايكربونات الصوديوم.
ومن المهم ان نذكر هنا بان لصودا الخبز فوائد اخرى لا يمكن نفيها، وهي:
كونها فعالة في ازالة البقع عن الملابس
المساعدة في ازالة الروائح من الثلاجات والمنزل
دوروها في تبيض الاسنان.