ساهم انتشار التكنولوجيا والهواتف الذكية في ثورة ما بين مؤيد ومعارض لها ولفوائدها وأضرارها، وعكف الباحثون على دراسة أثرها على جميع الفئات العمرية، فماذا وجدت هذه الدراسة فيما يخص استخدام الهواتف الذكية والبالغين؟
كشفت دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية PLOS One أن استخدام التكنولوجيا الحديثة جعل عقول البالغين من هم في الخمسين من عمرهم أكثر ذكاءً وحدة.
حيث أشار الباحثون القائمون على الدراسة بأن البالغين من عمرهم 50 عاماً وما فوق وجدوا تحسناً ملحوظاً في قدراتهم العقلية والإدراكية، وقد يعود السبب بذلك إلى زيادة تحفيزهم الذهني من خلال استخدام التكنولوجيا مثل أجهزة الهواتف الذكية والحواسيب.
هذا وكان قد تخوف الباحثون من ان استخدام هذه الأجهزة سيحد من قدرة الإنسان على التفكير، إلى أن نتائج هذه الدراسة تشير إلى العكس من ذلك، فالقدرات العقلية ضرورية من أجل تشغيل هذه الأجهزة واستخدامها.
ان استخدام التكنولوجيا في الوقت الحالي ينطوي على ضرورة حفظ عدة كلمات سر يومياً من أجل الولوج إلى حواسيب والبريد الالكتروني الخاص في العمل أو حتى استخدام المعاملات البنكية الالكترونية.
كيف جرت الدراسة وما هي نتائجها؟
استهدف الباحثون القائمون على الدراسة عدداً من المشتركين فوق الخمسين من عمرهم، وتم اخضاعهم لاختبار القدرات العقلية والذهنية في بداية الدراسة، أي في عام 2006، ومن ثم خضعوا إلى نفس الاختبار في عام 2012، من اجل معرفة سرعة معالجة المعلومات، والصحقة العقلية والجسمانية لهم.
وأوضح الباحثون ان القدرات العقلية والإدراكية من الطبيعي ان تتناقص مع التقدم في العمر، وأشاروا أن دراستهم تمحورت حول النتائج التالية:
- بالرغم من تناقص القدرات العقلية والجسمانية خلال الست سنوات، إلا أن القدرات الأدراكية ارتفعت بشكل ملحوظ.
- كانت نتائج اختبارات القدرات الإدراكية في نهاية الدراسة تشير إلى هذه القدرات ارتفعت لتصبح مثل اولئك الذين في عمر الرابعة والأربعين من عمرهم.
الباحثون يعلقون..
فسر الباحثون هذه النتائج على أنها تعتمد على التغير في نمط الحياة المتبع في السنوات الأخيرة، فهي تطلب المزيد من القدرات الإدراكية لمجاراة التكنولوجيا الحديثة، وحتى لدى كبار السن.
إلا انه في المقابل، تناقصت القدرات الجسمانية وازدادت نسبة السمنة بين الأفراد بشكل لافت، وهذا أيضاً نتيجة مواكبة ومجاراة الحياة التكنولوجية السريعة، مما يستدعي حث الناس وتشجيعهم على اتباع نمط غذائي صحي، وممارسة الرياضة، من أجل موازنة هذا الميزان.
المصدر : ويب طب