أظهرت دراسة حديثة أن كبار السن الذي يعانون من ألام مزمنة، يظهرون تراجعا سريعا في القدرات الإدراكية والذاكرة مع التقدم في السن، ليصحبوا الأكثر عرضة لخرف الشيخوخة لاحقا، وهو ما يدل على العلاقة المباشرة بين الألم المزمن والتغيرات السلبية التي تطرأ على المخ والمساهمة في الإصابة بالخرف.
وقام العلماء في جامعة “نيويورك” الأمريكية، بتحليل بيانات أكثر من 10.000 متطوع ممن تخطوا الستين عاما على مدى 12 عاما.. وأكد المشاركون في الدراسة معاناتهم من آلام تراوحت مابين معتدلة وشديدة بين عامى 1998 – 2000، حيث سجلت الذاكرة تراجعا بنسبة 9.2% في اختبارات قياس وظائف الذاكرة التي خضع لها المشاركون على مدى عشر سنوات، مقارنة بأولئك الذين لم يعانوا من أي آلام مزمنة.
وتوصل الباحثون إلى ظهور تراجع إضافي في كفاءة الذاكرة بين أولئك الذين أفادوا بمعاناتهم من ألم مستمر، مرجحين أن هؤلاء المرضى يمكن أن يواجهوا أوقاتا صعبة في إنجاز مهام حياتهم اليومية، خاصة فيما يتعلق بالأمور الحيوية كإدارة الأموال وتناول الأدوية في مواعيدها المحددة.
وقالت الدكتور “إليزابيث ويتلوك” أستاذ التخدير والجراحة في جامعة “نيويورك”، إن هذه النتائج تشير إلى طرق جديدة للتفكير في كيفية حماية كبار السن من الإعتلالات المعرفية في الشيخوخة.. ويحتاج كبار السن للحفاظ على إدراكهم للبقاء مستقلين للإحتفاظ بكفاءة ذاكراتهم، ويعانى ما يصل إلى واحد من بين كل ثلاثة من كبار السن من آلام مزمنة، لذلك فإن فهم العلاقة بين الألم والتدهورالمعرفى هو خطوة أولى مهمة نحو إيجاد سبل لمساعدة هذه الفئة”.
وقد حذر الباحثون من مخاطر الإفراط في تناول المسكنات ودورها في مضاعفة خطر الإصابة بالخرف، مثل المواد الأفيونية التي يتنامى استهلاكها بين الكثيرين.. كما يمكن أن تضعف تجربة الألم على نحو متزايد قدرة المخ على ترميز الذكريات والوظائف المعرفية الأخرى.
المصدر : فيتو