دموع وعبرات في بيوت المسنيّن
كيف لا وهم من مجتمعنا العربي ومن قرانا ومدننا العربية.. ومن قريتي كفركنا أيضا.. والقرى المجاورة . سلمت على أحدهم وقلت كيف حالك قال بخير. وبعضهم يؤشر بيده يريد السلام علي ، ألقاهم أبنائهم هناك , لا يزورونهم , قد نسيهم أبنائهم أقربائهم , حتى أحفادهم أبتعدو عنهم .. يتركونهم السنة بعد السنة والعيد بعد العيد .. دموع وعبرات تختلج فؤادي وتدعوني لأن أبكي مبتهلا إلى الله أن يرحمنا برحمته الواسعة وأن يخفف عن أحبابنا كبار السن القابعين في دور الرعاية وحشتهم وغربتهم في زمان قلّت فيه المروءة وتطاول فيه اللئام وأهين فيه الكرام وعصي فيه الوالدين وأصبح المعروف منكرا وأصبحت العفة مهانة وضاع به الشريّف والنّظيف.. وتكالب الأعداء علينا وعلى ابائنا وامهاتنا .
قد يستغرب البعض مماّ اكتبه , وقد يذرف البعض الأخر دمعات ساخنة وقد يقرأ البعض البعيد مقالتي والتيّ تردّدت كثيرا لنشرها وقد يسبنيّ هذا البعض البعيد والذي قد اختبأ خلف أحد أعمدة بيت العجزة عندما راني هناك وأظنه قد دخل الحماّم هروبا منيّ , أتدري يا هذا البعيد بأنني قد وقفت أمام سرير أباك وأنت مخبأ وقد قبّلت يده واستقيته الماء ويكفيني دعائه لي والذي حرمت أن اسمعه من أبي رحمه الله الّذي تركني صغير السّن أتدري ماذا قال لي أبوك؟ قال لي”يرضى عليك يا أبني ويطعمك أولاد ما يرموك ببيت العجزة ويحنّن قلوبهن عليك مثل ما بيحن قلبك علييّ” .. وهذا يكفيني يا هارب , أخرج أيها الجبان من خلف الحائط واسمع كلمات أبيك فإنها تبكي الحجر, أخرج أيها الجبان من خلف الحائط وانظر بكاء ابيك فأن دمعته تذيب الصّخر , أخرج ايها الجبان يا من ألقيت بأبيك “ببيت عجزة” وتتبجّح وتقول انه “هوستل” , أيها النذل الجبان لم ألقيت بأبيك ” بالهوستل” وبالوسط اليهودي أيضا؟ أتخجل أن تلقيه ببيت عجزة من أصل عربي؟ صدّقني لو لم اراك أنا سيراك أهل بلدك والكثير الكثير ويكفي بان يراك الله عاقا لأبيك. نعم اخرج ايها الجبان من خلف الحائط يا من قلت لابيك “أف” ونهرته ولم يكتفي بذلك بل القيته بعيدا عنك فأبشر بانك ستبكي دما..
بأبــي أنت وأمــي يا رسول الله … رحمكما الله ابي وامي
المصدر : مقهى بانيت