المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

دهون الفخذ وتأثيرها على حركة كبار السن وخطر السقوط

شخص مسن يعاني من دهون الفخذ

مع التقدم في العمر، يحدث تراكم طبيعي للدهون الفخذ في جسم كبار السن، هذه الدهون لا تؤثر فقط على المظهر الخارجي، بل تلعب دورًا مهمًا في حركة المسنين وقدرتهم على التنقل بكل سهولة وأمان. زيادة دهون الفخذ تؤدي إلى ضعف عضلات الفخذ، مما يُقلل من توازن الجسم وسرعة المشي ويجعل الحركة اليومية صعبة ومُجهدة.

ضعف عضلات الفخذ الناتج عن تراكم الدهون يرفع من خطر السقوط، وهي مشكلة صحية تهدد سلامة كبار السن بشكل كبير. فالسقوط قد يؤدي إلى إصابات خطيرة مثل كسور العظام، وبالتالي يؤثر على الاستقلالية وجودة الحياة. لذلك، من المهم فهم هذه العلاقة بين دهون الفخذ وحركة كبار السن وكيفية مواجهتها بطرق فعَالة.

في هذا المقال، سنتناول تأثير دهون الفخذ على حركة كبار السن وهل تزيد بالفعل من خطر السقوط، بالإضافة إلى تقديم نصائح عملية لتقليل تراكم هذه الدهون وتحسين التوازن والنشاط البدني، مع التركيز على طرق تحافظ على سلامة وجودة حياة المسنين.

 

ما هي دهون الفخذ ولماذا تتركز في هذه المنطقة؟

دهون الفخذ هي طبقة الدهون التي تتراكم في منطقة الفخذين، وهي منطقة أعلى الساق بين الحوض والركبة. هذه الدهون تكون غالبًا تحت الجلد مباشرة وتختلف كثافتها من شخص لآخر، وتزيد بشكل خاص مع التقدم في العمر.

أسباب تراكم الدهون في الفخذين مع التقدم في العمر

مع التقدم بالعمر، يبدأ الجسم في تخزين الدهون بشكل أكبر في مناطق معينة منها الفخذين، بسبب تغيرات في الهرمونات وانخفاض في النشاط البدني. كما يقل معدل الأيض (حرق السعرات الحرارية)، مما يجعل خسارة الدهون أصعب ويزيد من تراكمها تدريجيًا.

العوامل المؤثرة في تراكم دهون الفخذ

– الهرمونات مثل الإستروجين عند النساء تؤثر على توزيع الدهون في الجسم، فتتجمع الدهون في الفخذين والأرداف كمصدر طاقة للحمل والرضاعة.

– قلة الحركة والتمارين الرياضية وعدم ممارسة أي نشاط بدني تخفض من معدل حرق الدهون، مما يسمح تراكمها في مناطق مثل الفخذ.

– تناول كميات كبيرة من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية فوق الحاجة  اليومية والنظام الغذائي الغير متوازن يؤدي إلى زيادة تخزين الدهون عمومًا وفي الفخذ بشكل خاص.

– تلعب الجينات والعوامل الوراثية  دورًا في مدى سهولة تخزين الدهون في هذه المنطقة أو توزيعها بين الأفراد.

باختصار، تراكم دهون الفخذ هو نتيجة تداخل عوامل داخلية مثل الهرمونات والوراثة، وخارجية مثل نمط الحياة الغذائي والنشاط البدني، وهذا يفسر زيادة الدهون في هذه المنطقة مع التقدم في العمر.

 

كيف تؤثر دهون الفخذ على حركة كبار السن؟

زيادة دهون الفخذ تؤثر بشكل كبير على قوة عضلات الفخذ ومرونتها، مما يُقلل من قدرة كبار السن على الحركة بسهولة. فمع تراكم الدهون، تنخفض كتلة العضلات في هذه المنطقة، وهذا ما يؤدي إلى ضعف العضلات المسؤولة عن دعم الجسم والحفاظ على استقراره أثناء المشي والوقوف.

 

هذا الضعف في عضلات الفخذ ينعكس سلبًا على توازن الجسم واستقراره الجسدي، حيث تعتمد قدرة الشخص على الحفاظ على اتزانه بشكل كبير على قوة عضلات الفخذ، فمع ضعف هذه العضلات وتراكم الدهون عليها، يصبح من الصعب التحكم في حركة الساقين بشكل متزن، مما يزيد من خطر فقدان التوازن والسقوط.

 

كما تؤدي زيادة دهون الفخذ إلى تباطؤ سرعة المشي وصعوبة تنفيذ الحركات اليومية البسيطة؛ لأن الأنسجة الدهنية تعيق مرونة العضلات وحركتها الطبيعية. يشعر كبار السن الذين يعانون من تراكم الدهون في الفخذين بأن خطواتهم تصبح أثقل وبطيئة، مما يُقلل من نشاطهم وحركتهم بشكل عام.

 

حيث وجدت دراسات أن الأشخاص ممن لديهم تراكم مرتفع للدهون في الفخذين يعانون من انخفاض ملحوظ في سرعة المشي وضعف القدرة على القيام بالأنشطة الحركية مقارنة بمن لديهم توازن أفضل بين كتلة العضلات والدهون في هذه المنطقة.

 

بالتالي، السيطرة على تراكم دهون الفخذ وتقوية عضلات الفخذ تعتبر خطوات أساسية للحفاظ على حركة نشطة ومتوازنة لكبار السن وتقليل مخاطر السقوط لديهم.

دهون الفخذ وخطر السقوط| ما الرابط بينهما؟

زيادة دهون الفخذ عند كبار السن تؤثر سلبًا على الحركة وتوازن الجسم، مما يزيد من خطر السقوط بشكل ملحوظ. تجمع الدهون في الفخذ يؤدي إلى ضعف عضلات الفخذ، التي تعتبر أساسية للحفاظ على التوازن والاستخدام اليومي للساقين، ويقلل من مرونة العضلات وسرعة المشي، ما يجعل كبار السن أكثر عرضة لفقدان الاستقرار والسقوط.

 

السقوط عند كبار السن يسبب إصابات خطيرة جدًا، وأبرزها كسر عنق عظمة الفخذ، وهو من الإصابات الشائعة وخاصة بعد عمر الستين، ويشكل خطورة صحية كبيرة قد تؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد مثل الألم المزمن، ضعف الحركة، وحتى الوفاة في بعض الحالات. كما أن ضعف العضلات وتراكم الدهون في الفخذين يفاقم مشكلة التوازن ويزيد فرص السقوط، الذي قد ينجم عنه كسور تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة المسنين.

اقرأ أيضاً عن: علاقة السقوط عند النساء الأكبر سناً بالمشي السريع 

 

نصائح عملية للوقاية وتقليل دهون الفخذ لتحسين الحركة

للحفاظ على حركة نشطة وسليمة لدى كبار السن، وللوقاية من مخاطر تراكم دهون الفخذ، نقدم لكم مجموعة من النصائح العملية التي تجمع بين التمارين الرياضية، النظام الغذائي، العادات اليومية، والدعم النفسي والاجتماعي وهى كالتالي: 

تمارين رياضية مخصصة

التمارين تلعب دورًا حيويًا في تقوية عضلات الفخذ وتحسين التوازن:

 

تمارين تقوية عضلات الفخذ مثل القرفصاء، رفع الساق، وتمارين المقاومة تساعد في بناء كتلة عضلية قوية تدعم الحركة.

 

تمارين التوازن كالوقوف على قدم واحدة أو استخدام الكرة السويسرية تعزز من استقرار الجسم وتقلل خطر السقوط.

 

يُفضل ممارسة هذه التمارين بانتظام تحت إشراف مدرب أو مختص لضمان السلامة والفعالية.


نظام غذائي متوازن

اتباع نظام غذائي صحي ومناسب يُساهم في التحكم بوزن الجسم وتقليل تراكم دهون الفخذ:

 

التركيز على تناول البروتينات الصحية مثل اللحوم البيضاء، السمك، والبقوليات لدعم بناء العضلات.

 

الإكثار من الخضروات والفواكه الطازجة الغنية بالألياف والفيتامينات.

 

تقليل تناول الدهون المشبعة والسكريات المضافة التي تزيد من تراكم الدهون.

 

شرب كمية كافية من الماء يساعد في تنشيط الأيض وتحسين الصحة العامة.

 

عادات يومية تدعم تحسن الحركة وتقليل الدهون

تجنب الجلوس لفترات طويلة، وممارسة المشي والأنشطة اليومية الخفيفة تزيد من حرق السعرات والسوائل.

 

استخدام السلالم بدل المصاعد عند الإمكان لزيادة نشاط عضلات الفخذ.

 

النوم الجيد والمنتظم يُساعد في توازن الهرمونات المسؤولة عن توزيع الدهون.

 

الدعم النفسي والاجتماعي

الدعم النفسي يلعب دورًا مهمًا في تحفيز كبار السن على الالتزام بالعادات الصحية:

 

تشجيعهم على المشاركة في مجموعات نشاط أو برامج تمارين جماعية لتعزيز الشعور بالانتماء والتحفيز.

 

توفير بيئة عائلية داعمة تتابع تقدمهم وتحتفل بنجاحاتهم الصغيرة مما يزيد من دافعيتهم.

 

التعامل الإيجابي مع التحديات مع التذكير الدائم بأهمية الصبر والمرونة في تحقيق الأهداف الصحية.

 

باتباع هذه النصائح بشكل متكامل، يمكن تقليل دهون الفخذ بطريقة فعالة وتحسين حركة كبار السن، مما يساهم في تعزيز استقلاليتهم وجودة حياتهم اليومية.

 

بيئة المنزل وتأثيرها على تقليل خطورة السقوط

تهيئة بيئة المنزل بشكل مناسب له دور كبير في تقليل مخاطر السقوط لدى كبار السن، خاصةً مع وجود تراكم دهون الفخذ التي تؤثر على الحركة والتوازن، وفيما يلي بعض الإجراءات والتجهيزات الأساسية:

 

تهيئة الممرات والمناطق المستخدمة يوميًا

يجب التأكد من خلو الممرات من العوائق مثل الأثاث غير المستقر، السجاد المزلق، أو الكابلات الممتدة على الأرض. توفير مسارات واضحة يسهل التنقل داخل المنزل بأمان دون خطر التعثر أو الانزلاق.

 

استخدام الكراتين، الحواجز، والإضاءات المناسبة

تثبيت الحواجز أو الدرابزين في الأماكن التي تحتاج لدعم مثل السلالم والحمامات. استخدام إضاءات قوية وموزعة بشكل جيد في كل أنحاء المنزل وخاصة في الممرات وأماكن التنقل، مع وجود إضاءات ليلية تعمل تلقائيًا عند الحركة لتجنب السقوط في الظلام.

 

أدوات مساعدة وحلول تقنية تسهّل الحركة

توفر اليوم العديد من أدوات دعم الحركة لكبار السن مثل العكازات بأربع أرجل، المشايات المزودة بمقاعد، والكراسي الكهربائية الخفيفة الوزن التي تساعد على التنقل بسهولة وأمان داخل المنزل وخارجه. استخدام هذه الأدوات يعزز استقلالية المسن ويقلل من احتمالية وقوع الحوادث الناتجة عن فقدان التوازن.

 

 

مراقبة تراكم دهون الفخذ وتأثيره على حركة كبار السن أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحتهم وسلامتهم. فالتوازن بين تقوية العضلات والحد من الدهون يسهم في تقليل مخاطر السقوط وتحسين جودة الحياة اليومية. باتباع النصائح العملية المتعلقة بالتمارين، التغذية، وتهيئة بيئة المنزل يمكن لكل أسرة دعم أحبائها من كبار السن وتمكينهم من حياة أكثر أمانًا واستقلالية.

 

للحصول على المزيد من المعلومات والنصائح المفيدة حول رعاية كبار السن والوقاية من المخاطر الصحية، ندعوك لزيارة موقع المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية الذي يقدم محتوى موثوق وشامل في هذا المجال.

 

أسئلة شائعة حول دهون الفخذ وحركة كبار السن

–  ما هي دهون الفخذ ولماذا تتراكم في هذه المنطقة عند كبار السن؟

دهون الفخذ هي طبقة الدهون التي تتجمع في منطقة الفخذين، وزيادتها مع التقدم في العمر تحدث بسبب التغيرات الهرمونية، قلة النشاط البدني، ونمط الغذاء غير الصحي، مما يزيد من صعوبة الحركة ويؤثر على القوة العضلية.

 

– كيف تؤثر دهون الفخذ على قدرة كبار السن على المشي والحركة؟

زيادة دهون الفخذ تؤدي إلى ضعف عضلات الفخذ وقلة مرونتها، مما يضعف التوازن ويبطئ سرعة المشي، ويجعل أداء الأنشطة اليومية أكثر صعوبة.

 

–  هل تؤدي دهون الفخذ إلى زيادة خطر السقوط عند كبار السن؟

نعم، تراكم دهون الفخذ يضعف العضلات المسؤولة عن تثبيت الجسم، مما يزيد من فرص فقدان التوازن والسقوط الذي قد يسبب إصابات خطيرة مثل كسور العظام.

 

–  ما هي أفضل التمارين للتقليل من دهون الفخذ وتحسين الحركة؟

تمارين تقوية عضلات الفخذ مثل القرفصاء، ورفع الساق، وتمارين التوازن كالوقوف على قدم واحدة تساعد في تقليل دهون الفخذ وتحسين التوازن والحركة.

 

–  كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على تراكم دهون الفخذ؟

اتباع نظام غذائي متوازن غني بالبروتين والخضروات وقليل السكريات والدهون المشبعة يساعد في تقليل تراكم دهون الفخذ وتحسين الصحة العامة.

 

–  هل يمكن تعديل بيئة المنزل للحد من مخاطر السقوط المرتبطة بدهون الفخذ؟

نعم، بتهيئة الممرات، إزالة العوائق، استخدام إضاءة مناسبة، والدعم بأدوات مساعدة يمكن تقليل خطر السقوط وتحسين سلامة كبار السن.

 

–  متى يجب استشارة الطبيب بشأن تأثير دهون الفخذ على الحركة؟

عند ملاحظة ضعف متزايد في الحركة، زيادة صعوبة المشي، أو سقوط متكرر، يجب طلب تقييم طبي لتحديد خطة علاج مناسبة.

أهم المصادر:
National library of medicine
Science Daily

مشاركة

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022