أعلنت الدكتورة هنادي الحمد – استشاري أول ومدير إدارة كبار السن والرعاية المطولة في مؤسسة حمد الطبية – أنَّ نتائج الدراسة الوطنية لتحديد انتشار الخرف في الدولة التي أطلقتها وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ستعلن في الربع الأول من العام المقبل، وتعنى الدراسة بمعاينة حوالي ألف شخص ممن تجاوزا الـ65 عاما لتحديد نسبة اضطرابات الذاكرة ومدى انتشار الخرف في البلاد.
وأكدت الدكتورة الحمد في بيان صحافي أهمية هذه الدراسة قائلة «تنطوي هذه الدراسة على قدر كبير من الأهمية لأنها مكنتنا من جمع بيانات عالية الدقة حول معدل انتشار الخرف في قطر، كما ساعدتنا على ضمان خضوع الأشخاص المصابين باضطرابات على مستوى الذاكرة لتقييم شامل، وتحويلهم إلى عيادات اضطرابات الذاكرة والادراك لمعاينتهم بشكل تفصيلي، ويشمل الخرف سلسلة من الأعراض منها خلل في الذاكرة والتفكير، والقدرة على التعرف على الأماكن المعهودة وفهم المعلومات».
وأضافت الدكتورة الحمد قائلة: «من المتوقع ان نشهد خلال السنوات المقبلة توسعة لخدمات طب الشيخوخة في البلاد في ظل تركيز الاستراتيجية الوطنية للصحة على الشيخوخة الصحية، ويشمل ذلك إنشاء عيادات مجتمعية لاضطرابات الذاكرة ضمن شبكة مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى إخضاع كافة المرضى الذين بلغوا سن ال 65 وما فوق لتقييم شامل لأمراض الشيخوخة كجزء من الاستراتيجية الوطنية للصحة».
وكشفت الدكتورة الحمد النقاب عن الأعداد التي استقبلتها عيادة اضطرابات الذاكرة والإدراك منذ افتتاحها في عام 2013 بمستشفى الرميلة التابع لمؤسسة حمد الطبية الآلاف من المرضى، بحيث قارب عدد حالات الخرف التي تم تشخيصها في مؤسسة حمد الطبية في العام المنصرم 600 حالة، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على خدمات رعاية طب الشيخوخة في ظل توقعات تشير إلى أن حوالي 12% من السكان سيتجاوزون الـ 65 من العمر بحلول عام 2022، كما أنَّ ارتفاع نسبة السكان المسنين وزيادة الوعي ببعض الحالات المرضية كالخرف والزهايمر قد أسهما في زيادة الطلب على الخدمات التي توفرها الإدارة التي أترأسها».
وأوضحت الدكتورة الحمد قائلة «تعتبر عيادة اضطرابات الذاكرة والإدراك في مؤسسة حمد الطبية الأولى من نوعها في دولة قطر، ومنذ يناير من العام الحالي، تولت هذه العيادة المصممة لتوفير التشخيص المبكر لاضطرابات الذاكرة الحادة لدى المسنين، ومراقبتها وعلاجها، علاج حوالى 550 مريضاً، مشيرة إلى أن المرضى يقصدون العيادة بموجب طلبات تحويل من مختلف مستشفيات حمد الطبية والمراكز التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية. كما أكدت أن أحد العناصر الأساسية للإستراتيجية الوطنية للصحة يتمحور حول التشخيص المبكر والعلاج مع التركيز على تيسير وتبسيط إجراءات تقييم حالة المرضى».
وأضافت الدكتورة الحمد، المسؤولة أيضاً عن مبادرة الشيخوخة الصحية ضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة قائلة «على الرغم من شيوع حالات الخرف بين المسنين، لا يعد هذا المرض جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، فزيادة التوعية العامة بأهمية مراجعة الطبيب وتلقي المساعدة الطبية لعلاج اضطرابات الذاكرة، قد أدت إلى ارتفاع عدد المرضى الذين يقصدون إدارة كبار السن للمعاينة».
وأردفت الدكتورة الحمد قائلة «نعمل بالتعاون مع عدد من الأقسام في مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية لتأمين خدمات التشخيص المبكر، ومراقبة استخدام الأدوية، وتطبيق نهج متعدد التخصصات لعلاج الخرف واضطرابات الذاكرة لدى المسنين، هذا ويقضي الاتفاق الذي تم توقيعه مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بأن يحيل طبيب الرعاية الأولية المريض الذي يشتبه بإصابته بفقدان الذاكرة أو بخلل إدراكي إلى عيادتنا، كما وبإمكان المريض إجراء الاحالة الذاتية». ويُعنى حالياً قسم طب الشيخوخة في مستشفى الرميلة برعاية نحو 130 من المرضى الداخليين، إضافة إلى رعاية ما يزيد عن 3000 مريض سنوياً في قسم طب الشيخوخة للمرضى الخارجيين في مؤسسة حمد الطبية، هذا وتوفر أيضاً مؤسسة حمد الطبية الرعاية لحوالى 2000 من كبار السن في إطار خدمات الرعاية المنزلية.
المصدر : الشرق