المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

سعادة أم خيبة أمل في الشيخوخة ؟

نشر العالم الأمريكي « مانويل إزيكيل» وهو مختص في علوم العمر ومشاكل الشيخوخة مقالاً جدليا في مجلة الأتلانتيك عن (مشاكل سن الشيخوخة «Geriatrics»)، وكان اهم ما ورد في المقال أن الحياة بعد عمر 75 سنة غير مجدية، ولا ينصح بأخذ أي علاجات أو إجراء فحوصات وقائية بعد هذا العمر، لقناعة كاتب المقال بأن الحياة بعد هذا العمر مليئة باللحظات التي تجلب التعاسة لكبار السن.20141109-9285338143412970395
هناك فترة زمنية في حياة الانسان فيها الكثير من التشاؤم، تسمى فترة U -Curve (فترة اليأس) وتأتي عادة في الخمسينات من العمر، وتختلف من شخص إلى آخر وبين الذكور والإناث، في هذه الفترة تكون نظرة الإنسان للحياة متشائمة، وهناك دراسات مغايرة تفيد بأن سن السعادة يبدأ بعد الخمسين، ويعود السبب حسب هذه الدراسات إلى أن الإنسان في هذا العمر قد وصل الى مرحلة تحقيق ذاته، بعد ان استنفذ سنوات حياته ليصل الى نجاحات تشعره بالرضا، وهذه الدراسات تذكرنا بالمثل الألماني الذي يقول « قمة الجمال في سن العشرين، وقمة التعليم في سن الثلاثين، وفي سن الأربعين قمة النضوج، وفي سن الخمسين الكمال المالي، ومن يصل الخمسينات ولم يحقق هذه الأشياء فلن يحققها أبداً «.
أن اسلوب التعاطي مع الأمور الحياتية بعد سن الستين يكون متزناً وهادئاً بل ان ابتسامة هؤلاء الناس توحي بالسعادة والرضا، ومن يصل هذا العمر وهو بصـحة جـيـدة يـكـون طـــبــعاً أكثر ســعــادة من أقرانه، وهذه الدراسة أثبتت أيضا بأنه لا يوجد علاقة بين السعادة والمال أو المعتقدات الدينية أو حتى درجة التعليم في هذا العمر.
وفي دراسة أخرى، خصصت لفئتي الشباب والشيوخ وتمحورت حول سعادتهم الحالية وتطلعاتهم في الخمس سنوات القادمة، وكانت النتائج مفاجئة للجميع، فقد تبين أن التشاؤم صفة لازمت الشباب، بينما كان كبار السن أكثر تفاؤلا.
وأشار ملخص النتائج لهذه الدراسة أن سن الشباب حافل بالإخفاقات والتشاؤم، وسن الشيخوخة حافل بالمفاجآت السعيدة والأمل، وهذا يثبت أن تجارب الحياة للوصول الى سن الشيخوخة يسمح لنا بتقييم الأمور ايجابيا بعيداً عن العاطفة، فالعقلانية المتزنة وخبرة كبار السن تعلمنا درسا مهما، بأن النكسات التي تحدث في الحياة لا تعني نهاية الدنيا، بل يجب أن تكون حافزا للاستمرار والمثابرة على النجاح والنهوض من فترة التشاؤم.
وهذا لا يعني أن كل كبار السن سعداء ويشعرون بالرضا، فهناك الحماة والجدة الصارمة مع زوجات أبنائها لشعورها بأنهن سرقن أولادها من حضنها، أو ذلك الجد والوالد متقلب المزاج والذي يبحث عن نقاط الخلاف مع أولاده وأحفاده بل يصل الامر الى خلافات حتى مع عاملات المنزل.
هذه الظواهر في بلادنا منتشرة ولها أسباب كثيرة، فلا يوجد إمكانيات ترفيهية لكبار السن، وليس لديهم هوايات يعترفون بها ويمارسونها، حيث أن العادات والتقاليد تلعب دوراً كبيراً في الحد من نشاطاتهم التي تقتصر على المشي ولعب طاولة الزهر.
بعض السيدات يعتبرن كبر السن هو تحرر من الحياة الزوجية وسببا لاضطهادهن للرجل، خاصة عندما يكبر الأبناء وتظهر بعض المشاعر القديمة السلبية الى السطح، وانشغالهن بالأحفاد، كل ذلك يؤدي إلى إهمال المرأة للطرف الآخر (الرجل) في الحياة الزوجية. فما على الزوج في هذه الحالة الا ان يكون من أذكى الأزواج وألطفهم معشرا، وينادي زوجته مهما بلغ بها العمر يا صغيرتي!
نحن بحاجة إلى برامج توعية لكل الأعمار للتعلم على اسلوب التعامل مع كبار السن وتقديم الدعم الاجتماعي لهم وخاصة بأن معدل الأعمار في بلادنا في ارتفاع مستمر وذلك بسبب التطور الطبي. وعلينا أن نراعي في برامجنا للتوعية الاهتمام بتحقيق ثلاثة أبعاد للدعم الاجتماعي كما حددها شيفر وهي:
* الدعم العاطفي: ويتضمن المودة والارتباط والطمأنينة والثقة والحب والاهتمام والانتماء.
* الدعم المادي: ويشمل المساعدات المباشرة وغير المباشرة والخدمات والهبات والقروض والنقود.
* دعم المعلومات: ويتضمن تقديم معلومات ونصائح يمكن أن تساعد كبار السن في حل مشكلاتهم وتوفير تغذية راجعة لهم حول كيفية قيامهم بأعمال معينة.

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022