يتزايد اهتمام الرأي العام منذ أوائل الثمانينات بمسألة سوء معاملة كبار السن. قد أدى تزايد الاهتمام بحقوق الإنسان وتزايد الوعي بحقوق كبار السن نساء ورجالا إلى اعتبار سوء معاملة كبار السن مسألة حقوق إنسان. وهذا الإطار مناسب للقيام بما يلي:
- توجيه الانتباه إلى المسائل السياسية التي ينطوي عليها سوء معاملة كبار السن والتمييز ضدهم؛
- التصدي إلى سوء المعاملة فيما يتصل بحق كبار السن في الحصول على المنافع الاجتماعية وغيرها من الاستحقاقات؛
- التصدي بفعالية لسوء المعاملة والعنف.
يحدد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الاستحقاقات الأساسية للكائن البشري في المجالات المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ويمثل ذلك الإعلانأساسا أخلاقيا لمجموعة كبيرة من التشريعات الدولية.
وأجملت خطة العمل الدولية للشيخوخة، التي اعتمدتها الجمعية العالمية الأولى للشيخوخة في فيينا في عام 1982، حقوق كبار السن. وبيّنت مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن حقوقهم في مجالات الاستقلالية، والمشاركة، والرعاية، وتحقيق الذات، والكرامة. وفي عام 1995، وجهت اللجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في تعليقها العام رقم 6 المتعلق بتنفيذ العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية انتباه الدول الأعضاء إلى حالة كبار السن، ووضعت مبادئ توجيهية لتسترشد بها الدول الأطراف في تعميق فهمها لالتزاماتها إزاء كبار السن في تنفيذ أحكام العهد.
واعتمدت المؤتمرات ومؤتمرات القمة التي عقدتها الأمم المتحدة أيضا التزامات ومبادئ توجيهية، تشدد بالخصوص على تعزيز حقوق كبار السن، منها إعلانوبرنامج عمل كوبنهاغن اللذان اعتمدهما مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية في عام 1995، وإعلانومنهاج عمل بيجين اللذان اعتمدهما المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة في عام 1995، والمبادرات الأخرى من أجل التنمية الاجتماعية التي اتخذتها دورة الجمعية العامة الاستثنائية الرابعة والعشرون، وإعلانالأمم المتحدة للألفية الذي اعتمده مؤتمر قمة الألفية بالأمم المتحدة في عام 2000.
ومن شأن الفقر أن يزيد من حدة الحرمان من حقوق الإنسان الأساسية ويقلل من الخيارات والفرص المتاحة لحياة مقبولة. وفي العديد من المجتمعات، توجد بين كبار السن نسبة غير متناسبة من الفقراء وأفقر الفقراء. ولذلك فإن القضاء على الفقر والحد من العنف هدفان مكملان لحقوق الإنسان في العديد من المناطق، وعناصر هامة من عناصر التنمية البشرية.
والشيخوخة هي إحدى الوسائل التي يحرم كبار السن بواسطتها من حقوق الإنسان، أو تُنتهك عن طريقها تلك الحقوق. ويحدث أن تتحول الصور النمطية السلبية لكبار السن وإساءة معاملتهم إلى قلة اهتمام المجتمع بهم، بما في ذلك خطر التهميش، والحرمان من تساوي الفرص، ومن الموارد، ومن الاستحقاقات. ويؤدي التمييز على أساس السن في العمل إلى استبعاد العمال المسنين من العمالة النظامية. وتؤثر القيم الثقافية فيما يتصل بالسن ونوع الجنس على درجة التمييز ضد المسنين في الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والمجتمعية. وقد تنجح النظم القانونية والقضائية، أو تفشل، في مقاومة الضغوط التعويضية لحماية حقوق المسنين.