المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

قائمة الانتظار لمرضى الكلى في تزايد.. والحاجة ملحة لمتبرعين

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-12-22 22:41:07Z | |

رحلة تتضمن الكثير من التعب والمشقة، يبدأها مريض الكلى ولكن يصاحبها عزيمة على تخطي الآلام والتعب ومتابعة الحياة، ورغم وجود مركز فهد بن جاسم للكلى عضو مؤسسة حمد الطبية، الذي يعتبر المدخل الرئيسي الذي يفتح أبوابه للمريض الكلى، فإن المرضى لا يزالون يعانون من العديد من التحديات التي قد تقف حائلا دون شفائهم.

ومن أهم تلك التحديات عدم توفر العدد الكافي من المتبرعين لمرضى قصور الكلى أو الفشل الكلوي؛ حيث تعتبر الزراعة هي العلاج الأمثل وقد يكون الأوحد للعديد من الحالات. وتوفير أساليب العلاج الحديثة أصبح هماً يؤرق المرضى والأطباء بالمركز، ويوفر المركز الرعاية المتكاملة للمرضى، بما فيها الرعاية الاجتماعية والتأهيل، وذلك من خلال كادر طبي وتمريضي يعمل على تجنب آثار قصور الكلى وتقديم رعاية طبية واجتماعية متكاملة وصولاً إلى العلاج الكامل. ونظراً لأهمية المركز في التصدي لأمراض الكلى فقد توجهت «العرب» إلى الدكتور محمد أمين الأسناوي اختصاصي أمراض وزراعة الكلى، باعتباره من الشخصيات الهامة والفعالة في المركز؛ وذلك بهدف معرفة طبيعة العلاج المطلوب والمعوقات التي تقف أمام تحقيق علاج تام لبعض مرضى الكلى.

¶ ما المسببات الرئيسية لمرض القصور الكلوي؟
– وجود مرض السكري بنسب مرتفعة في قطر بحسب آخر الإحصاءات، وأن مرض السكري هو المسؤول بنسبة %40 عن أسباب الفشل الكلوي أي أن عشرة ممن يقومون بغسل الكلى لديهم سكري من النوع الثاني، أما المسبب الثاني فهو ارتفاع ضغط الدم المزمن، وبدرجة ثالثة هناك العيوب الخلقية في الكلى مثل تكيسات الكلى التي انتشرت بين الأطفال أكثر منها في كبار السن، التي تسبب الحصوات والالتهابات المتكررة في الكلى ثم أمراض الحبيبات الكلوية التي تحتاج إلى خزعات كلوية، واللافت أن الشباب والرجال أكثر عرضة للقصور الكلوي من كبار السن؛ حيث معظم نسب أعمار المرضى انخفضت إلى ما يتراوح بين 30 وأربعين سنة بعد أن كان المتوسط يتجاوز الستين عاما في الماضي.

فعلى مريض السكري أن يقوم بفحوص طبية للكلى أسوة بفحوص العيون والشبكية وفحص الشحوم. وبيّن أن المركز يحتوي على عدد من التخصصات الطبية إضافة إلى الكلى وهي أمراض الأعصاب والسكري، لافتاً إلى أهمية إفادة مرضى الكلى من الطفرة الطبية التي تشهدها البلاد على مستوى الوسائل التشخيصية والعلاجية والفحوص المخبرية لمرض القصور الكلوي مع توفر الإمكانات لعملها بأعلى جودة.

¶ كيف يوفر الغسيل المنزلي الراحة لمن يعانون من صعوبة في الحركة؟
– المركز تعامل مع الحالات الخاصة لمقعدين أو عجزة من كبار السن بتوفير الغسيل المنزلي للكلى كأحد أكثر البرامج المتطورة في العالم لأصحاب الرعاية المطولة ممن يعانون من صعوبة في الحركة، إلا أن نسبتهم ليست كبيرة من بين المرضى المسجلين لدى المركز ولكنها ليست نسبة صغيرة في ذات الوقت.
حيث إن هناك أنماطا لعلاج الكلى المقصرة أو المصابة تشمل مرضى الكلى المسجلين في المركز وهي الغسيل الدموي والغسيل البريتوني إضافة إلى الزراعة.
والغسيل الدموي هو زيارة المريض للمركز أو المستشفى ثلاث مرات أسبوعياً لقضاء أربع ساعات في كل جلسة. وأن المريض الذي لا يستطيع الحضور إلى المركز أو الذهاب إلى المنزل يوفر له المنزل وسيلة نقل.

¶ هل قلة المتبرعين تؤثر على عملية زراعة الكلى؟
– الزراعة هي الحل الأمثل لعلاج القصور أو الفشل الكلوي إلا أن عدم توفر المتبرعين بالكلى بات هماً يؤرق المرضى ومراكز علاج الكلى، لأن ثقافة التبرع لم تجد بعد مكانها، والدراسات المختلفة أكدت أن الحل الأمثل لعلاج القصور الكلوي والفشل الكلوي هو الزراعة، فالأخلاق الإسلامية تحض على التبرع بالأعضاء كما أن هناك الفتاوى التي تجيز التبرع بالأعضاء بهدف إنقاذ حياة إنسان بعد عمل فحوصات متكاملة وانتفاء الخطورة على حياة المتبرع، وفي كل الأحوال فإن سلامة المتبرع تكون من الأساسيات دائما لنا.

والحقيقة المؤسفة أن قائمة منتظري التبرع تكبر عاما بعد عام وأن المتبرعين إلى اليوم قلة مقارنة بأعداد المحتاجين إلى الكلى رغم أن التبرع هو نوع من أنواع التكافل.

وحول المخاوف من نتيجة التبرع بالكلية وزيادة احتمال إصابة الكلية السلمية المتبقية لدى المتبرع بالعجز قال د.الأسناوي: إن الفحوص الطبية كشفت عن وجود أشخاص يصلون لأعمار متقدمة ويكتشفون بأنهم يحيون بكلية واحدة منذ ولادتهم. وبيّن أن المتبرع يخضع لبرنامج حماية وكشوفات دورية مجانية طوال فترة حياته للاطمئنان على مستوى السكر في الدم والضغط وسوى ذلك.

¶ ما وسائل الراحة النفسية التي يجب أن تتوفر لمريض الكلى؟
– إن قيام المريض بغسيل الكلى لمدة أربع ساعات ولثلاثة أيام في الأسبوع يحتاج معها إلى الرعاية المتكاملة بدءا باختيار المركز الأقرب إلى منزل المريض، والموعد المناسب له، فالكثير من المرضى يعملون ولديهم مواعيد دوام ثابتة.
ولدينا الغسيل البريتوني “المنزلي” بهدف توفير الراحة الكاملة للمريض ولا يشعر معه بأي تعب لأنه يقوم بتركيبه أثناء نومه وفك الجهاز عند استيقاظه، وهناك من يستخدمه لأكثر من عشر سنوات، بينما الغسيل الدموي يحتاج إلى الجلوس مستيقظاً لأربع ساعات في كل جلسة، إلا أن المركز أصبح يوفر منذ فترة قريبة غسيلاً دموياً للكلى في المنزل.
كما أن النتيجة تقريباً واحدة بين كل من الغسيل الدموي والبريتوني، لكن بعض المرضى لديه مشاكل من نوع ما للغسيل البريتوني فيعتمد الغسيل الدموي، وينسب الغسيل البريتوني إلى تسمية الغشاء الدموي المحيط بالبطن، كما أن بعض المرضى يملك حرية الاختيار فمن الممكن أن يقوم بغسيل الكلى في المنزل، إلا إذا كان لديه مشاكل في منطقة البطن ما يضطره للغسيل ثلاث مرات أسبوعياً في المراكز.
كما أن المركز يوفر إضافة إلى العلاج المتقدم وسائل راحة مختلفة عبر غرف مشتركة وأخرى خاصة تراعي المعاملة الخاصة للحالة النفسية، بما ينعكس على جدول العلاج للمريض الذي يتناول الدواء في موعده مع حضور الجلسات ولا يفوت الفحوصات والمتابعة بما ينعكس على الحالة الصحية للمرضى.
وتابع د. الأسناوي: إن الكادر الطبي المعتمد يحمل شهادات دراسة وخبرة معتمدة. كما أن الكادر التمريضي أخذ كورسات حول إنعاش القلب والحالات الطارئة، ويحرص المركز على تقديم الخدمات العلاجية بشكلها المتكامل لمرضى الكلى فلدينا اختصاصيين اجتماعيين إضافة إلى اختصاصي التغذية واختصاصي علاج الأقدام والسكري، كما تم توفير عيادات السكري والصيدلة بما يوفر جهد ووقت مريض الكلى، كما أنه تمت إعادة تمركز عيادات الكلى في مركز فهد بن جاسم بدلاً من بقائها في مستشفى حمد.

¶ ما وسائل توفير الراحة الاجتماعية للمرضى؟ وما دور أهل مريض الكلى؟
– نحن نستقبل مرافقي مريض الكلى طوال فترة غسيله للكلى في المركز ونستغل ذلك في توعية أفراد عائلة المريض بالاحتياطات الواجب اتخاذها لتجنب الفشل الكلوي، كما ننصحهم بتوفير أجهزة قياس الضغط والسكري ونقوم بتعليمهم على مبادئ إعطاء الدواء للمريض عبر كتيبات توعوية.
وألفت إلى أهمية تعاون أهالي مريض الكلى لتجنب العلاج بالأعشاب وأي أدوية غير موصوفة من طبيب من المركز نفسه، خاصة أن معظم من يأخذ هذه الأدوية يتأثر بما سمعه عند سفره للخارج. وتابع إن تدخل أحدهم بإعطاء أدوية غير موصوفة يؤدي بالحالات إلى الفشل الكلوي.
كما أن تكاتف أهل المرضى معهم له أثر إيجابي بالغ في العلاج فهم يرافقون المريض ويريدون معرفة أدق التفاصيل، وإن لم يتمكنوا من ذلك يقومون بالاتصال به، وأن الأطباء يطلعون ذوي المريض على التطورات المختلفة بما فيه التحويل إلى عيادات داخل أو خارج المركز.

¶ هل الفشل الكلوي هو النقطة الأصعب في العلاج؟
– قديماً كان الاعتقاد السائد أن الفشل الكلوي هو الأعقد في حالات الكلى، لكن اليوم استطاع الغسيل الكلوي الحديث أن يتجاوز العديد من التعقيدات، فرجال أعمال وموظفون يقومون بإتمام أعمالهم بينما يجرى الغسيل الكلوي لهم رغم عجز الكلى عن الغسيل، والفشل الكلوي لم يعد عائقاً؛ حيث يتمكن من الغسيل الدموي ثلاث مرات أسبوعياً ومرة يومياً للغسيل البريتوني المنزلي، إلا حالات التليف في الكلى هي الحالات التي لا يستطيع فيها الأطباء إعادة الكلية إلى العمل بشكل صحيح.

¶ كيف تتعاملون مع المرضى غير الملتزمين بمواعيد الجلسات العلاجية وتناول أدوية؟
– لدينا وسيلتان: الأولى هي الرعاية المنزلية، وهم ممرضون يقومون بزيارة المريض في المنزل ويساعدونه إذا ما كان يحتاج إلى مساعدة في تحركاته في المنزل، ويقومون بالإشراف على مواعيد أدويته، ويتم رفع أي مشاكل متعلقة بالعلاج إلى الطبيب المعالج.
الوسيلة الثانية هي الأهل، وحثهم على إعطائه الأدوية في مواعيدها وتقديم شروح مبسطة للمريض وذويه حول الدواء ومواعيده وكميته؛ حيث إن مرض الكلى من النادر أن يأتي منفرداً بل ضمن مجموعة تصل إلى خمسة أمراض مثل أمراض السكري والضغط والكولسترول وهذه أغلبية الحالات. ووجود الفريق الطبي المتكامل هو حاجة أساسية لاستكمال العلاج. كما أن المتابعة المستمرة تحصل بمرور أطباء الاختصاصات المختلفة على المريض أثناء الغسيل. وأن وجود الاختصاصي الاجتماعي مهم لأن المريض يقضي 12 ساعة أسبوعياً في المركز.

¶ هل ارتفعت نسبة المتعافين من الفشل أو القصور الكلوي في الفترة الأخيرة؟
– قديماً كان المريض يتغافل عن خطورة المرض، بينما اليوم ومع ما تشهده البلاد من توعية صحية، ومكمن الخطورة في مرض الكلى هو أنه لا أعراض له وأن على الجميع عمل فحص كل ستة أشهر لمعرفة وجود مشاكل في عمل الكلى من عدمه.
ناصحاً بالإكثار من شرب السوائل وممارسة الرياضة لنصف ساعة يومياً وتجنب الأدوية والمسكنات غير الموصوفة بما فيها الفيتامينات الغذائية. كما حذر المقبلين على رياضة كمال الأجسام من تناول بروتينات وسواها من مكملات غذائية دون مراجعة الطبيب.

المصدر:-……

مشاركة

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022