شمعة البيت وسراجه تلك الأيدي المجعدة، والوجوه المتغضّنة، والشعيرات البيضاء، التي تمثل ذكريات الوطن وفؤاده.. كبار السن سراج في كل بيت ينير كل ركن من أركانه، يشع بالبركة في كل مكان. هكذا يصفهم عمير عبيد بن عمير الرميثي رئيس قسم الرعاية المجتمعية في إدارة كبار السن في هيئة تنمية المجتمع..
ويقول إنهم يجلسون في البيت ينتظرون نظرة رفق بهم أو حديثا يجترون فيه ذكرياتهم، هم بركة البيت وشعاع نوره ومصدر خبرات نحتاجها جميعنا، وللأسف لا نعرف قيمتهم إلا إذا خفت ضوؤهم أو فقدناه.
ويضيف: علينا الاقتراب منهم واستشعار دفء قلوبهم وحنان أيديهم قبل أن ينطفئ سراجهم وتظلم دنيانا ونعيش في ظلمة نتحسر على أننا لم نعطهم حقهم، ولم نؤد واجبنا تجاههم، ولم نهتم بهم، فكبار السن «فنر كل بيت» مطلوب منا أن نرد بعض الجميل لهم فهم الآباء والأمهات. ومن المهم أن نرى عظمة الإسلام مع كبار السن..
كما يقول عمير؛ إذ حرص على صون كرامة الانسان في كل مراحل عمره، وعني عناية خاصة بتوقير الكبار واحترامهم والعطف عليهم والإحسان إليهم؛ خاصة الوالدين، وضرورة رعايتهم عند الكبر، حينها يصبحون أكثر حاجة للرعاية والعناية والشعور بالطمأنينة والأمن بعد أن أدوا رسالتهم تجاه أبنائهم وأوطانهم.
ويوضح أن المقصود بحسن التعامل لا ينحصر في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والرعاية الصحية رغم أنها أمور مهمة، ولكنها ليست كل شيء في حياة كبار السن، فإن قدمتها فأنت لم تقدم إلا أقل القليل، والأهم هنا تلك الدفقة من المشاعر والعواطف، وهو الجانب المفقود في تواصل العديد منا مع كبار السن، الذين ينتظرون اتصالك الذي تتفقد فيه أحوالهم..
ويفتقدون جلوسك معهم تستمع لحكايات قد تكون سمعتها منهم عشرات المرات، وهم يحكونها بكل متعة وإثارة، وتظهر لهم الاهتمام والإصغاء، دون اعتراض أو تسفيه لآرائهم. إنهم يشتاقون لجلوسك معهم، تتكلم بما يحبونه وتناديهم بأحب الأسماء إليهم، لا أن تلقبهم بالعجوز والشيبة، إنهم يريدون أن تبدد غربتهم في عالم تغيرت ملامحه ومعالمه؛ فأصبحوا فيه غرباء..
اصطحب أطفالك للجلوس مع أجدادهم وجداتهم، وعلمهم برهم والإحسان إليهم، وآداب الحديث معهم، واشعرهم دوماً بأهميتهم في الحياة وأشركهم في بعض القرارات ليشعروا أنهم لا يزالوا على قيد الحياة
وحين تجلس معهم، : انس كل وسائل التواصل التقنية، وتواصل معهم فحسب، ولا تكثر من النظر لساعتك كأنك في مهمة لابد وأن تنتهي، ولا تنسى أن تدخل السرور على قلوبهم بهدية، بكلمة، بقبلة على رؤوسهم.. أجلسهم في صدر المجلس، وانتق لهم كل جميل من ثياب وطعام، واغتنم وجودهم في حياتك بدعوة تفتح أمامك أبواب الدنيا والآخرة على مصراعيها.