(إيفارمانيوز) – ممارسة بعض السلوكيات لفترة طويلة تزيد من التعلق بها فتصبح عادات يصعب التخلي عنها، هذا ما أكدت عليه دراسة جديدة أفادت أن إقلاع المتقدمين في السن عن التدخين خاصة المصابين منهم بأمراض تستوجب الإقلاع عنه أمر بغاية الصعوبة حتى لو أثر ذلك سلباً على صحتهم.
فقام باحثون بإجراء دراسة جديدة شملت ما يقارب الـ 11 ألف شخص بالغ تراوحت أعمارهم ما بين الـ 50 و 85 بغرض تحديد إمكانية هؤلاء الكبار في السن تعديل بعض سلوكياتهم فيما يتعلق بالتدخين والشرب بالإضافة إلى التدريبات البدنية وذلك بعد تشخيص بعض الأمراض لديهم والتي تشمل أمراض القلب والسرطانات والسكتات الدماغية بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي والسكر.
وكانت النتائج التي توصل إليها الباحثون أنّ 19% من المصابين بأمراض الرئة أقلعوا عن التدخين في حين كان التغير الأكبر في السلوك لدى المرضى الذين شخصت لديهم حالات إصابة بأمراض القلب، حيث اقلع 40% منهم عن التدخين، لكن لم يكن هناك أي تغيّر أو تحسن بالأحرى في نسبة الأشخاص الذين يقومون بممارسة الرياضة بعد تشخيص المرض لديهم.
ولاحظ الباحثون أيضاً انخفاض نسبة ممارسة الرياضة لدى الأشخاص الذين شخصت لديهم حالات إصابة بأمراض السرطان والرئة والسكتات الدماغية، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى تحدد النشاط الوظيفي الذي عادة ما يترافق مع تلك الأنواع من الأمراض.
أما الغالبية العظمى من كبار السن الذين يعلمون بأنّهم مصابون بمرض مزمن فلم يعتمدوا سلوكاً صحياً، وفيما يتعلق بشرب الحول، فقد كان التغير الذي طالها بسيطاً على الرغم من أنّ مرضى القلب والسكتات الدماغية وأمراض الرئة خفضوا معدلات الكؤوس اليومية التي كانو يتناولونها.
ويضيف الباحثون بأنّ هناك بعض التغيرات الديموغرافية الاجتماعية، حيث كان النساء والصغار في السن أكثر ميلاً للتقليل من ممارسة الرياضة وشرب الكحول وفقاً للبيانات التي نشرت في موقع مجلة Gerontology Series B: Psychological Sciences and Social Sciences.
ويتحدث بدوره الباحث الرئيسي حول هذا الشأن بقوله: “يعد تغيير السلوك حتى بعد الإصابة بأمراض مزمنة أمر حاسم يلعب دوراً كبيراً في تحسين الصحة العامة ويمنع النكس وحدوث المضاعفات غير المرغوب بها” ويضيف أيضاً: “فالإقلاع عن التدخين بعد الإصابة بنوبة قلبية على سبيل المثال يخفض من خطر الإصابة بنوبة قلبي ثانية إلى النصف”.
وبدوره ارتبط المستوى الثقافي لدى الأشخاص الذين شملتهم التجربة مع الإقلاع عن التدخين والتقليل من شرب الكحول بالإضافة إلى وزياد ممارسة الرياضة.
“تقدم النتائج التي توصلنا إليها معلومات جديدة هامة حول تغيير السلوك الصحي لدى الذين يعانون من مرض مزمن، إلا أنه مازلنا بحاجة إلى مزيد من الجهود المكثفة للمساعدة على مواصلة التحسينات المتعلقة بتغيير أنماط الحياة لدى هذه الفئة من الناس” يختم الباحث.