عندما بدأت المقاهي والمطاعم والمتاجر تستأنف نشاطها شهدت إقبالا على الرغم من التهديد المستمر لفيروس كورونا المستجد (كوفيد– 19).
ونتيجة لذلك، حدثت بالعديد من الدول زيادات في الحالات خلال شهر يوليو/ تموز الماضي.
بالطبع كان استئناف النشاط مفيدا للحالة الاقتصادية، ولكن تزايد حالات الإصابة كان النتيجة السيئة لذلك، فهل يمكن أن تكون هناك معادلة تحقق الاستقرار الاقتصادي، وفي نفس الوقت تحقق أفضل النتائج الصحية الممكنة؟.
باستخدام النمذجة الرياضية خلال دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية (بلوس وان)، أراد فريق متعدد التخصصات من جامعة واشنطن في سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية الوصول إلى هذه المعادلة، والتي تكمن بعد استعراض السيناريوهات
المختلفة في بقاء كبار السن بالمنزل، حتى يتوفر اللقاح، بينما يعود الشباب بشكل تدريجي إلى القوى العاملة.
ويقول آري نيهوراي، من كلية ماكلفي للهندسة بجامعة واشنطن، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: “لقد طورنا نموذجًا تنبئيًا يأخذ في الاعتبار، لأول مرة، التأثير المتبادل على كل من النتائج الاقتصادية والصحية لسياسات الحجر الصحي المختلفة، حيث يمكن أن تكون لديك سياسة الحجر الصحي المثلى التي تقلل من التأثير على كل من الصحة والاقتصاد”.
وقسم النموذج، الذي وضعه الباحثون، السكان إلى 4 أقسام، وهم المصابون والمعرضون للإصابة والمتعافون والأشخاص المعدية بدون أعراض، وهي الفئة التي أصبح الحديث عنها كثيرا خلال الفترة الأخيرة، والذي يختلف سلوكهم عن الأشخاص الذين يعانون من الأعراض، واتضح أن لهم تأثيرا كبيرا في نتائج النموذج.
ثم تم تقسيم الأشخاص إلى “مقصورات فرعية” مختلفة، على سبيل المثال العمر (كبار السن هم أكبر من 60 عامًا)، أو حسب الإنتاجية، وكان هذا مقياسًا لقدرة الشخص على العمل من المنزل في حالة إجراءات الحجر الصحي، ثم شرعوا في العمل ، وتطوير المعادلات.
ووضع الباحثون 3 سيناريوهات وفي جميعها كان الجدول الزمني المحدد 76 أسبوعا، وفي ذلك الوقت تم افتراض أن اللقاح سيكون متاحًا، وظل كبار السن في الغالب في الحجر الصحي حتى ذلك الحين.
وهذه السيناريوهات هي: (إذا تم الحفاظ على تدابير العزل الصارمة طوال الوقت)، (إذا كان هناك استرخاء سريع لتدابير العزل من قبل الشباب) و(إذا تم رفع تدابير العزل ببطء للأشخاص الأصغر سنًا).
ويقول نيهوراي: “كان السيناريو الثالث هو الحالة الأفضل من حيث الأضرار الاقتصادية والنتائج الصحية، لأنه في سيناريو الاسترخاء السريع، كان هناك انتشار آخر للمرض وسيتم إعادة القيود”.
وعلى وجه التحديد، وجد الباحثون في السيناريو الأول أن هناك 235 ألفا و724 وفاة، والاقتصاد ينكمش بنسبة 34٪، وفي السيناريو الثاني، حيث كان هناك تخفيف سريع لإجراءات العزل ، حدثت 525 ألفا و558 وفاة، وتقلص الاقتصاد بنسبة 32.2٪، ومع الاسترخاء التدريجي، كما في السيناريو الثالث ، كانت هناك 262 ألف و917 وفاة، وانكماش للاقتصاد بنسبة 29.8٪.
ويوضح نيهوراي: “أردنا أن نظهر أن هناك مقايضة، وأردنا أن نجد، رياضيًا، أين هو الحل الأفضل، وكما هو الحال مع العديد من الأشياء، لم تكن (النقطة المثالية) في أي من الحالات القصوى الإغلاق التام أو الاستمرار، كما لو لم يكن هناك فيروس”.
ومن النتائج الرئيسية الأخرى التي لا ينبغي لأحد أن يفاجأ بسماعها: “إن حساسية الناس للعدوى مرتبطة بالاحتياطات التي يتخذونها “.
وأضاف. “لا يزال من الضروري استخدام الاحتياطات من الأقنعة، والتباعد الاجتماعي، وتجنب الازدحام “.
المصدر : العين