يسعى الناس إلى حياة صحية طويلة من خلال الكثير من الإجراءات التي يظنون أنها تزيد من العمر الافتراضي، مثل حمامات الثلج أو تناول المكملات الغذائية، مثل الميتفورمين أو الراباميسين أو التورين، لكن الخبراء يؤكدون أن للتمارين الرياضية فوائد كبيرة في هذا الشأن بعد الكثير من الدراسات.
وقد أمضى الباحثون في مجال طول العمر عقوداً في البحث عن حبة سحرية لإبطاء عملية الشيخوخة، لكن الحل الأفضل قد يكون هو الحل الأبسط، ويتلخص في عبارة واحدة «تحرك أكثر»،
وفق ما أظهرت مجموعة كبيرة من الدراسات على مدار سنوات، فإنه للحماية من الأمراض المرتبطة بالعمر، فلا شيء يمكن أن يضاهي التمارين الرياضية، حيث تحقق فوائد كبيرة، منها:
◄ يمكن أن يساعد نمو العضلات والعظام الذي تحفزه التمارين كبار السن في الحفاظ على استقلاليتهم، وتقليل التعب والحماية من الإصابات السيئة الناجمة عن السقوط، وهو السبب الرئيسي للوفاة المرتبطة بالإصابات بين من هم فوق 65 عاماً.
◄ تقلل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من خطر الإصابة ببعض الأمراض المرتبطة بتقدم العمر، بما في ذلك أمراض ألزهايمر والسرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
◄ يقول ناثان ليبراسور، باحث في التمارين والشيخوخة في «مايو كلينك»: «إن التمرين المنظم يقلل من شيخوخة الخلايا، حيث تتوقف الخلايا التي شاخت عن الانقسام مع تقدم العمر، وتساهم في الإصابة بأمراض متعددة مرتبطة بالعمر».
◄ وجدت دراسة أن التمرين يساعد في محاربة الشيخوخة بطرق عدة، بما في ذلك تحسين وظيفة المناعة وتقليل الالتهابات وزيادة حساسية الأنسولين. كما يمكن أن تساعد التمارين في تحسين الذاكرة والقدرة على التعلم أيضاً.
◄ يقول أوزيوما أوكونكو، عالم الأعصاب في جامعة ويسكونسن، الذي شارك في كتابة دراستين حول هذا الموضوع: «إن التمارين المعتدلة الشدة مرتبطة بزيادة تدفق الدم في المخ واستقلاب الجلوكوز في الدماغ، وهما مرتبطان بالوظائف الإدراكية».
التمرين المطلوب
تشير الأبحاث إلى أن أي قدر من النشاط البدني يمكن أن يساعد في الوصول إلى حياة صحية طويلة، وتوصي الإرشادات الفدرالية أن يمارس البالغون 150 دقيقة على الأقل من التمارين المتوسطة الشدة أسبوعياً. ووجد فريق من الباحثين الذين قاموا بتحليل البيانات الخاصة بأكثر من 650 ألف بالغ على مدى عقد من الزمان أنه بالمقارنة مع أولئك الذين كانوا غير نشطين، فإن أولئك الذين حصلوا على نحو نصف النشاط البدني الموصى به أضافوا 1.8 سنة في المتوسط إلى حياتهم. أما الذين مارسوا ما يقرب من خمس إلى ثماني ساعات أسبوعياً، فقد حصلوا على متوسط 4.2 سنوات.
ويقول ستيفن سي مور، المؤلف الرئيسي للدراسة وكبير الباحثين في المعهد الوطني للسرطان: «عندما تفكر في ذلك، من حيث عدد السنوات التي تكسبها في عدد دقائق النشاط، فهذا عائد كبير جداً».
وبالنسبة للأشخاص الذين تم تصنيفهم على أنهم يعانون من زيادة الوزن، وجدت الدراسة، التي نُشرت في عام 2012 في مجلة PLOS Medicine، أن الأشخاص النشطين والبدناء المعتدلين اكتسبوا نحو ثلاث سنوات من متوسط العمر المتوقع بعد سن الأربعين مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي ولكنهم غير نشيطين. ودعمت الأبحاث الحديثة التي تتناول النشاط البدني ومعدلات الوفيات هذه النتائج.
5 رياضات ضرورية
كشفت الدراسة أن رياضات المضرب، بما في ذلك التنس أو الأسكواش، بالإضافة إلى الجري والمشي، لها أكبر الفوائد في دراسة منفصلة شارك مور في كتابتها عن أنواع النشاط البدني ومخاطر الوفاة.
معلومات مهمة
– ممارسة الرياضة بانتظام قد تقلل من خطر الإصابة بألزهايمر والسرطان والسكري وأمراض القلب.
– أي قدر من النشاط البدني يمكن أن يساعد في إطالة العمر في أي مرحلة عمرية.
– توصيات أميركية: البالغون عليهم ممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المتوسطة الشدة أسبوعياً.
– الذين يمارسون الرياضة من 5 إلى 8 ساعات أسبوعياً قد يضيفون متوسطاً قدره 4.2 سنوات إلى أعمارهم.
– الرياضة تساعد في محاربة الشيخوخة بطرق عدة.. بما في ذلك تحسين وظيفة المناعة وتقليل الالتهابات.