مريض كبير في السن فوق السبعين سنة ويصر على أخذ علاجاته بنفسه ويمنع ابناءه من مراقبة ضغطه ووزنه وسكره ويرفض الحضور الى العيادة بانتظام ويرفض رفضا باتا ان يتولى أحد أبنائه او بناته اعطاءه ادويته لأنه مازال بعقله وهو من يحل ويربط في البيت وسيظل كما هو بقوته ولن يحتاج لأحد ولكن المشكلة تظهر التحاليل انه لا يأخذ ادويته بانتظام. فهو يرفض ان يساعد نفسه ويرفض ان يساعده الاخرون!!
ومن المعروف علميا ان الزهايمر هو مرض ليس حتميا مع كبر السن ولكنه يزداد حدوثه مع كبر السن فتضعف فيه الذاكرة وتتغير الشخصية نهائيا وقد ثبت علميا ان مرضى القلب الذين يعانون من السكري والضغط والكلسترول أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر ومما يزيد ذلك حدوثا ان أغلب امراض القلب تحدث في كبار السن (الذين هم عرضه للزهايمر) وبالذات فشل القلب.
وكذلك ادوية مرضى الزهايمر التي تبطئ تدهور الذاكرة قد تؤثر على القلب فتسبب تباطؤ نبضات القلب او تتفاعل مع الأدوية الأخرى.
ومما يزيد الامر صعوبة على المريض ان يأخذ المريض عدة ادوية للقلب 5 وثلاثة للضغط وواحد للكولسترول وثلاثة للسكر وواحد لاحتكاك المفاصل فهذه 13 دواء بالإضافة الى ادوية الزهايمر فيكون من الصعوبة بمكان ترك هذه المسؤولية على شخص يعاني ضعف الذاكرة. والمشكلة انه يزداد مع كبر السن حدوث ضعف البصر وحدوث الماء الأبيض “الكاتاراكت” بسبب الامراض المزمنة التي يعانون منها وكذلك في الشبكية عمى الالوان الوراثي. وكل ذلك عوامل تحد من قدرة الشخص في التركيز على أنواع الأدوية وألوانها وأشكالها وأحجامها والتمييز بينها ومعرفة مواعيدها.
ومن المهم التركيز على النقطة التالية وهي ان الجميع رجالا ونساء لن يجد في الغالب صعوبة في التعامل مع المراحل الأخيرة من مرض الزهايمر لأنه لن يستطيع ان يساعد نفسه وسيرحب بأي مساعدة من أي شخص ولكن في المراحل الأولى قد لا تكون الحالة واضحة لا للمريض ولا اهله وهنا يظهر الحرص والدقة في متابعة المريض واكتشاف اخطائه بسرعه والتعامل بدون الانتظار حتى تدهور حالة المريض ويصبح مرض الزهايمر في مراحله المتأخرة. فاذا رأت العائلة احدى العلامات لذلك المرض فيجب ان يخبروا طبيب العائلة لفص المريض وتأكيد وجود المرض من عدمه في مراحله المبكرة. ويجب الا نرتكب الخطأ الشائع بترك الادوية عند رأس السرير حتى ولو كان أحد الأبناء منظما لها. فيترك المريض يأخذ منها حسب المواعيد لأنه “بعقله” وفاهم لأدويته!! وبعض كبار السن تعتريهم ظروف كثيرة مثل النسيان او الاكتئاب او الانفعال من حالته التي أصبح عليها فينكر حاجته للدواء ويأخذه فقط إذا أحس انه تعبان او معه صداع او ضيق في التنفس ولسان حاله يقول “انا ابخص بجسمي” وقد رأيت أحد المرضى يخبئ حبوب الضغط تحت فراش سريره ليقنع ابناءه انه تناول الدواء ورأيت بعض مرضى القلب الآخرين يمانع ان يكون أحد مسؤول عن ادويته ويصر على انه مازال بصحته وعافيته وكامل قوته العقلية. ولكن ضعف الذاكرة والنسيان قد يكون بسيطا ولا يمكن ملاحظته الا بمشكلة كما نوهنا أعلاه!! ولكن الثمن في ذلك الوقت قد يكون غاليا جدا!! ولذلك يجب ان يتلطف أهل المريض والطبيب في إيجاد الطريقة التي يمكن بها مساعدة كبير السن دون جرح مشاعره.
ومما رأيت في كبار السن انهم يتناصحون بينهم بإعطاء الجسم راحة “اجازة” من الأدوية لأنها سموم كيميائية وقد تطول هذه الإجازة او تقصر!! فقد تطول حتى تدخل المريض المستشفى او تكون يوما او اثنين بحيث لا يظهر تأثيرها للطبيب بوضوح وهذا مفهوم خاطئ نحذر منه دوما.
ولذلك نحن ننصح مرضى القلب كبار السن (فوق ستين سنة) وعوائلهم انه يجب على الأسرة ان يخصصوا شخصا واحد في المنزل يكون مسؤولا عن تنظيم الأدوية وترتيبها ووضعها في علب خاصة ومراقبة انتهاء صلاحيتها وحفظها في درجة حرارة مناسبة واعطائها في مواعيد محددة ووضع ملف فيه ادوية المريض وعلاماته الحيوية ومراجعاته المستقبلية في المستشفيات المختلفة ومواعيد التحاليل ومواعيد المراجعة فذلك كم هائل من المعلومات لا يستطاع تحميله على ام مثلا مسؤولة عن زوج وأربعة أطفال وتعمل في الصباح ثم تريد منها ان تقوم بذلك على اكمل وجه؟! ويجب ان يكون هناك من ينوب عن ذلك الشخص في حال غيابه وهو على علم تام بتفاصيل حالة المريض وتطوراتها.