مع التقدم في الطب والصحة العامة أصبحت الأعمار الآن أطول بكثير عن العقود السابقة بل إن بعض الدول مثل اليابان يفوق عدد كبار السن بها أعداد الأطفال، وبينما لدينا العديد من الأطباء المتخصصين في طب الأطفال وأيضا برامج صحة الطفولة إلا أن كبار السن أو الرعيل الأول أقل حظا بالاهتمام كأولوية تنموية بالبلاد بالرغم من أن أعدادهم تتزايد يوما بعد يوم.
وتنادي منظمة الأمم المتحدة و«الصحة العالمية» بتطبيق برامج صحية موجهة لتلبية احتياجات كبار السن وتحقق لهم التشيخ الصحي أو التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة وتوفير الرعاية النفسية والصحية والاجتماعية الكريمة لهم وفاء وامتنانا وعرفانا بما قدموه للوطن وللمجتمع من جهود أثناء سنوات شبابهم.
وهناك العديد من الظروف الصحية والنفسية المصاحبة للتقدم في العمر أصبحت الآن معروفة أفضل من ذي قبل بالأوساط الطبية وبالمجتمع مثل الزهايمر أو خرف الشيخوخة والباركنسون أو الرعاش وأمراض القلب والسكر والأمراض المزمنة وصعوبات الحركة وضعف السمع والإبصار فضلا عن الاكتئاب بين كبار السن لأسباب الشعور بالوحدة أو جحود الأبناء أو ضغوط الحياة، وقد يصعب على بعض الأسر التفرغ لرعاية كبير السن فيها وتلبية احتياجاته الاجتماعية والحياتية.
وإذا تمعنا في دراسة تقارير التوقعات المستقبلية للتركيبة السكانية نجد أن شريحة كبار السن ستتزايد في المستقبل عاما بعد عام وهو ما يعني الاستعداد من الآن ببرامج وطنية متكاملة تستشرف احتياجات كبار السن وتسخر كل الموارد لتلبيتها صحيا واجتماعيا ونفسيا مع التركيز على الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا إلى تشيخ السكان مثل اليابان وإيطاليا وفرنسا حسب المؤشرات السكانية المتاحة على مواقع منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
ومنذ عدة أسابيع وتحت مظلة منظمة الصحة العالمية تم الاحتفال بجائزة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للبحوث العالمية المتميزة في مجالي رعاية المسنين وتعزيز الصحة، حيث ان هذه المبادرة العالمية من «قائد الإنسانية» تعبر عن لمسة وفاء لكبار السن، ولذلك يجب أن تكون برامجنا الوطنية لرعاية كبار السن بنفس المستوى العالمي للجائزة وأن نهتم بتخصص صحة كبار السن ونوفد البعثات في هذا التخصص النادر ويجب أن تهتم وزارة التربية بكبار السن بأن يكون ذلك ضمن المناهج التعليمية والبرامج التربوية بالمدارس ولا بد أن يكون لدينا مركز متميز لرعاية كبار السن حتى يحصلوا على الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية المتخصصة وأن تستقدم له الخبرات من الدول المتقدمة، وأقترح أن تبادر مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بإنشاء مركز صباح الأحمد لرعاية كبار السن كلمسة وفاء وعرفان لهم ولما قدموه من تضحيات لهذا الوطن أثناء مسيرة حياتهم وشبابهم.
المصدر : الأنباء