المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

هكذا يعاني المرضى الفلسطينيون المسنون جراء تقليصات ” الأونروا “

طالت أزمة تقليصات “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا” شريحة واسعة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في شتى المجالات : الإستشفائية والتربوية والخدمات الأخرى، وكان تأثيرها أشد قسوة على أصحاب الأمراض المستعصية، وبخاصة كبار السن.

ونقلا عن “وكالة القدس للأنباء” التى التقت ببعض نماذج المرضى المسنين،  واستمعت إلى مطالبهم ووجعهم ومعاناتهم جراء تقصير الأونروا وتقليص مساعداتها لهم.

وقالت المريضة آمنة عطعوط ( أم عبد الله)، من سكان مخيم برج البراجنة،  لـ”وكالة القدس للأنباء“: “أجريت عملية الغدة منذ سنة، وتبيَن من خلال الفحوصات بأنني أعاني من مرض  السكري وارتفاع الكولسترول وفقر الدم والضغط 24، ولدي مشكلة أيضاً في الأوتار الصوتية، وبحاجة لإجراء عملية مستعجلة في الحنجرة، ولكنني اضطررت إلى تأجيلها مراراً، لأنني لا أستطيع دفع نفقات العملية، ولا أعلم نسبة تغطية الأونروا للعملية”.

ولفتت إلى أن “الأونروا تقدم جزءاً بسيطاً من ثمن الأدوية وصور الأشعة، كما أن  معظم الأدوية والفحوصات لا تتوفر لدى عياداتها، ما يجعلني مجبرة لشراء الأدوية وإجراء الفحوصات وصور الأشعة في العيادات الخاصة”.

وأوضحت: “أعاني من ترقق العظم ولا أقوى على التحمل وإنتظار نتيجة كشفية الأونروا، التي قد تطول  لأسبوع وأسبوعين، لذلك فضلت بأن أتلقى العلاج في عيادات خاصة، كما أن الدواء التي تقدمه الأونروا في أغلب الأحيان، يكون مفعوله العلاجي غير مؤثر مقارنة بالأدوية المتواجدة في الصيدليات”.

بدورها، قالت المريضة فاطمة قبطان، من سكان مخيم برج البراجنة، لـ“وكالة القدس للأنباء”: ” منذ تاريخ وجود الأونروا وهي تتعامل معنا بشكل تحصيل حاصل، بالنسبة للطبابة، من زمان كان على المريض تأمين العبوات لأخد الدواء فيها، بغض النظر عن التعقيم، وكنا نحصل على دواء الحبة عدد الأيدي، وعلينا استعمالها بغض النظر عن المكروبات التي ممكن أن نحصل عليها مع الدواء”.

وأضافت: “مع الوقت وفي ظل التدرج في تقليص الخدمات، أصبحنا نحصل على عينات من الدواء المتوفر، ناهيك عن معظم الفحوصات غير الموجودة، والتي تكلف أموالاً باهظة الثمن، وللأسف أصبحت زيارتنا لعيادات الأونروا تقتصر على حرصنا  لضمانة إستمراريتها”.

وتحدثت قبطان عن تجربتها مع مرض السرطان، فقالت: “أصبت في العام 2000 بالمرض، حيث اكتشفت بعد التحاليل بأنني مصابة بمرض السرطان، وقد أقر الدكتورماجد يزبك بوجوب إجراء عملية فورية، ومن المفترض أنها كبيرة، تم تحويلي على مشفى حيفا (الهلال)، وبعد مشاحنة مع زوجي والمسؤول في الرئاسة حولني على مشفى الساحل ،التغطيه كانت فقط للمنامه (السرير) و لمده لا تزيد عن ٣ أيام”.

وقالت: ” خضعت لعلاج بالكيماوي على يد الدكتور نزار بيطار، حيث كنت أحصل على الإبر فقط، وعلينا تأمين حبتين قبل الجرعة وحبوباً بعدها، وطبعاً كان سعر الحبة الواحدة بحدود٩٠الفاً”.

وأضافت: “أحياناً كانت تتوفر الحبة، وأكثر الأوقات يخبرونا في عيادة الأونروا  أنه ما في ولازم نؤمنها، وكل ٢٠ يوماً كان عندي جلسة في الطوارئ، ومع تحويل الأونروا كنت أدفع ١٥ ألفاً”.

وقالت قبطان: ” لما خلصت العلاج لازم أخذ دواء “تاموكسفين” لمدة خمس سنوات، وكانت الأونروا  تؤمنه لي، ولكنه انقطع لفترة في عيادة الأونروا، فاضطررت إلى  البحث عنه في الصيدليات، حيث قالوا لي من زمان ما عاد يعطوا للمرضى هالمنتج، وما في منه بالسوق، طبعاً لأنه يوجد دواء نازل أفضل ومتطور أكثر”.

ودعت قبطان جميع المعنيين تحسين الخدمات والاهتمام بشعبنا، لأنه أصبح تحت معدل الفقر وتأخير علاج المريض يؤدي لتدهر الصحة مهما كان المرض بسيطاً”.

من جهته رأى الناشط في العمل الإجتماعي في المخيم، حسن الخطيب، أن ” موضوع تقليص خدمات الإستشفاء بشكل عام ، ترجمة للابتزاز السياسي  من الممولين للأونروا،  كمحاولة لنزع  الصفة السياسية  التي تمثلها الأونروا ،وتحويل ملف اللاجئين  الفلسطينيين إلى المفوضية  العامة للاجئين،  كي تصبح مؤسسة إغاثية فقط، وإلحاقها ببرنامج الأمم المتحدة الإغاثي”.

لافتاً إلى أن “الأونروا ومعها الحكومة اللبنانية  مسؤولون عن تأمين الرعاية  الصحية لكافة اللاجئين الفلسطينيين  في لبنان”.

يعتبر تقليص الخدمات أو المساعدات عن كبار السن في المخيمات الفلسطينية جريمة ترتكبها الأونروا  بحق هؤلاء، فالمسنون لهم أولوية التقديمات في المجالات كافة، لأسبابٍ إنسانية في الدرجة الأولى، باعتبار الأونروا وبقية المؤسسات الدولية مسؤولة عن رعاية كل اللاجئين الفلسطينيين وفي مقدمتهم كبار السن، وعليه لا بد أن تسارع جميع هذه الهيئات إلى دعمهم واحتضانهم.

المصدر : وكالة القدس للانباء

مشاركة

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022