برنامج “الصحة المستدامة” يستضيف: د. حسن حسني، استاذ امراض المخ والاعصاب والعمود الفقري في جامعة القاهرة في مصر، لطرح الملف التالي: هل تشير اضطرابات الذاكرة الى الاصابة بأمراض عصبية؟
دراسة طبية حديثة تقول: بعض المسنين يحتفظون بذاكرة قوية
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة “نيوروساينس” Neuroscience العلمية ان الأشخاص الذين يحتفظون بذكريات واضحة في عمر 80 سنة فما فوق يحملون في أجسادهم عادة خلايا عصبية كبيرة بشكل ملحوظ، أو “خلايا عصبية خارقة”، في بعض أجزاء من أدمغتهم وأن الأعصاب الموجودة في منطقة من الدماغ مسؤولة عن الذاكرة تسمى “القشرة المخية الأنفية الداخلية” كانت أكبر بشكل ملحوظ لدى هؤلاء الأفراد مقارنة مع أقرانهم العاديين من الناحية الذهنية. وأطلق الباحثون على هذه الفئة من كبار السن الذين يتمتعون بمهارات ذاكرة قوية تسمية “المسنين الخارقين”، وقالوا إنهم حملوا خلايا عصبية أكبر من مثيلاتها الموجودة لدى أفراد عاديين يصغرونهم في العمر ب 20 أو حتى ب 30 عاماً.
هذا وقالت الباحثة الرئيسة في الدراسة تمار غيفن من “جامعة نورث وسترن” الأميركية إن “المراقبة المدهشة التي تشير إلى أن مسنين خارقين تمتعوا بخلايا عصبية أكبر من أقرانهم الأصغر سناً ربما تلمح ضمنياً إلى أن الخلايا الكبيرة كانت موجودة لديهم منذ الولادة وبقيت بنيتُها مصانة طوال حياتهم”.
وأضافت الدكتورة غيفن ان الباحثين خلصوا إلى أن الخلايا العصبية الأكبر حجماً تشكل علامة بيولوجية على مسار الشيخوخة الخارقة”.
اكتشف العلماء أيضاً أن المسنين الخارقين لم يواجهوا اعتلال “تاو”tau ، علماً أنها لفائف عصبية مصحوبة بتراكمات غير طبيعية من بروتين يسمى “تاو”، ويؤدي دوراً رئيساً في الإصابة بداء ألزهايمر.
وقالت الدكتورة غيفن “في هذه الدراسة، ان الباحثين أظهروا أنه في حالة ألزهايمر، يبدو أن الانكماش العصبي (الضمور) في “القشرة الشوكية الداخلية” علامة مميزة للمرض”، مضيفة أنهم يظنون ان هذه العملية نتاج تكوين “اعتلال تاو” في الخلايا المصابة، ما يترتب عليه ضعف قدرات الذاكرة في سن الشيخوخة”.
كذلك قالت الدكتورة غيفن “إن تحديد كل العوامل التي تساهم في تدهور الذاكرة هو أمر حاسم للكشف المبكر عن الإصابة بداء ألزهايمر، ومراقبة مساره والإرشاد في العلاج”.
المصدر:……https://cutt.us/dgsIv