همسة مسن
مضت أجمل أيام العمر مسرعة كلمح البصر حاملة معها أجمل الذكريات ، لن أنسى عندما كنت أستيقظ صباحا بهمة ونشاط مسرعاً إلى العمل. سنوات مضت وأنا أعمل وأساهم في بناء وتطوير الوطن. كنت ولازلت أشعر أنني لبنة من لبنات وطني، فمهما قدمنا يظل للوطن دينا في أعناقنا.
واليوم.. ضعفت قواي ولم أعد أستيقظ صباحا مسرعا إلى العمل، ولكنني أستطيع أن أساهم بأفكاري لاستكمال تطوير الوطن ، لدي الهمة لمواصلة العمل ولكنني لا أملك القدرة البدنية، أستطيع أن أساهم بالكثير، أستطيع أن أطور الكثير. طموحاتي لم ولن تتوقف، فأنا أؤمن أنني أستطيع مواصلة العطاء باستمرار قدرتي على الشهيق والزفير، عطائي لن ينتهي إلا بانقطاع هذه الأنفاس .
ما أطلبه اليوم من مجتمعي ليس بالشيء الكثير مقارنة بما قدمت وبذلت من جهد وتطوير، أحتاج أن تغيروا نظرتكم لي من نظرة شفقة إلى نظرة رحمة وبر.
هل تريثتم قليلا قبل الحكم علي بأن أعيش على هامش هذه الحياه نعم عندما ينتهي دوري في المجتمع لأصبح حبيسا بين أربعة جدران فقد حُكم علي بالإعدام.
هل تعلمون أن لدي طاقات فكرية متوقدة ، ومازال في جعبتي سيل من العطاء والرغبة بالمساهمة معكم لرفعة الوطن ،
شاوروني فتجاربي كثيرة ….
أشركوني في تنمية وطني فنبع أفكاري مازال يتدفق …
تمهلوا عند إصدار الأحكام علي بعدم قدرتي على مواصلة العمل….
فقط اختاروا ما يناسبني وفقا لطاقاتي المتوقدة؛ لكي أكمل معكم بناء صرح هذا الوطن .
بقلم: د. منار الغمراوي
استشاري نفسي