طالب عدد من المواطنين بضرورة تفعيل دور مجالس كبار السن وإنشاء عدد من المجالس بالأحياء السكنية في مختلف أنحاء البلاد، لإعادة دمج هذه الفئة في المجتمع، ولتكون هذه المجالس حلقة التواصل بينهم وبين الأجيال الجديدة.. مشيرين إلى أهمية دور المجالس في نقل خبرات وتجارب الآباء والأجداد إلى الشباب، وغرس العديد من المفاهيم والقيم التي تتعلق بالقدرة على اتخاذ القرارات من خلال الاقتداء بكبير العائلة، وتعليمهم فنون الحياة والقدرة على مواجهة الواقع والفضيلة واحترام الكبير، وفنون التعامل مع الآخرين، وإعداد أجيال تقدر على تحمّل المسؤولية، علاوة على دورها في تعزيز صلة الرحم والتواصل بين أفراد الأسرة الواحدة وأبناء المنطقة الواحدة، ووسيلة لنقل الثقافة والتراث وخبرات الآباء والأجداد للأبناء.
وقال المواطنون: إن المجالس لم تعد تقوم بنفس الدور الذي كانت تقوم به، بل وهناك بعض الأسر التي لم تعد تحرص على عقد المجالس بشكل دوري ومستمر، وصارت الموضوعات التي تناقش في بعض المجالس بدون فائدة، ولم يعد هناك التزام من قبل الحضور بقوانين المجالس والعرف الاجتماعي، فالغالبية منشغلة بالحديث مع الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما خلق عزلة اجتماعية لفئة كبار السن وأوجدت فجوة بين الجيل القديم والجديد.
وعزوا تراجع الدور الذي تقوم به مجالس كبار السن إلى عدم تطور هذه المجالس لتتناسب وفكر واهتمام الأجيال الجديدة من الشباب، وعدم قدرتها على جذبهم، والتكنولوجيا التي خلقت فجوة كبيرة بين رواد المجالس وقضت على رسالتها وأهدافها، مشدّدة على ضرورة تطوير هذه المجالس، وتفعيل دورها لما لها من دور كبير في القضاء على الكثير من السلبيات والمشاكل الاجتماعية، مبيّنة أن المجالس كانت بمثابة مركز للاستشارات العائلية، وانحلال بعضها وعدم التزام البعض بعقدها بشكل دوري كما كان في السابق خلق فجوة بين الأجيال.
-
لم تعد جاذبة لجيل الشباب.. د. موزة المالكي:
-
المجالس كانت مراكز الاستشارات
أرجعت الدكتورة موزة المالكي الخبيرة النفسية السبب وراء عدم قيام مجالس كبار السن بدورها المنوط بها القيام به إلى اختلاف اهتمامات جيل اليوم عن الجيل السابق، فأصبح كل ما يهم الشاب هو ارتياد المقاهي والنوادي والمراكز الشبابية، وركوب الدرّاجات النارية، والتواصل مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، علاوة على عدم تطوّر هذه المجالس لتتناسب وتفكير واهتمامات الشباب، وبالتالي أصبحت غير جاذبة لهم، وشدّدت على ضرورة تفعيل دور مجالس كبار السن، وتطويرها حتى تتناسب وأفكار الجيل الحالي.
وتابعت: كانت المجالس قديماً كالمدارس، كنا نتعلم فيها الفضيلة واحترام الكبير، ووسيلة لتبادل الأفكار وبث الثقافة للأطفال وصغار السن، وكان لها دور كبير في إعداد جيل متحمّل للمسؤولية، وكان يتم فيها مناقشة كافة المشاكل الاجتماعية المتعلقة بالأسرة والبحث عن الحلول فكانت بمثابة مركز للاستشارات العائلية، ومع التطوّر التكنولوجي وجدت فجوة بين رواد هذه المجالس وأصبح الكل منشغلاً بالجوّالات، فالغالبية من الحضور بات مشغولاً بأدوات التكنولوجيا وفقد الحوار والنقاش فيما بينهم والجميع متواجد من أفراد العائلة ولكنه متواجد بجسده وغائب بفكره.
-
محمد القحطاني:
-
التكنولوجيا جعلت كبار السن في عزلة
قال محمد هادي القحطاني: المجالس ظاهرة طيبة وعادة اجتماعية أصيلة، ورغم التطور الذي حدث في المجتمع، إلا أن القطريين ما زالوا حريصين على هذه العادة الأصيلة، فنجد بيت شعر في كل منزل مهما كان درجة ثرائه، ولكن المشكلة أن هذه المجالس لم يعد لها نفس التأثير الذي كان في السابق، حيث كانت مكاناً لتبادل الأفكار في كافة المجالات، وتعلّم الشباب كيفية احترام الكبير وفنون التعامل مع الآخرين، وتعزّز صلة الرحم والتواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، وكنا نستفيد منها كثيراً، بعكس اليوم فلا توجد أحاديث ذات قيمة كما كان في السابق، علاوة على التأثير السلبي للتكنولوجيا على هذه المجالس، والتي خلقت فجوة كبيرة بين رواد المجالس وأثرت على رسالتها، وبعد أن كان كبار السن هم المحور الأساسي للجلسة والكل يحرص على التعلم منهم والاستفادة من خبراتهم الحياتية، صاروا يشعرون بالعزلة الاجتماعية.
-
أحمد المريخي:
-
الهواتف الحديثة خرقت قوانين المجالس
قال أحمد عبد الله المريخي: كانت جميع الأسر في السابق حريصة على عقد المجالس بشكل دوري، وكان الجميع يحرص على حضورها والالتزام بقوانينها وعُرفها الاجتماعي، وكانت تعقد برئاسة كبير العائلة، ويتم مناقشة كافة القضايا الاجتماعية المتعلقة بالأسرة، ويتحدّث كبار السن عن تجاربهم الحياتية، وكيف استطاعوا التغلب على مشاكل الحياة، وكانت تسعى هذه المجالس لترويض الشباب في إعداد وهيكلة سلوكياتهم، وغرس العديد من المفاهيم التي تتعلق بالقدرة على اتخاذ القرارات من خلال الاقتداء بكبير العائلة.
وأضاف: منذ خمس سنوات كنا نحرص على عقد المجلس برئاسة خالي الأكبر بشكل دوري، وكان الكل ملتزماً بالحضور وكنا نستفيد منه كثيراً ونتعلم منه فنون الحياة، أما الآن ومع التطور الذي حدث أصبحت المجالس لا تقوم بالدور الذي كانت تقوم به من قبل، وغابت عند بعض الأسر، بل أصبحت وسيلة للتفرقة وليس للم الشمل، فقد يحدث اختلاف في الرأي بين الحضور ما يتسبّب في حدوث مشاكل، والبعض لجأ إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لمناقشة القضايا التي يمكن أن يتم مناقشتها داخل المجلس، ووجد أن هذه الوسيلة تغنيه عن الالتزام بحضور المجالس.
وتابع: مع التطور التكنولوجي وظهور الكثير من الهواتف والجوالات الحديثة صار الحضور منشغلين بجوّالاتهم والحديث مع أصدقائهم الافتراضيين، ولم يعد هناك التزام من قبل الحضور بقوانين المجالس والعرف الاجتماعي، وصار هناك عزلة اجتماعية لفئة كبار السن خاصة الذين لا يعرفون كيفية استخدام التكنولوجيا.
-
محمد المنصوري:
-
نأمل عودة المجالس للقيام بدورها
شدّد محمد المنصوري على ضرورة إنشاء مجالس لكبار السن في الأحياء السكنية لتكون وسيلة للتواصل فيما بينهم وبين الأجيال الجديدة، قائلاً: نأمل أن ترى هذه الفكرة النور، وأن تعود مجالس كبار السن بالصورة التي بناها آباؤنا وأجدادنا، واستطاعوا من خلالها صناعة العديد من القرارات المتميزة.
وتابع: على الرغم من أن هناك بعض المجالس التي لم تعد تؤدي دورها كما في السابق إلا أن هناك مجالس أخرى تبني الإنسان فكرياً وأخلاقياً، وما زال روادها يحرصون على حضورها والتعلّم من خبرات الآباء والأجداد، لتصبح هذه المجالس بمثابة المدارس التي تعزّز التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، فعلى الرغم من تأثر بعض العادات بمفهوم الحداثة والتطور، إلا أن التزاور والتلاقي في المجالس عادة أبت أن تخضع لعجلة التطور، مشيراً إلى أن المجالس كان لها دور كبير جداً في إعداد أجيال تقدّر الحياة الزوجية وكل منهم يدرك جيداً دوره ومسؤولياته داخل الأسرة، على الرغم من محدودية ثقافتها، ومع غياب دور بعض المجالس أصبحنا نسمع عن الكثير من حالات التفكك والطلاق لأسباب غير منطقية.
-
فيصل اليامي:
-
ضرورة غرس أهمية المجالس في نفوس الأبناء
طالب فيصل اليامي بضرورة تفعيل دور مجالس كبار السن، نظراً للدور الفعّال الذي تقوم به، فهي الفرصة الوحيدة لالتقاء الآباء والأجداد بالأبناء، ووسيلة لنقل الثقافة والتراث وخبرات الآباء والأجداد، مشدداً على ضرورة قيام أفراد العائلة بغرس أهمية وحضور هذه المجالس، كما كان في السابق بالصورة التي كنا نراها، لما للمجالس من دور فعّال في تخريج الأجيال على قدر كبير من المسؤولية، ومورد للإثراء الفكري في مناقشة القضايا الاجتماعية والمشاكل اليومية، دورها في تعليم الشباب فنون الحياة والقدرة على مواجهة الواقع، وطالب بضرورة إنشاء مجالس لكبار السن داخل الأحياء السكنية، لإعادة دمجهم في المجتمع، لتكون هذه المجالس حلقه التواصل بينهم وبين الأجيال الجديدة.
واستطرد: المجالس استطاعت أن تخرّج أجيالاً على قدر كبير من المسؤولية، ولها دور كبير في توطيد العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة بل المنطقة الواحدة، وعدم تفعيل دور المجالس كان له آثار سلبية على الجيل الحالي الذي أصبح لا يدرك من الحياة إلا الرفاهية وعملية الإسراف والاستهلاك، ولم يعد هناك ترابط وتزاور بين الأسر كما كان في السابق، وصار الكل منشغلاً بالتكنولوجيا والحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى في المجالس التي ما زالت تعقد، وأوجد هذا فجوة كبيرة بين الأبناء والأجداد، وظهرت الكثير من المشاكل كالطلاق.