لا للانترنت.. لن اسمح بدخول هاتف خلوي منزلي» عبارة ربما يرددها كثيرون من كبار السن الذين ينفرون من الاختراعات التكنولوجية الحديثة التي يعتبرها معظم الشباب امرا لا غنى عنه.
ومن وجهة نظر كبار السن فإن تلك الاختراعات معقدة جدا او غير ضرورية. لكن بعد قليل من الممارسة يجد اقلية منن كبار السن صعوبة في استخدام الانترنت او الهاتف النقال.
ويكتشف كبار السن بالتدريب الفوائد الكبيرة لاستخدام التكنولوجيات الحديثة. وعلى سبيل المثال فإن الهاتف النقال يمكن ان يساهم في انقاذ حياة انسان في موقف طارئ.
ويقول يواخيم دونغ الذي يعمل في منظمة لمساعدة كبار السن في بون ان الشكوى الشائعة لديهم من الكمبيوتر والانترنت والهواتف النقالة هي خوفهم من «كسر شيء ما».
لكن دونغ يوضح ان «هذه الاجهزة مصنعة حاليا بطريقة لا يمكن معها ان يتلف المستخدم اي شيء فيها.. لقد اصبح من الصعب اكثر من اي وقت مضى محو ملف مهم لان البرامج تطلب دائما تأكيدا قبل تنفيذ اوامر المحو».
أقل صعوبة
ويعتبر هاينز يونغ ان استخدام الاجهزة الالكترونية الحديثة ليس اصعب على الاطلاق من استعمال الاجهزة التي يستخدمها كبار السن بنجاح منذ عقود.
ويضيف يونغ (63 عاما) الذي يدير منتدى على الانترنت لكبار السن «استخدام هاتف خلوي ليس اكثر تعقيدا من استخدام هاتف عادي. فبدلا من التقاط السماعة، ما على المرء الا ان يضغط على زر».
ويجمع الخبراء على ان اهم حجة يمكن سوقها لاقناع كبار السن باستخدام التكنولوجيات الحديثة هي فوائدها التي لا مراء فيها.
ويقول دانيال هوفمان من احدى منظمات رعاية المسنين في كولونيا «ان الانترنت تتيح انجاز الخدمات المصرفية والتسوق من المنزل او يمكن ان تساعد المرء في العثور على معلومات او خطط للسفر».
أسباب أخرى
ويشير يونغ الى ان من بين الاسباب الاخرى لدى كبار السن التي تنفرهم من استخدام التكنولوجيا الحديثة خشيتهم من التكلفة رغم ان ذلك امر غير صحيح «فهذه الأيام، التكاليف محدودة».
ويضيف انه يمكن لمستخدمي الهواتف النقالة من كبار السن شراء بطاقة مدفوعة بسبب الفواتير، مشيرا الى انه يمكن توفير المال ايضا باستخدام الانترنت حيث ان «معظم شركات السياحة تعرض تخفيضات عبر الشبكة الدولية».
وثمة عقبة اخرى قد يصادفها الكثير من كبار السن الذين يريدون استخدام الانترنت حول العالم الا وهي ان معظم صفحات الشبكة والمصطلحات المرتبطة بها باللغة الانكليزية في حين ان الكثيرين ممن هم فوق الستين في الدول غير الناطقة بالانكليزية لا يعرفون اساسيات اللغة حتى.
ومن الحلول المقترحة لهذه المشكلة الحصول على دورات في اللغة الانكليزية خصوصا تلك المخصصة لكبار السن والتي توفرها دور رعاية المسنين او الكنائس حيث يتولى التعليم شخص من كبار السن ايضا تلافيا لأي شعور بالحرج.
المصدر : القبس