المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

التفكير الإيجابي يحسن صحة كبار السن!!!!

هل هناك حقا علاقة بين العقل السليم والجسم السليم؟ يدعي الباحثون من جامعة كورنيل أن الأشخاص ذوي التفكير الايجابي يكونون في حالة صحية أفضل في مرحلة الشيخوخة.

التفكير الإيجابي يحسن صحة كبار السن؟

فكرة ان السعادة، الهدوء والنهج العام من التفكير الايجابي تحسن الصحة هي معروفة، ولكن هل هذا حقا صحيح؟ تدعي دراسة جديدة نشرت في مجلة الجمعية الاميركية لدراسة علم النفس على ان التفكير الايجابي مثل السعادة يؤثر على الحالة الصحية لدى كبار السن. وتشير البحوث الى ان نهج التفكير الايجابي يحسن الوضع الصحي في الحياة.

وتقول الدراسة، التي اجريت في جامعة كورنيل في نيويورك، ان هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها ان يساعد التفكير الايجابي في تحسين الصحة في سن متقدمة. على سبيل المثال، الاشخاص الذين يمارسون التفكير الايجابي عادة ما يتبعون النهج الذي لا يستسلم للشيخوخة ويفكرون في حل المشاكل مسبقا، يحافظون على اللياقة البدنية وعلى التغذية السليمة بشكل منتظم وعلى التخطيط السليم للوقت المخصص للنوم الجيد. هؤلاء الاشخاص، الذين يتبعون نهج التفكير الايجابي عادة ما يتجنبون ايضا الانشطة غير الصحية مثل التدخين.

لاثبات العلاقة بين التفكير الايجابي والصحة لدى المسنين، فقد استعرض الدكتور انتوني اونج وزملاؤه الدراسات الحديثة التي اجريت حول العلاقة بين التفكير الايجابي والحالة الصحية لدى كبار السن. تشير الدراسة الى ان الاحاسيس الايجابية هي الدواء للضغط، الالم والمرض. ” جميعنا نتعرض لعملية الشيخوخة. ولكن كيفية تقدم عملية الشيخوخة لدينا هي التي تؤثر على نوعية حياتنا” يقول الدكتور اونج. وفقا للدراسة، يبدو ان التفكير الايجابي مهم جدا لدى كبار السن، لانهم اكثر عرضة للاصابة بالامراض.

محاربة الضغط بواسطة التفكير الايجابي

وفقا لنتائج البحث، يساعد التفكير الايجابي  في تقليل الاضرار الجسدية الناجمة عن الضغط. في عدد من الدراسات السابقة تبين ان الاشخاص الذين كان لديهم نهج اكثر ايجابية كانت لديهم مستويات اقل من المواد الكيميائية التي تسبب للالتهابات، التي وجدت علاقة بينها وبين الضغط. العامل الذي يعرف تاثيره على العديد من الامراض.

اونج، طبيب نفساني تنموي، بدا يهتم في البحث حول الاحاسيس بنهج التفكير الايجابي منذ بداية دراساته، عندما درس ما يسميه الباحثون “تناقض الشيخوخة”: على الرغم من ان القدرة البدنية للجسم تنخفض بشكل ملحوظ، فالقدرة الحسية لدى الانسان تبقى ثابتة مع التقدم في السن. مؤلفو البحث يعتقدون انه اذا كانت المشاعر الايجابية جيدة للحالة الصحية، فالنتيجة المباشرة للتفكير الايجابي هي سنوات طويلة من الحياة الاكثر صحة.

هل هناك صلة بين التفكير الايجابي والحالة الصحية؟

اقترحت دراسة اخرى نشرت مؤخرا في مجلة Psychological Science ان انماط التفكير السلبي يمكن ان تتحقق ويعبر عنها في الصحة، ووجد ان الاشخاص الذين كانت لديهم تصورات سلبية تجاه كبار السن كانوا يعانون من حالة صحية سيئة عندما اصبحوا هم بانفسهم مسنين، في حين ان الاشخاص الذين اتبعوا نهج التفكير الايجابي حول جيل الشيخوخة كانوا بحالة صحية افضل.

العلاقة بين التفكير الايجابي وبين الصحة بحثت في مجالات اخرى في السنوات الاخيرة. حيث حذر العلماء المشاركون في ابحاث السرطان من اتخاذ نهج ال “نيو اج” اثناء مواجهة مرض السرطان. لم يتم العثور في الدراسات المختلفة على علاقة ذات دلالة احصائية واضحة بين المشاعر العاطفية لدى المرضى وبين نتيجة مرضهم. بالاضافة الى ذلك، الضغط لاتباع نهج التفكير الايجابي قد يثقل احيانا على المريض. يوصي الخبراء بالتفكير الواقعي، الذي يتطرق للمخاطر، الاحتياجات وسبل المواجهة.

ومع ذلك، فالعلماء الذين درسوا مشاعر الالم، اكتشفوا ان مجرد التفكير بالالم يؤثر ب- 28 ٪ على الاحساس فيه. وفقا للبحث، فهناك اجزاء من الدماغ التي تعد الجسم للالم وتؤثر على مستويات الالم الفعلي.

دراسة اخرى،  نشرت في مجلة جمعية اطباء القلب الاوروبية، وجدت علاقة بين النمط السعيد ذا العقلية الايجابية وبين انخفاض فرص الاصابة بامراض القلب. وفقا لنتائج البحث، فالاشخاص الذين يميلون الى ردود الفعل التفاؤلية والى مشاعر الفرح في الحياة يكونون معرضين بنسبة اقل لمخاطر الاصابة بامراض القلب من الاشخاص الذين يميلون الى الاكتئاب والقلق. فريق البحث يعتقد ان احد الاحتمالات لتفسير العلاقة بين السعادة وامراض القلب هو ان الاشخاص السعداء، ذوي التفكير الايجابي يميلون للهدوء اكثر، وبالتالي فان قدرتهم على المواجهة تكون اكبر.

المصدر

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022