المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

التمريض المنزلي . . رعاية تحت الطلب!!!

كشف خبراء وأخصائيو خدمات التمريض المنزلي أن خدمة التمريض المنزلي تساهم في توفير الجهد والمشقة على المريض، وتوفير وقت ونفقات الانتقال، إضافة إلى توفير الأتعاب التي ستدفع للمراكز الصحية، والعبء المالي والضغط على المنشآت الطبية المختلفة، حيث تشير الدراسات إلى أن ارتفاع نسبة المسنين وكبار السن من المواطنين في الدولة تحتل النسبة الأعلى عالمياً وذلك بنسبة تقدر بنحو 7 .10% سنويا، راجعاً ذلك إلى الخدمات الصحية المتقدمة والرعاية الاجتماعية والنفسية التي تقدمها مؤسسات الدولة لهذه الفئة .

تتوقع دراسة حديثة أجرتها هيئة الصحة في دبي زيادة عدد كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم 60 عاماً في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 50 مليون شخص بحلول عام ،2050 وهذه النتائج تبرز زيادة الحاجة إلى تقديم خدمات الرعاية الصحية الاختصاصية لهذه الفئة من الناس بما يساعدهم على تحسين مسار حياتهم اليومية، والارتقاء بنوعية معيشتهم بين أسرهم وأحبائهم علماً بأن مستشفيات الدولة تحتضن الكثير من المسنين المصابين بأمراض مزمنة، الذين قد يتم استقبالهم لمدة تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات، نظراً لعدم وجود الرعاية الصحية المنزلية السريرية وغير السريرية .

تمريض مؤقت

تقول الدكتورة هدى الشقفة اختصاصية طب عام حول هذا الموضوع، إن التمريض المنزلي يعتبر نوعاً من أنواع الرعاية الصحية للمريض داخل منزله عوضاً عن المستشفى، ومن أنواعه: التمريض المؤقت حيث تكون الخدمة في رعاية الحوامل ورعاية الأم والطفل ما بعد الولادة، ومرحلة النقاهة ما بعد الجراحة، ومراقبة الكسور، والتأهيل المهني لمرض الروماتيزم .

وهناك التمريض الدائم الخاص برعاية كبار السن وحالات الخرف والشلل الدماغي والحالات الملازمة للسرير .

وأضافت: يشمل التمريض المنزلي الرعاية اليومية من الحفاظ على الصحة العامة، وإعطاء الطعام والشراب للمريض، والاهتمام بنظافته وحركته اليومية، أما الرعاية الطبية فهي تقوم على تقديم الدواء والمراقبة الدقيقة للوضع الصحي للمريض وإعطاء القرار في حاجته للنقل إلى المستشفى اذا ما استدعت الحالة والاهتمام بالعلاج الطبيعي، كما تكون مراقبة الأجهزة الطبية من واجبات الممرضة أو الممرض مثل جهاز الغذاء الدائم، جهاز التنفس، بطاريات القلب، وقسطرة البول، أما الرعاية الخاصة فتحتاج إلى ممرض متخصص لكل حالة مثل حالات غسيل الكلى وحالات السرطان، وتكون تحت إشراف طبي مباشر .

الرعاية المنزلية

وأشارت الدكتورة هدى إلى أن هناك فرقاً شاسعاً بين التمريض والرعاية المنزلية، فالرعاية المنزلية لا تتعدى الاهتمام بالأكل والشرب والنوم والنظافة والحركة المنزلية العادية، ويمكن تقديمها من قبل أي فرد من أقارب المريض بمساعدة خادم، وهذا أفضل من الناحية النفسية للمريض . وفي حالة حاجتنا للممرضة أو الممرض لا بد من حسن الاختيار واستشارة ذوي الخبرة، واختيار الممرض المؤهل لهذه المهمة، ويجب تجهيز المنزل بحسب حاجة كل مريض لأدوات خاصة من سرير وجهاز تنفس وأوكسجين وأجهزة مراقبة، ويتم تقييم ذلك من قبل الطبيب المراقب للحالة، إذ لا بد من زيارة الطبيب إلى المنزل بين حين وآخر بحسب ما تستدعيه الحالة .

ولفتت إلى أن من أهم إيجابيات التمريض المنزلي أن المريض يكون في بيته وبين أهله فلا يشعر بالغربة، وتكون حالته النفسية أفضل مما يساعد على الشفاء، ولكن عند عدم اختيار الممرض المناسب وعدم وجود الطبيب المراقب فقد يتسبب ذلك في تأخير العلاج اللازم .

وأوضحت أن كثيراً من البلدان تعتمد على التمريض المنزلي باعتباره من أهم الأولويات، وذلك لأثره النفسي والإيجابي في المريض، من خلال تقليل تعرضه للعدوى بالاختلاط مع المرضى الآخرين في المستشفى، والتقليل بشكل قوي من التكاليف المادية في حالة وجود المريض داخل المستشفى .

فوائد الخدمة

وترى زينب رمضان رئيسة هيئة التمريض بمستشفى البراحة، أن دور الممرض يجب أن يكون ضمن الواجبات المحددة له من قبل المؤسسة أو المستشفى ولا يخرج عن هذا النطاق، وعلى أفراد أسرة المريض التعاون مع الممرض أو الممرضة المنزلية والتعامل معهما كشخص راعٍ للمريض لا لتدبير أمور المنزل من تنظيف وطبخ، مشيرة إلى أن خدمة التمريض المنزلي تعمل على توفير الجهد والمشقة للمرضى نتيجة التردد اليومي للمستشفى، كما يوفر على المستشفى نفسه عبء التكلفة العلاجية للمريض، حيث إن هذه الحالات تحتاج إلى الرعاية لا للعلاج .

وأوضحت أن توفر الخدمة التمريضية يسهم في الإشراف العام على الحالة الصحية وتقييم التغيرات وتنظيم مواعيد الدواء والطعام وخاصة الذين يعتمدون على التغذية والطعام بالأنابيب، إضافة إلى الوقاية من الوقوع والإصابات وإجراء الفحوصات البسيطة مثل فحص السكر والأستون والهيموجلوبين وقياس العلامات الحيوية مثل الضغط والتنفس والحرارة .

وأشارت إلى ضرورة وجود شروط لتطبيق برنامج خدمة التمريض المنزلي، من توفير المعدات والأجهزة اللازمة للرعاية، وتوفير علاوات تشجيعية ووسائل مواصلات للممرضين، والأهم من ذلك هو توعية المجتمع بأهمية الخدمة لضمان سلامة المرضى وكبار السن، إلى جانب توفير عدد كاف من الممرضين، وضمان بيئة آمنة وملائمة لتقديم الخدمة .

دور الممرض

وعن العلاقة بين الممرض والمريض قالت الممرضة شيري آن: يجب توفر الخدمات اللازمة في المنزل للمرض التي من شأنها تسهيل عملية التمريض، مثل مكان مناسب لإقامة الممرضة، التعامل مع الممرضة بطريقة مناسبة ليمكنها من أداء عملها على أكمل وجه، وأن تكون العلاقة من قبل الممرض فيها نوعاً من الودية والرحمة والرأفة وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمريض إضافة إلى الاحترام المتبادل والسرية التامة في التعامل في الأمور المتعلقة بالمريض وعائلته .

تحسين نوعية الناس

ويرى راشد الجنيبي رئيس مجموعة الرحمة للتمريض المنزلي أن خدمات التمريض المنزلي تعتبر من الخدمات الصحية التي تؤدي إلى تحسين نوعية الحياة، من خلال تعزيز الحالة الصحية للمرضى وكبار السن، فالحصول على خدمات الرعاية الصحية الاختصاصية للمستهدفين في المنزل تعتبر في حقيقتها خدمة لا تقدر بثمن للمرضى وأفراد أسرة كبار السن على حد سواء كما قال .

وأضاف، إن ازدياد الحاجة إلى التمريض المنزلي أصبح أمراً ضرورياً جداً في مجتمعنا، وذلك للازدياد السريع في شريحة المسنين، وازدياد الجلطات الدماغية والأمراض المزمنة والأورام والحوادث، والإصابات التي ينتج عنها مضاعفات كثيرة يصعب التعامل معها، إذا لم يجد المريض من يساعده، وهو الأمر الذي دفع المؤسسات التمريضية للعمل من أجل توفير خدماتها لهذه الشريحة الاجتماعية التي تعيش حالة من الوحدة، فتمنحهم الشعور بوجود من يرعاهم ويعتني بهم، وهو شعور لا يقدر بثمن بالنسبة لهم .

وأوضح راشد الجنيبي أن على مؤسسات التمريض المنزلي تقديم خدمات الدعم للمرضى والمسنين والأمهات والأطفال حديثي الولادة في منازل عائلاتهم، والمساعدة على صون استقلاليتهم، من منطلق المسؤولية والريادة الاجتماعية التي تحتل مكانة أساسية في لوائح المؤسسة، وذلك رجوعاً لوجود العديد من كبار السن ممن لا يتلقون الاهتمام المناسب، بسبب نقص المعرفة والجهل بالعوامل التي تقف وراء الأعراض المرضية للمسنين، والسلوكيات المرافقة لها .

وأشار إلى ضرورة توعية المجتمع المحلي في الدولة حول أهمية تقديم المساعدة الاختصاصية للعناية بالمرضى في المنزل، لاسيما في ظل ما تقتضيه عادات وتقاليد الإمارات من وجوب العناية بالمسنين، وتفادي وضعهم قدر الإمكان في مراكز إعادة التأهيل أو دور العجزة .

وقالت الدكتورة غادة عبد الحليم المسؤولة الإدارية بمؤسسة الرحمة، تقوم مؤسسات الرعاية بخدمة ورعاية الرضع والأطفال والأمهات الجدد إضافة إلى خدمة البالغين والمسنين وكل المرضى، وتشمل الرعاية الاستحمام والعناية الشخصية، والإشراف على حركة المريض، والعناية بالشعر والبشرة، إضافة إلى مساعدته بالقيام بتمارين رياضية صحية، وإعطاء الأدوية، ومتابعة العلامات الحيوية ( السكر والضغط والحرارة)، وتغيير أغطية السرير، والتثقيف الصحي لجميع أفراد الأسرة، ورعاية المرضى بشكل عام وتقييم الحالة، إضافة إلى الأنشطة اليومية الخاصة بالمريض أو المسن .

وأضافت، يجب اختيار كادر العمل الخاص من المساعدين في مجال الرعاية الصحية والممرضات ممن خضعوا لتدريبات على الإسعافات الأولية، ويتمتعون بمؤهلات وخبرات تمكنهم من تلبية احتياجات العملاء الشخصية، وتقديم الرعاية لهم على أساس متطلباتهم الاجتماعية والثقافية والدينية، وهو الأمر الذي تحرص عليه المؤسسة، تأكيداً على الدعم الذي تقدمه مؤسسة محمد بن راشد لمشاريع الشباب .

نظام معالجة

وأشارت إلى التكلفة الكبرى التي تتكبدها المنشآت العاملة في هذا المجال، الأمر الذي يتطلب تعاون مجتمعي للتوعية بأهمية الخدمات التي يوفرها التمريض المنزلي، مطالبة مؤسسات وهيئات وأفراد المجتمع كافة بتفهم الجدوى الاقتصادية والصحية والنفسية والاجتماعية من خدمات التمريض المنزلي .

وأكدت أن خدمات التمريض بشكل عام جزء أساسي من نظام المعالجة الصحية ولخدمات الطبيب، حيث تشمل الإشراف الطبي، وتنظيم الدواء والطعام، وأخذ القياسات، وإجراء الفحوصات المختلفة، التي تلزم لحالة المريض، وتقدم الخدمات الطبية عادة للمرضي في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات، ولكن المريض يحتاج إلى كثير من هذه الخدمات، التي تبقى مطلوبة بعد مغادرته للمستشفى أو العيادة أو المركز الصحية، وهو الأمر الذي يتطلب التوقف عند التمريض المنزلي ومدى أهميه الخدمات التي يقدمها للمرضى وكبار السن في منازلهم .

المصدر

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022