حققت دولة الإمارات العربية المتحدة، تقدماً كبيراً خلال العقد الماضي في الاهتمام بكبار المواطنين ورعايتهم، وأورد تقرير الأمم المتحدة للتوقعات السكانية أرقاماً حسب متوسط العمر للدول، وتحتوي القائمة على الدول التي يتجاوز عدد سكانها المائة ألف نسمة والمدرجة في قائمة الأمم المتحدة، والكثير من البلدان عانت انخفاضاً في مأمول العمر المتوقع، بسبب معانتها بعض الأمراض والأوبئة، في حين هناك تقدم إيجابي ملحوظ في بعض البلدان.
وحسب تقديرات 2009 كانت الإمارات في المرتبة 71، وبين 2010 – 2015 وصلت إلى المرتبة 31 تحسناً بين دول العالم.
اهتمام ومتابعة
وفي قراءة سريعة للاستراتيجية المعمول بها في الدولة عموماً وفي إمارة الشارقة تحديداً، والتي يوليها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الكثير من الاهتمام والمتابعة، حيث وجه سموه في العام 2016 بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة إمكانية أن تصبح الشارقة من الدول المراعية لكبار السن وعضواً في الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن، ولم يطل الأمر كثيراً، بل وبتضافر الجهود مع المؤسسات والدوائر المحلية والحكومية وتوفير المعايير الثمانية لتبوؤ هذه المكانة أصبحت الشارقة أول مدينة عربية مراعية وصديقة للمسن.
وعملت المؤسسات على تطوير خدماتها المقدمة لكبار السن كل حسب تخصصه، بما يتلاءم مع المعايير، الموجودة في دليل المدن المراعي لكبار السن، وبمتابعة المكتب التنفيذي للجنة العليا لمتابعة عضوية إمارة الشارقة للشبكة العالمية للمدن المراعية للسن.
وأشارت أسماء الخضيري، مديرة المكتب التنفيذي للشارقة مدينة مراعية للمسن، إلى تنفيذ أكثر من 40 مبادرة أنجزت خلال النصف الأول لعام 2018، مقابل 32 نشاطاً استراتيجياً من الخطة الاستراتيجية التي بدأ تنفيذها عام 2017.
ومن المبادرات اللافتة «النقل العام المراعي للسن» والتي تعفي بعض الفئات من رسوم استخدام المواصلات العامة، وعن طرق الاستفادة والحصول على الإعفاء من دفع الرسوم وغيرها من المبادرات التي تقدم من قبل المؤسسات والدوائر الحكومية.
وجدير بالذكر أنه يعمل حالياً على تعديل التشريعات المحلية المقيدة، للحصول على الخدمات، بسبب تجاوز السن، وبالتالي أعد المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة دراسة انتهت بتحديد قانوني للتمييز العمري مع المسنين، ويرفع إلى المجلس التنفيذي للموافقة والاعتماد.
معايير الشبكة الدولية
انضمت الإمارات ممثلة بمدينة الشارقة إلى الشبكة العالمية المراعية للسن كمدينة مراعية للسن في سبتمبر 2016، والانضمام يترجم الرؤية الثاقبة التي تسعى أن تكونها الإمارة وتطلعها لتكون المدينة الأولى عربياً المراعية للسن بعد تطبيقها لمعايير الشبكة الدولية للمدن المراعية للسن.
وحقق هذا الإنجاز غايات القرار الإداري لصاحب السمو حاكم الشارقة، ووضع الخطط التي تكفل أن تحقق تنمية مستدامة لتكون إمارة الشارقة مدينة تراعي مختلف الأعمار وبالأخص كبار السن، قامت اللجنة العليا برسم الخطة الاستراتيجية التي تركز على رصيد الإنجازات التي حققتها الإمارة في المحاور الثمانية لمعايير المدن المراعية للسن المبادرات المستقبلية التي ستعمل عليها لتكون مدينة مراعية للسن الأول عربياً بهدف تعزيز وتبادل الخبرات والتعلم المتبادل بين المدن والتجمّعات في جميع أنحاء العالم لمواجهة اثنين من التوجهات السكانية العالمية وهي: الشيخوخة السريعة للسكان، توسع المدن.
المصدر : الخليج