المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

الشيخوخة: ديمومة النشاط والحركة أهم جوانب الصحة!!!

اختصاصية أميركية تتحدث عن جوانب العناية الصحية بكبار السن

كمبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
الدكتورة سوزان سالامون، الرئيسة المشاركة في البرامج الإكلينيكية للشيخوخة في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي التابع لجامعة هارفارد في بوسطن، انضمت مؤخرا إلى هيئة تحرير «رسالة هارفارد الصحية». وقد أجرينا معها هذه المقابلة التي تنشرها «صحتك»:

* شيوخ وشيخات

* متى يجب على كبار السن استشارة اختصاصي في الشيخوخة؟

– إن غالبية كبار السن يمكنهم الاكتفاء بزيارة طبيب الباطنية. ومن جهتنا فإننا لا نفحص سوى المصابين منهم بأمراض كثيرة، الذين يزورون أطباء من شتى الاختصاصات ويتناولون أدوية كثيرة. ولهذا فإن مشكلتهم أكثر تعقيدا وتحتاج إلى نوع من التنسيق، ولذا يشير عليهم أطباؤهم بضرورة استشارة أطباء الشيخوخة.

* هل تفحصين الكثير من كبار السن فوق سن الـ85؟

– في واقع الأمر فإن تعريف طب الشيخوخة geriatrics الذي يتوجه للعناية بالكبار فوق سن الـ65، قد يتغير في الغالب بهدف العناية بالأشخاص الأكبر سنا المهددين صحيا أكثر. وهنا يكون متوسط العمر 82 سنة.

* ما عمر أكبر مرضاك؟

– رأيت سيدة في المائة من عمرها عندما حضرت عيد ميلادها الصيف الماضي مع أمي التي تبلغ 88 سنة من عمرها.

* فلسفة الحركة والنشاط

* ما هي فلسفتك حول الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر؟

– إن فلسفة أي اختصاصي هنا، هي أن أفضل الأمور للصحة هي ديمومة النشاط، سواء كانت ممارسة الرياضة أو التمايل مع الموسيقى أو العروض أو التسجيل في صفوف للتمارين، أو المشي، أي أن المهم هو الحركة. وأعتقد أن من الأمور التي تساعد الناس، إدامة علاقاتهم الاجتماعية رغم أن بعضهم يميل إلى اللقاءات أكثر من الآخر. ولا يتغير هذا الأمر الأخير مع تقدم العمر.

* ولكن، ألا يعاني الناس الأكبر سنا من مشكلات مثل التهاب المفاصل، من صعوبة إجرائهم للتمارين؟

– نعم، قد تكون البداية صعبة. ولكن وفي نفس الوقت يمكن للناس فعل أمور أكثر مما يعتقدون. ولقد اعتدنا على التفكير بأنه لا ينبغي على المصابين بالتهاب المفاصل الذين لديهم آلام في الظهر وفي الرجل، التحرك كثيرا. إلا أننا نعتقد الآن أنه ولغالبية المرضى فإن إجراء التمارين الرياضية يؤدي إلى تقليل الآلام.

* العناية بالعظام

* وماذا عن درء السقوط على الأرض؟ هل يجب حقيقة إزالة المفروشات الأرضية مثلا؟

– توصلت دراسة إلى أن هذا ليس حقيقة. ولكن هذا الأمر يبدو معقولا. والأمر الوحيد الذي يدرأ السقوط هو العلاج الطبيعي وتناول فيتامين «دي».

وعلى الناس الحفاظ على قوة عظامهم. ونحن نعلم أن تناول 1000 وحدة دولية يوميا من فيتامين «دي» بمقدوره تقوية العظام. كما كنا نعتقد دوما أن الكالسيوم بمقدار يقرب من 1000 ملليغرام (ملغم) يوميا يقوي العظام. ولكن هناك الآن نوعا من الجدال حول تأثير الكالسيوم على القلب. ولكن وحتى الآن فهذا يشمل حبوب الكالسيوم فقط. ولذا فمن الأفضل تناول الكالسيوم من مصادره الغذائية، أي من الأطعمة الغنية به أو الحليب.

* تدهور الإدراك

* أعتقد أن أغلب الناس يتخوفون من تدهور الإدراك مع تقدم العمر. ماذا يمكن لهم عمله لدرء حدوث ذلك؟

– في الولايات المتحدة تحدث من 50 إلى 60 في المائة من حالات تدهور الإدراك بسبب مرض ألزهايمر، الذي لا نعرف مسبباته حتى الآن كما لا نعرف وسائل الوقاية منه. وتوجد بعض الأدوية المسماة «مثبطات الكولين استراز» cholinesterase inhibitors التي يمكن استعمالها في المراحل المبكرة، إلا أنها لا تقوم سوى بعملية إبطاء تقدم المرض.

ولكن هناك مرض الأوعية الدموية الذي يتسبب في 25% من حالات تدهور الإدراك بين صفوف كبار السن الأميركيين وفي الكثير من الحالات يمكننا درء هذه الحالات أو وقف تدهورها. وأقصد بمرض الأوعية الدموية المرض الذي يؤدي إلى التهاب الأوعية الدموية المغذية للدماغ وانسدادها.

وأهم شيء يجب أن يقوم به كبار السن بشأن مرض الأوعية الدموية هو الحفاظ على المستوى الاعتيادي لضغط الدم لديهم بحيث يكون مقدار الضغط الانقباضي أقل من 140 مل زئبق، وكذلك التحكم بمستوى الكولسترول، إما بالحمية الغذائية أو بالحبوب الدوائية، كما يفيد الأسبرين من الجرعات الصغيرة الكثير من الأشخاص.

* كآبة الشيوخ

* وماذا عن التمارين الذهنية مثل حل الكلمات المتقاطعة أو الفزورات مثلا. هل تقدم أي مساعدة؟

– لا أعتقد ذلك. إلا أنني أعتقد أن الدماغ يجب أن يكون نشيطا. وأعتقد أنك ستجد أن الناس المليئين بالطاقة، النشطين، المهتمين بالحياة، الذين يرغبون في التحادث ينفذون كل ما يحافظ على قيام الدماغ بوظائفه. كما أن اللقاءات الاجتماعية ترتبط أيضا بتدني حوادث التعرض للكآبة، وهذا المرض – أي الكآبة – تزيد من سوء تدهور الإدراك؟

* ولكن ألا يبدو أن العمر المتقدم يؤدي إلى الكآبة؟

– أعتقد أن هذا ما يتصوره الكثير من الناس عندما يتقدم بهم العمر، إذ نرى أشخاصا يعانون من صعوبة المشي ولذا يستخدمون العصا أو المساند الأخرى. ورغم أن مشاهدتهم تثير تصورات حول صعوبات تأديتهم لوظائفهم فإن الاستطلاعات تشير إلى أن ظهور الكآبة بين الناس الكبار في السن هو أقل مما يعتقد.

* ما هي نصائحك لعائلات كبار السن؟

– على كبار السن اختيار وسيط لهم، يمكنه اتخاذ قرارات طبية نيابة عنهم في حالة تدهور الإدراك لديهم. وهذا ما سوف يساعد من الناحية القانونية والعائلية.

وإنني أعلم جيدا أن الناس مشغولون بأعمالهم وعائلاتهم وأطفالهم. إلا أنه وعند ظهور تدهور الإدراك لدى أحد كبار السن، فإن من المفيد قدومه لزيارة الطبي مع وسيط له، لأن المرضى المصابين لا يعرفون نوع الأدوية التي يتناولونها. ومن خبرتي الشخصية فإنهم يصرحون في الغالب بأن كل شيء على ما يرام!

المصدر

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022