المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

جمعيات تعليم الرسم فى الجزائر تستقطب كبيرات السن

أصبحت القاعات الفنية لتعلم الرسم والزخرفة والخط العربي ملاذ المتقدمات في السن، اللواتي يبحثن عن مكان لتمضية أوقات فراغهن، فضلا عن تعلّم حرفة جديدة تمنحهن الراحة النفسية من جهة، وتغذية العقل من جهة أخرى.هذا ما أكدته أستاذة الفن المختصة في الفسيفساء والخط العربي، فريدة باش رايس.

انتشر في الآونة الأخيرة عدد كبير من المدارس المتخصصة في مجال الفن، والمفتوحة أمام الجمهور الكبير بمختلف فئاته، من كبار وصغار، رجال ونساء، عدد منها تابع لوزارة الثقافة، وأخرى مدراس خاصة، فضلا عن الجمعيات الثقافية التي لها طابع فني وتحاول استمالة أكبر عدد ممكن من المتربصين في أحد تلك الفنون التي يعرضونها.

تتوفر كل مدرسة على أقسام فنية سواء في الفنون التشكيلية، الزخرفة، الفسيفساء أو الخط العربي، وتعرف مراحل تعليمية تدريجية، تبدأ بأولى أبجديات الرسم والحصص النظرية بتعلم الألوان، التنسيق، التكامل والتجانس، وهي دروس تقدم للمبتدئين، لتتواصل في مراحل أكثر تقدّما بالتخصص في فن واحد والإبحار في ذلك العالم من دون أية قيود.

كما أن طابع تلك المدارس بتفتحها على الجمهور كافة، جعل منها ملاذا حقيقيا لكبيرات السن بشكل خاص، اللائي لديهن وقت فراغ كبير لا يجدن ما يفعلن فيه، لتكون لهن تلك المدارس. تعد الجمعيات مكانا مثاليا للالتقاء والانطلاق في دراسة جديدة هدفها تعلّم الرسم، أو بكل بساطة البحث عن آفاق جديدة تمنح الحياة انتعاشا جديدا، نظرا لسحر الفن في تحقيق الأمر.

بداية، كانت هناك جولة في جمعية الفنون الجميلة بأول ماي، وهي من بين المدارس الرائدة في المجال، وكان لنا لقاء مع باش رايس، الأخصائية في تعليم الفسيفساء، التي أشارت إلى أن الجمعيات خلافا لبعض المدارس، لاسيما الخاصة منها، لا تضع أية شروط للالتحاق بصفوف التعليم، وهو ما يجعلها تشهد إقبالا كبيرا من مختلف الفئات العمرية وبشكل أكبر المتقدمات في السن، لاسيما أن بعض المدارس تشترط سنا معينا للالتحاق بمقاعدها عادة لا يتعدى 12 أو 13سنة، وعليه تعج في كل انطلاقة موسم جديد تلك الجمعيات بطلبات الالتحاق من فئة كبيرات السن.

بداية، كان لنا حديث مع فهيمة، الملقبة بـ«الحاجة فيفي داخل الجمعية، فأوضحت قائلة بأن تعلم فن الرسم منح نفسا جديدا لحياتها، ولم تكن أبدا تظن بأنها في هذه السن سوف تلتحق بأية مدرسة، لاسيما مدرسة تعلم الرسم أو الفن، والمفاجأة أنها سرعان ما اعتادت على الجو ولن تستطيع تفويت أية حصة لأي سبب، على حد تعبيرها.

وافقتها الرأي زليخة (60 سنةالتي عرضت أمامنا مجموعة من لوحاتها الفنية التي أتقنت رسمها وأبدعت التنسيق في ألوانها، كأنها لوحة لأحد الفنانين، قائلة لقد كنت من محبي الرسم منذ أولى مراحل حياتي، وكنت أمارسه في البيت من حين لآخر، إلا أن الفرصة لم تتح لي بعد الزواج ومحاولة التوفيق بين العمل والبيت، حيث كنت أشتغل معلمة لغة عربية بمدرسة ابتدائية، وعليه أجّلت ميولي وهوايتي بعد أن تقاعدت وكبر أبنائي، واليوم خصصت وقتا لنفسي، لأنمي بداخلي ذلك الفن الذي دائما ما كان يصارع من أجل البروز“.

على صعيد آخر، أوضحت نعيمة (70 سنة أكبر الملتحقات بالمدرسة)، أن هدفها ليس تعلم الرسم، أو المشاركة في معارض فنية جماعية أو أي شيء من هذا القبيل، والدليل على ذلك، لوحتها الوحيدة التي ما زالت ترسمها منذ ثلاث سنوات، وهي الفترة التي شهدت فيها العديد من اللوحات لباقي المتمدرسات، إلا أن التدقيق في لوحتها الوحيد كاف بالنسبة لها، والدافع الرئيسي الذي جعلها تقبل على هذه الجمعية، هو شغل وقت فراغها في شيء مفيد، دون الجلوس في البيت حبيسة الجدران من دون هدف، فهذا الانشغالمنحها فرصة التعرف على أشخاص رائعين، كوّنت معهم صداقات للحديث الممتع والمفيد، وهذه المدارس الفنية هي مقصد مثالي وعالم جميل للمتقدمات في السن.

المصدر : المساء

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022