المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

د/عربيد ممثلا حاصباني في المؤتمر السنوي لدار العجزة الاسلامية:

 

السعي لإقرار قانون الرعاية الصحية الشاملة والتغطية الكاملة للخدمات المقدمة للمسنين حيث عقدت جمعية دار العجزة الاسلامية مؤتمرها السنوي الخامس، في فندق “فينيسيا” لمناسبة اليوم العالمي لكبار السن، برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني ممثلا بمستشاره الدكتور بهيج عربيد.

حضر المؤتمر الشيخ احمد دندن ممثلا مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، الوزير السابق الدكتور خالد قباني، عميدة كلية الطب في جامعة بيروت العربية الدكتور نجلا مشعل وحشد من المهتمين.

فاعور
بداية النشيد الوطني، فكلمة تقديم من نادين عكاوي، ثم القى رئيس جمعية دار العجزة الاسلامية الدكتور محمود فاعور كلمة، قال فيها: “مؤتمرنا اليوم هو لرفع درجة الوعي حول الشيخوخة والقاء الضوء على جوانبها الصحية والاجتماعية والنفسية ولتعريف المجتمع على حقوق كبار السن ومسؤولية المجتمع المدني والوزارات المعنية تجاه هذه الفئة من المجتمع”.

اضاف: “ان رسالتنا في الجمعية هي رعاية كبار السن ومرضى الامراض العقلية والنفسية وذوي الحاجات الخاصة والعناية الملطفة”، مشيرا الى ان “نزلاء الدار ال 600، يشرف على خدمتهم جهاز بشري يضم حوالي 400 موظف وممرض وممرضة واداري وعامل. كما يهتم بهم فريق من 32 طبيبا متخصصين بأمراض الشيخوخة والامراض العقلية والنفسية والعناية التلطيفية. وكل اعمال المؤسسة مراقبة بكاميرات تلافيا لاي تعامل غير لائق مع ضيوف الدار”.

وأكد “ان جمعيتنا مؤسسة وطنية بامتياز لا تبغي الربح ولا تفرق بين مواطن وآخر، فرسالتنا هي الانسان الذي نحرص على كرامته وإنسانيته ومستوى معيشته وصحته ورفاهيته. وهذه المبادىء نضعها فوق كل اعتبار”.

وتابع:” سألني احد الاصدقاء ما علاقتك بالشيخوخة وكبار السن وانت في مهنتك الجراحية بعيد كل البعد عن عالم الشيخوخة، أجبته انني اعيش اليوم في عز الشيخوخة. بحلوها ومرها وبكل ابعادها وراحتها النفسية والجسدية، فتجربتي الشخصية تؤهلني لان اشارك ولو بدور بسيط في هذا العالم، الرائع والصعب والهنيء تارة والمعقد والبائس تارة اخرى. وهنا اود ان اقول: حتى تصل الى شيخوخة هانئة ومريحة يجب ان تعد لها إعدادا جيدا بالمحافظة على الصحة ومعالجة الامراض الطارئة من ارتفاع معدل السكر والضغط الدموي او الحالات الجراحية والنفسية التي قد تتعرض لها في عمر الشباب والكهولة. فالشيخوخة ليست بزائر يدق الباب ويدخل بل هي تتسلل تدريجيا الى حياتك فتتراجع قدراتك الجسدية والذهنية، وفي غفلة من الزمن تجد نفسك في عالم آخر يختلف تماما عن عالم الشباب والقوة والتحمل والمواجهة والانجازات والخيبات والفرح والحزن”.

وقال: “آمل في ان نحتفل العام المقبل باليوم العالمي لكبار السن وحالتهم الاجتماعية والصحية قد أحرزت تقدما بإقرار قانون ضمان الشيخوخة الذي يحفظ لكبار السن بعض حقوقهم المشروعة، وان تتحرك الدولة لاقامة دور رعاية لكبار السن بشقيها، الاقامة الدائمة والرعاية النهارية. لان التعمر يزيد والحاجة الى رعاية المسنين تتزايد، وعدم الاستجابة للواقع المستجد سيفاقم الصعوبات والمشاكل الاجتماعية”.

عربيد
والقى الدكتور عربيد كلمة الوزير حاصباني، فقال: “شرفني دولة نائب رئيس الوزراء وزير الصحة العامة الاستاذ غسان حاصباني بتمثيله في حفل افتتاح مؤتمركم السنوي الخامس بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن، وحملني اعتذاره لعدم تمكنه من الحضور، كما حملني تحياته لكم جميعا وتمنياته بدوام التوفيق والتقدم لمؤسستكم، وتمنياته ايضا بالتوفيق في اعمال مؤتمركم، وبما يعود بالخير على هذه الفئة الغالية من شعبنا”.

أضاف: “بداية، اننا نتوجه بالتحية الخاصة لمستشفاكم دار العجزة الاسلامي على الجهود الكبيرة التي تبذلون لتحسين مستوى الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين حتى اصبحتم المستشفى النموذجي حيث تتكامل خدماته للمسنين. فتحية لكم في هذه المناسبة ومؤسستكم تستأهل كل دعم ومساعدة”.

وتابع: “اخترتم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسنين، وعن دراية كاملة عناوين مهمة: العنوان الاول الشيخوخة الصحية، والثاني حقوق كبار السن. وكلنا ثقة من ان المحاضرين وهم معروفون بخبرتهم وسعة اطلاعهم سيعالجون المواضيع بشكل كاف ومفيد وواضح. فتحية لهم”.

وأردف: “أما نحن في وزارة الصحة العامة فسنطرح المواضيع من منظار النظام الصحي العام بواقعه وما نراه مستقبلا، وموقع كبار السن فيه. نحن نشدد، ونحن نتحدث عن صحة الشيخوخة، على أمر اساسي، وهو تسجيل النقص الكبير الحاصل في الاخصائيين في طب الشيخوخة. وهذا اختصاص كبير صعب، والنقص كذلك في الخدمات المرتبطة بهذا الاختصاص. ونعيش نفس الوضع مع اطباء الطوارىء. والسؤال هو لماذا الاطباء لا يقبلون على هذا الاختصاص؟ والجواب المنطقي مرتبط بفرص العمل والانتاج. ولا بد لوزارة الصحة العامة ان تعمل مع كليات العلوم الطبية ونقابتي الاطباء ونقابة المستشفيات للتوافق على خطة لتأمين حاجة البلد، وحتى جزء من المحيط من هذا الاختصاص. والدفع باتجاه بناء المؤسسات المتخصصة بعد تعديل في انظمة التعاقد والتعرفات وحقوق الجسم الطبي وسواها”.

وتابع: “أما صحة الشيخوخة، الانسان لا يخلق مسنا، وصحته تبدأ بالتكوين وهو في أحشاء أمه، ليمر بعدها عبر مراحل الحياة من الطفولة الى الشباب والانتاج الى السن المتقدم. وكل نجاح نحرزه في مرحلة ما، في مجالات الوقاية والتشخيص المبكر والمعرفة الصحية نكون نؤسس لصحة المسن. وعندها فقط نصبح قادرين على جعل العمر مجموعة ارقام 70 -80. وليس مجموعة عوارض”.

وقال: “لا نكتشف البارود اذا قلنا ان الوضع الصحي وخصوصا حال المسنين معقد، ويحمل الكثير من الشوائب. من جهة نسجل التضخم السكاني، بالنسبة للبنانيين نسجل الزيادة الطبيعية للسكان، نحن اليوم 4,355 ملايين عام 2016 بعد ان كنا 3,8 مليون منذ عشر سنوات. ونسبة المسنين 9,7% من عدد السكان. ومع التحسن الكبير في الامل في الحياة عند الولادة، واصبح 81,24 سنة دراسات 2016. وهذا يعني زيادة كبيرة في نسبة كبار السن. ويعني ايضا تعاظم المشاكل الصحية وبالذات امراض العصر، اضافة لمشاكل الحركة والسمع والبصر وغيرها من الامراض المزمنة”.

وأضاف: “الدراسة تؤكد ان معدل كبار السن قد يرتفع في العقدين القادمين الى حدود 15 -18% . المسنون يستهلكون (6%) من المعالجين على نفقة وزارة الصحة (30%) من الانفاق على الاستشفاء”.

واكد انه “في مقابل الزيادة الالزامية في حجم الحاجات الصحية للمسنين، وفي ظل غياب ضمان الشيخوخة، نسجل العامل الثاني المقلق جدا وهو تعاظم الفقر لدى اللبنانيين، دولة ومواطنين، ونسجل ايضا الفقر المدقع لدى المقيمين من نازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين”، معتبرا “انها معادلة صعبة ونحن نواجه الكثير من الصعوبات لتأمين الادوية للامراض المزمنة والسرطانية والمستعصية”.

وعن الحل، قال عربيد: “ان الوزارة ومنذ سنوات عملت على تطوير قطاع الرعاية الصحية الاولية، ولدينا شبكة جيدة من المراكز الصحية (220 مركزا)، وجرى تعزيز امكاناتها وتنويع برامجها لتكون قادرة على تلبية 70 -80% من حاجات المواطنين الصحية. وجرى توقيع اتفاق مع البنك الدولي لتأمين مبالغ جيدة لتطوير وضمان خدمات الرعاية الاولية للسنوات العديدة المقبلة. وبالتزامن مع المشروع الاول، عمل الوزير حاصباني على توفير الامكانات لتعزيز قدرات المستشفيات الحكومية لتلعب دورها في تأمين القسم الاكبر من خدمات التشخيص والعلاج بأقل كلفة ممكنة، ونعمل على الربط بين المستويات الطبية المختلفة عبر ما نسميه نظام الاحالة. وسعى دولته كذلك الى إقرار القانون الخاص بالرعاية الصحية الشاملة، وبالذات التغطية الكاملة للخدمات المقدمة للمسنين. دعونا نأمل خيرا”.

 

 

المصدر : الوكالة الوطنية للاعلام

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022