المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

كيف تحوَّلت صورة متسوِّلة إلى أيقونة للبُؤس و الوطنيَّة !؟

2921132072013-3bcf1292113.png

كثيرة هي الصورة التي تغني عن تكلف العبارات و الجمل الدالة و الأساليب البلاغية للتعبير عن بواطن قضايا المواطن البئيس، الذي يعيش على وقع التقلبات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية من حوله، دون أن يملك من أمره نفسه بلهَ غيرها شيئا مذكورا.

صورة سيدة مغربية طاعنة في السن فعل بها الدهر فعلته، و أردتها وقائع الأيام تعيش مستجدية من حولها من أجل لقمة عيش تسد بها رمقها، أضحت إحدى الصورة الأكثر تداولا على الصفحات المغربية بالفيسبوك، بمناسبة كمناسبات المهرجانات و الأفراح و الإخفاقات الوطنية و قضايا الفساد، أو بدون مناسبة.

تكمن رمزية السيدة “المغرب” كما سماها أحدهم في الصرَّة التي اتخذتها من العلم المغربي تشد بها ممتلكاتها إلى ظهرها المحدب، و كأنها تخاطب من حولها في زمن الفساد و النّهب و السلب أنْ هذا كل ما لي من هذا الوطن، على أمل أن يتسع و صدور المنظمات و الجمعيات النسائية لأمثالها، من اللواتي انتهت صلاحية إمكان توظيف أنوتثهن على موائد المقامرة الحقوقية.

أن تشدَّ علم بلدها و رمز وحدته إلى ظهرها رسالة إلى من جعلوا الوطن تحت أقدامهم أو مربوطا إلى خُصورهم، يصونونَه بقدر ما يحملهم و يملأ أجوافهم، حيث علق أحدهم قائلا “راه فعلا نّيت الدّراوش هوما لي هازّين المغرب ماشي لّي كيحلبوه”. علمٌ رغم تنقّله و كثرة عقده و حَلِّه، في حِلِّه و ترحاله ظل سليما معافى مؤدِّيا لدوره، عكس أرباعِ و أثلاث أعلام مزقتها رياح التغيير و التقلبات، منتصبة موقف مؤسسات الدولة، لا تجد من يرق لحالها ليستبدلها.

المصدر

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022