المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

مفاهيم خاطئة تؤثر في الحالة النفسية للمسن

الصحة النفسية للمسنين

مفاهيم خاطئة تؤثر في الحالة النفسية للمسن

ويقصد بالصحة النفسية مدى قدرة المسن على التوافق مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه وهذا يؤدي به الى التمتع بحياة خالية من الأزمات والاضطرابات وأن يرضي عن نفسه وأن يتقبل ذاته كما يتقبل الآخرين فلا يبدو منه ما يدل على عدم التوافق الاجتماعي بل يسلك سلوكا معقولا يدل على التوازن الانفعالي والعاطفي والعقلي في ظل مختلف العوامل وتحت تأثير كل الظروف00ويعد من الخطأ القول أن كبار السن طاقة غير منتجة ويمثلون عبئا على المجتمع وخاصة على صغار السن إذ يفوتون فرص العمل على هؤلاء 00والصحيح أن غالبية الناس يعملون(خاصة في الدول التي ليس لها نظام معاش شامل) حتى سن متقدم من العمر اذ يقع على عاتقهم مساندة أنفسهم وغيرهم0فكما يوجد الملايين من كبار السن يعملون مقابل أجور فان هناك ملايين آخرون لا يتقاضون أجورا مقابل ما يقومون به من أعمال وتعتبر مشاركة كل من الأسرة قادة المجتمع مسئولي الرعاية عن الأطفال والمرضى والمستشارين ومسئولي الثقافة 00سواء أكانوا يتقاضون أجورا ام لا) تعد مشاركتهم في عملية التنمية أمرا حيويا وفعالا كما انه من الخطأ القول بأن كبار السن لا يستطيعون تعلم المهارات جديدة واكتساب معلومات اذ هم ليسوا في حاجة الى التعليم أو التدريب 00 بل لقد ثبت بالدليل أن الشخص المسن لديه المقدرة على التعلم كمثل غيره من صغار السن ولكن قد ينقصه عامل الممارسة أولا يكون لديه الثقة في مدى قدراته لفعل ذلك وكما هو معروف ان الفرد المسن يرغب في تعلم واكتساب مهارات جديدة وذلك أما ليتمكن من تحسين معيشته أو ليتمكن من استغلال وقت فراغه في شيء نافع لذلك فان مقدار ما يتعلمه الشخص الكبير في السن من مهارات ومعرفة وخبرة يكون بمقدار مشاركته ومساهمته في نمو مجتمعه 00 انه من الخطأ أيضا القول ان كبار السن يفقدون روح المساعدة وقد لا يقدرون على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم 00 ان الشخص المسن هو الوحيد الذي يعرف ما يريده ويحتاجه من دعم ومساندة ولكن في بعض الأحوال الاستثنائية قد لا يستطيع المسن اتخاذ قراراته وهذا يحدث للبعض في بعض الأحوال الاستثنائية وهذا كما يحدث لبعض صغار السن اتخاذ قراراته بنفسه فان خبراته أيضا تعد مفيدة إذا دعت الحاجة لشيء يخدم المجتمع00

هل تبدأ الشيخوخة عند السن ال 60 :-

ان سن أل 60 الذي حددته الحكومات والمؤسسات ليكون سنا للشيخوخة أو سنا للمعاش وهو في واقع الحياة وخبراتها يختلف عن ذلك إذ هناك أشياء كثيرة تؤثر في سن الشخص فنجد بعض الناس ربما يكون مسنا وهو لم يتجاوز ال35 سنة وهناك البعض الآخر يعيش حياة منتجة وبناءة بعد مجاوزة ال100 عام ، ففي بعض الأماكن لا يحدد الشخص عمره بالسنين التي عاشها بل بما أنجزه من أعمال 00

تتبلد عواطف المسن :-

تتغير أحاسيس ومشاعر كل فرد منا على مدار حياته ولكن لا يعني التقدم في السن توقف تلك المشاعر والأحاسيس 0 يقال خطأ ان كبار السن عرضة للضعف والوهن وعدم المقدرة على فعل الأشياء وقد يكثر حدوث الظروف الصحية في السن المتقدم ولكن لا يعني هذا حتمية المرض والإعاقة في سن الكبر ، عامة ، فان الأشخاص الأصحاء طوال حياتهم هم عرضة للمرض المزمنة والإعاقات عند تقدم السن بهم 00

دائما ما ينسي المتقدم في السن (المسن ) !! ان الذاكرة تتغير مع العمر وقد نجد الشخص المسن لا يستطيع تذكر بعض الأشياء ، ولكن الجزم بان كبار السن دائما ما ينسون تذكر الأشياء غير صحيح – فهناك أمور كثيرة قد تؤثر في القدرة على التذكر في أي مرحلة عمريه ومن تلك التغيرات التي تؤثر على الذاكرة القلق – الضغوط النفسية والاكتئاب 00

ويمر المسن في مرحلة الشيخوخة بعدة تغيرات حادة :-

* متغيرات اجتماعية واقتصادية 0

* متغيرات عصبية جسمانية تنعكس على الحالة النفسية 0

* الاضطرابات النفسية والعقلية للمسنين 0

لكل ما سبق نتبين لماذا تزداد نسبة إصابة المسن بالاضطرابات النفسية والعقلية حيث تزداد النسبة من 20% الى 37 – 30 % في المسنين أولئك الذين يعيشون في مؤسسات رعاية المسنين

الاضطرابات ألذهانية :-

وتتمثل في الاضطراب الذهني وضلالات الاضطهاد والاضطرابات الوجدانية

الاضطرابات العصبية :

وتتمثل في القلق والوساوس القهرية المختلفة وتوهم المرض وترتفع نسبتها في المسن الذي تقل قدرته التأقليمية في الحياة العامة
الشيخوخة والمرض النفسي :-

ان سن الشخص أو وضعه لا يعد سببا لإصابته بالاكتئاب وذلك لان الاكتئاب مرض يمكن علاجه ان معظم المصريين كبار السن ليسوا مكتئبين انهم يمارسون حياة نشطة ومنتجة حتى هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أمراض عضوية او تدهور مالي ، أو فقدان القارب لا يزالون ينعمون بصحة نفسية جيدة وعلى الرغم من حدوث العديد من الأمراض النفسية في متأخر العمر الا أنها ليست حتمية الحدوث في فترة الشيخوخة ان بعض كبار السن (المسنين) يعانون من بعض مظاهر القلق التوتر اضطرابات النوم الشعور بالوحدة – العزلة – الاجتماعية – الخوف من تركهم بلا اهتمام ويعتبر الاكتئاب من اشهر الأمراض النفسية ويعد السبب المؤدي الى تفشي حالات الانتحار بين المسنين وقد تحجب بعض الشكوى الجسمانية الأعراض المصاحبة للاكتئاب ، ولقد أوضحت الدراسات أن المسنين الذين يعانون من الأفكار الانتحارية قاموا بزيارة الطبيب المعالج لهم في الشهر الذي ظهرت فيه هذه الأعراض ولم يكن هذا الطبيب طبيبا نفسيا مختصا ومن ثم لم يحصل هؤلاء على العلاج المناسب لمثل حالاتهم وهو ما قد يمثل لدى المسن خطورة خاصة انه يساعد على تصعيد بعض الأمراض الطبية الأخرى فلقد أوضحت الدراسات ان الاكتئاب يزيد من معدل الإصابة بالأزمات القلبية والعدوى الخطيرة فعلى سبيل المثال يرجع بعض الأمراض القلبية الى حدوث بعض التغيرات البيوكيميائية داخل مخ الشخص المكتئب وينجم عنها ازدياد عدد ضربات القلب وارتفاع نسبة الكلوسترول في الدم بينما يرجع البعض الآخر تلك الأمراض التي تحدث للقلب الى عدم اهتمام هؤلاء الذين يعانون من الاكتئاب بنظام التغذية والكشف الطبي – ومعالجة ضغط الدم المرتفع لذلك يصابون بالأزمات القلبية التي قد تؤدي الى وفاتهم ان الأمراض النفسية التي قد تصيب المسنين قد تنجم عن بعض الأمراض العضوية الأخرى كمشاكل الغدد الصماء (انخفاض وظيفة الغدد) التهاب المفاصل وضعف السمع أو البصر التي يعاني منها نصف هؤلاء المترددين على العيادات النفسية وكذلك السرطان ، الارق – السكر ، الجلطات الدماغية – الأنفلونزا ) في بعض الحيان قد تخطئ في تشخيص الاكتئاب لدى المسنين ففى بعض الحالات قد تشخص حالات فقدان الذاكرة والقلق والارتباك التي تصحب الاكتئاب على أنها أعراض مرض الزهايمر فلو كان الأمر كذلك وكانت هذه الأعراض هي أعراض مرض الزهايمر (التدهور التدريجي في وظائف العقل) فلا ينفع حينئذ العلاج بل قد تؤدي تلك الأعراض الى الموت – ولكن قد يمكن بالعلاج المناسب القضاء على هذا المرض وفي الختام ان لدينا رؤية متفائلة نحو هؤلاء المسنين وذلك من منطق أيماننا بأن كبار السن لديهم القدرة على العيش حياة سعيدة وذات مغزى بالرغم من ضغوط الشيخوخة وأعبائها وما يصاحبها من أمراض عضوية ولكن إذا تم تشخيص نوع الاكتئاب الذي لديهم وتقديم العلاج المناسب لهم كان ذلك يؤدي الى نتائج مبهر.

المصدر…..

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022