المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

منتجع المسنين وشبرة «الشينكو»

 

 

في بداية شهر أكتوبر من عام 2000 دخلت عليهم وسألت احدهم: (يبا) كل عام وأنت بخير اليوم يصادف (اليوم العالمي للمسنين) وطلبة الجامعة جزاهم الله خير مسويين لكم حفلة.. شرايك (نروح) نحضر هذا الحفل ونشاركهم الفرحة؟ التفت علي قائلا: ممكن تطلع وتغلق الباب؟ ولا تنس تطفئ الأنوار.. بتجاهل تام.. يمدد جسده على سرير نومه، يسرح بنظره للأعلى، يطلق العنان لتفكيره، يتجاهل وجودي وطلبي، بدأ (يتحلطم) يردد كلمات غير مفهومة، حاولت التقرب لأفهم ما يقول، يدير وجهه ناحيتي قائلا: (للحين ما طلعت؟) اتجهت للمسن الآخر علّي انجح في انتشاله من سجن أيامه وأحواله التي يعيشها ورفاقه!! عمي شلونك اليوم؟ يلتفت باتجاه مصدر الكلام: منو (الإخصائي)؟ اي نعم… يالله عمي تجهز اليوم في حفلة بمناسبة اليوم العالمي للمسنين.

كل عام وانت بخير… يقوم المسن من على سريره بحركة سريعة على غير عادته متجها الى نافذة غرفته التي تعود الوقوف أمامها لساعات طويلة.. يطلق العنان لناظريه باتجاه المنازل القريبة من مأواهم تختلط نظراته بأصوات السيارات. يستمر على هذا الحال دون حراك. (ها يبا ليش ما تبدل ملابسك ونروح نلحق على الحفلة)؟ يستمر في الصمت المطبق.. بدأ بالبكاء كعادته عندما يتأزم نفسيا عند كل موقف! يحاول اخفاء دموعه عني.

احاول احترام مشاعره.. اقتربت منه: عمي قلنا وأكررها.. تأزيم وضعكم الذي أنتم فيه لا يفيدكم بل يزيدكم ألما وحسرة، وبكاؤكم لا يعيد لكم أبناءكم أو يحملكم على بساط الريح ليعيدكم ثانية لبيوتكم (ادرك ان كلامي كطعن رماح تغرز في صدره فالواقع يتطلب قبوله قسرا!!) كفكف دموعه والتفت ناحيتي: (عيل) روح قول لهم (يقصد منظمي الحفل) ليوفر كل واحد منهم جهده ويعمل على إرجاعنا الى بيوتنا ونتعهد لهم بأننا لا نطالب بأكثر من غرفة من (الشينكو) تنصب على أسطح منازلنا أو بجانب ملحق الخدم نشتم فيه رائحة الحيطان ونستنشق هوا وجودنا و(نتلحف) بغبار زماننا ويشنف مسامعنا اوركسترا صيحات أحفادنا وصراخ من في البيت هذا برنامج احتفالنا بيوم المسنين إذا أردتم الاحتفاء بنا.

في بيوتنا اختطت حدود كرامتنا وامتدت معاني آدميتنا وانصانت حروف كلماتنا المؤسسة لقواعد تربية أبناء ترعرعوا حتى كبروا فلم يكن بين تلك الحروف جحود ولا حتى عقوق حتى نقبع اليوم في هذا المكان ونقترب اكثر لمثوانا الأخير في موقع يأخذ من مقبرة الصليبخات جارا له!! حضرة الأخصائي أتعهد لأبنائنا وزوجاتهم وأحفادنا بأننا لن نؤذيهم بمطالبنا ولا (بحنتنا) عليهم.

في عام 2010 قمت بزيارة الزملاء واستذكرت معهم معاناة العمل فدار النقاش حول اقتراح انشاء منتجع لكبار السن في الكويت وخلص نقاشنا المشارك فيه أطراف نعتبرهم حينها خبراء في رعاية كبار السن الى تأييد رأي ذلك المسن ببناء شبرة (شينكو) فوق بيته او عند ملحق الخدم أجدى نفسيا وانسانيا من إيداعه في منتجع 7 نجوم.

 

 

 

المصدر : الانباء الكويتية

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022