المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

​مُسِنّون في غزة بانتظار “يد حانية” تكافئ عطاءهم

 

 

44 مسنًا يأويهم مركز لرعاية المسنين في قطاع غزة بشكل شامل، لكن أعدادًا أخرى لا تزال بحاجة إلى مثل هذه الرعاية في ظل ضعف التمويل، لاسيما بعدما ألقت الإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة منذ مارس/ آذار الماضي بظلالها على مناحي الحياة الإنسانية كافة.

وأظهرت إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن عدد المسنين في القطاع يبلغ 80 ألفًا و826 مسنًا.

وشكلت نسبة الأفراد الذكور 60 سنة فأكثر في العام 2017 في فلسطين 4.6% مقابل 5.4% للإناث، بنسبة جنس مقدارها 88.5 ذكرًا لكل 100 أنثى.

وتشير البيانات إلى أن نسب الفقراء بين المسنين في القطاع بلغت 46.5%، كما بلغت نسبة المسنين الذين يعانون الفقر المدقع فيه 34.7%.

ووصلت نسبة المسنين من ذوي الصعوبات (اعاقات) 45.7% في قطاع غزة. وتعد الصعوبة _الإعاقة الحركية_ الأكثر انتشارا بين المسنين، إذ بلغت 30.6% في القطاع تلتها الصعوبة _الإعاقة البصرية_.

وكانت نسبة المسنين المؤمنين صحيا في غزة 97.2%، وفق النتائج الإحصائية.

وأوضحت البيانات أن 14.4% من الأسر يرأسها مسن في القطاع، وأن متوسط حجم هذه الأسر يكون في العادة صغيرًا نسبيًا، إذ بلغ متوسط حجمها 4.3 أفراد.

وبحسب الإحصاءات، 93.5% من الذكور المسنين في فلسطين متزوجون مقابل 54.0% من الإناث المسنات متزوجات، في حين بلغت نسبة الترمل 5.2% بين المسنين الذكور، مقابل 37.0% من بين الإناث المسنات خلال 2017.

وتشير المعلومات إلى نسبة عالية من المسنين الأميين، فقد بلغت نسبة المسنين الأميين 25.7% وهم يمثلون 62.6% من الأميين (15 سنة فأكثر) في المجتمع الفلسطيني ككل.

ولم ينهِ 42.0% من المسنين في فلسطين أي مرحلة تعليمية (25.7% للذكور و56.4% للإناث)، في حين لم تتجاوز نسبة المسنين الذين أنهوا دبلومًا متوسطًا فأعلى 15.1%.

عبء مالي

يقول مدير مركز الوفاء لرعاية المسنين بسمان العشي: إن مركزه الوحيد في قطاع غزة الذي يأوي المسنين إيواء شاملا منذ نحو 40 عاما، بشكل مجاني، لافتا إلى وجود مراكز أخرى تقدم خدمات نهارية وتغلق أبوابها ليلًا.

ويضيف العشي، لصحيفة “فلسطين”: المكان في المركز يتسع لـ80 مسنا، لكن الموجود حاليا 44 مسنا، وعلى قائمة الانتظار 36 امرأة و20 رجلا من المسنين، لكن المركز، الذي لا تموله جهة رسمية، لا يستطيع استيعابهم لأن من شأن ذلك زيادة العبء المالي.

ويفيد بأن مركزه يأوي كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاما وليس لهم مأوى أو قدرة على العناية بأنفسهم على صعيد الخدمة الطبية والمأكل والمعيشة، ويكونون من ذوي الاحتياجات الخاصة نتيجة الكبر كالإعاقة الحركية أو الذهنية، أما المسنون الذين يستطيعون العمل وأن يكونوا فاعلين في المجتمع ليسوا ضمن من يستقبلهم المركز.

ويرى العشي أن المسنين الذين ليس لديهم أقارب يهتمون بهم “فئة غير معلن عنها في الإحصائيات”.

ويشير إلى أن رعاية هؤلاء المسنين تحتاج تكلفة عالية جدا، خصوصا بعد الأحداث الاقتصادية في القطاع، في ظل الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة منذ مارس/ آذار 2017، وتشمل الخصم من رواتب موظفيها بغزة دون الضفة الغربية، بنسبة 50%، وتمس قطاعات حيوية كالكهرباء والصحة وغيرها.

وينبه إلى أن التبرعات المقدمة للمركز انخفضت، وبات يعاني من ضائقة مالية كبيرة جدا يصعب معها توفير الحياة الكريمة للمسنين.

ويقول العشي: إن المركز يقلل من مصروفاته ولا يوفر رواتب للموظفين حتى لا يمس الخدمة المقدمة لهؤلاء المسنين.

ويضيف أن أي مركز في أي دولة مستقلة تتحمل مسؤوليته الحكومة بشكل كامل، لأن كبار السن كانوا يوما منتجين للمجتمع مدرسين ومحامين وغير ذلك، مطالبا حكومة رامي الحمد الله بتحمل مسؤولياتها تجاه العناية بكبار السن وتوفير احتياجاتهم.

ويؤكد أنه إذا لم يعتنِ المجتمع بكبار السن، فهذا يعني أن فيه “خللًا”؛ لأن كبارنا لديهم خبرات ومعرفة لا بد من نقلها إلى الشباب والأطفال، فخبرة المسنين وقوة الشباب تنتج جيلا فاعلا لمستقبل فلسطين.

وتأسس مركز الوفاء في 1980 كأحد برامج جمعية الوفاء الخيرية وهو مركز أهلي خيري غير ربحي، ويقول المركز: إنه الوحيد لإيواء ورعاية المسنين في قطاع غزة مجانا لمدى الحياة.

 

 

 

المصدر : فلسطين

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022