المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

«قط آلي» لخدمة كبار السن ومؤانستهم في وحدتهم

لندن – «القدس العربي»:

يعمل باحثون أمريكيون مختصون في مجال الذكاء الصناعي على إيجاد حل لمشكلة الوحدة والعُزلة والفراغ التي يعاني منها كبار السن في العالم، حيث يجري تطوير «قط آلي» من شأنه ملء بعض الفراغ الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص.
ومن شأن القط الآلي أو «القط الروبوت» أن يكون في خدمة المسنين الذين يواجهون صعوبات في القيام ببعض المهام اليومية بحيث يكون مساعداً لهم ومؤنساً في حياتهم.
وقالت قناة «سكاي نيوز» التي استعرضت الفكرة في تقرير لها إن «القط الآلي» هو مشروع مشترك بين جامعة براون في ولاية رود آيلاند في الولايات المتحدة، وشركة «هاسبرو» لصناعة الألعاب، وقد حظي المشروع بدعم مالي من مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية بثلاثة ملايين دولار بهدف تنفيذه.
وعلى الرغم من أن «القط الروبوت» متوفر للبيع منذ عامين بنحو 100 دولار أمريكي، إلا أن الباحثين يرغبون في دمج الذكاء الاصطناعي ليكون قادرا على القيام بمهارات أكثر من التي يؤديها حاليا.
ويعمل الباحثون على حصر الأنشطة التي تتطلب مساعدة ملحة لكبار السن من قبل «القط الروبوت» ومن بينها العثور على الأشياء المفقودة، وتذكير الشخص بتناول الدواء أو مواعيد زيارة الطبيب.
ويتميز «القط الروبوت» عن القط الحقيقي في أنَّ الأول لا يحتاج إلى عناية خاصة من مرافقته، لا سيما في ما يتعلق بنظافته الشخصية.
وقالت سيدة أمريكية تبلغ من العمر 93 عاما إن تجربتها مع «القط الروبوت» الذي اشترته العام الماضي «رائعة للغاية» وأضافت أنها لا تشعر بالوحدة طالما أنه بجوارها.
وعلى الرغم من أنَّ المشروع لا يزال في مراحل تطويره الأولى، فإن الباحثين أكدوا أنهم لا يريدون تقديم وعود «غير واقعية» لما يمكن أن يقوم به «القط الروبوت».
وتشهد تكنولوجيا صناعة «الإنسان الآلي» أو «الروبوت» تطوراً هائلاً منذ سنوات، حيث يخشى بعض العلماء أن تصل إلى درجة تخرج فيها عن سيطرة البشر، وهو ما يعني أنها ستتسبب في هلاك البشرية بأكملها.
وتم مؤخراً اختبار أحدث ابتكار لـ»روبوت» يقوم بالعديد من الأعمال الانسانية ويُدعى «ANYmal» في مختبر أنظمة الروبوتات في مدينة زيورخ السويسرية، حيث ظهر الإنسان الآلي الجديد وهو يقوم بطلب المصعد الكهربائي، كما يأتي الروبوت الذي كان قيد التطوير لأكثر من عام بأربعة أرجل.
ويواصل المختبر عملية البحث في كيفية استخدام أرجل الـ»روبوت» من خلال القيام بمهام بسيطة للغاية، كما أتقن «ANYmal» تسلق الأدراج ببطء.
وأصدر مركز الروبوتات والميكاترونيكس في ألمانيا مؤخرا، النسخة التجريبية من الروبوت «David» وهو يقوم بثقب كتلة من الخرسانة.
واختبر المركز أيضا الروبوتات التي تعمل بشكل تعاوني مع البشر، وفي أيلول/سبتمبر من العام الماضي عمل «روبوت» آخر كمعاون مع رائد في وكالة «ESA» في الفضاء.
وفي حين أن الروبوتات تثبت نفسها في المهام الميكانيكية التي تتطلب قدرا من الدقة والتكرار، يقول الباحثون إنها قد تستغرق 40 عاما قبل أن تنجح في التحديات الأكثر تعقيدا.
وأوضحت دراسة أجرتها جامعتا أكسفورد وييل، استنادا إلى أفكار أكثر من 300 خبير في الذكاء الاصطناعي، أن الروبوتات ستتمكن من إنجاز جميع المهام البشرية بحلول عام 2053.
وفي تطور آخر، نجح علماء التكنولوجيا في ابتكار «روبوت» يمكنه مساعدة الأشخاص العاديين والمسؤولين السياسيين على اتخاذ القرارات المناسبة بما في ذلك التصويت في أي انتخابات أو قرارات يتم التصويت عليها كالقوانين التي تصدر عن البرلمانات.
وهذا الروبوت هو الأول من نوعه في العالم، ويتمتع بذكاء أعلى من أي «روبوت» آخر بسبب كونه لا يقدم مساعدة مادية آلية، وإنما يساعد الشخص على التفكير واتخاذ القرارات المناسبة، لكن هذا النوع من الإنسان الآلي يشكل جرس انذار لخطر كبير يواجه البشرية، وهو أن «الروبوت» قد يحكم العالم يوماً وربما يتفوق في قدراته على البشر العاديين.
ويحمل الروبوت الجديد الخارق اسم «نايغل» وهو متخصص في تقديم المساعدة فيما يخص القرارات السياسية.
وقالت جريدة «دايلي ميل» في تقرير لها إن هذا الروبوت طوره باحثون في شركة «كايميرا سيستيمز» الأمريكية العملاقة التي تأسست عام 2012 وتتخصص في بحوث الذكاء الصناعي، وتقول على موقعها الالكتروني إن الخبراء فيها وضعوا نتائج بحوثهم المستمرة منذ أكثر من 60 عاماً في مجال الذكاء الصناعي. ووصفوا الرجل الآلي الجديد أنه «أول ذكاء اصطناعي في العالم يحاكي البشر».

المصدر : القدس

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022