المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

4 مراكز خدمية جديدة لـ «كبار السن»

4 مراكز خدمية جديدة لـ «كبار السن»

172899_0

كشف السيد علي عبدالله المراغي، مدير إدارة البرامج بالمؤسسة القطرية لرعاية المسنين «إحسان»، عن تفاصيل خطة البرامج الجديدة المقرر تنفيذها خلال الفترة المقبلة، والتي تتضمن تأسيس 4 مراكز خدمية جديدة لـ «كبار السن». أكد المراغي في حوار خاص مع «العرب»، أن الخطة تشمل حزمة من الفعاليات والأنشطة الهادفة إلى استقطاب فئة كبار السن من الرجال ودمجهم في المجتمع، وزيادة عدد مراكز خدماتها من 3 إلى 7 مراكز تتوزع في أنحاء البلاد. وقال: إن المؤسسة تتواصل مع عدة جهات حكومية من بينها إدارة المرور ومستشفى حمد لتوفير خدمات مماثلة لما يحصل عليها فئة ذوي الإعاقة. وأضاف: «لن نصل إلى مرحلة الرضاء الكامل عن جهودنا في رعاية ودمج كبار طالما لم نحقق هدفنا الرئيسي، وهو خروج آخر نزيل من دار الاستضافة، وعودته إلى مجتمعه الأسري الطبيعي»، موضحاً أن المؤسسة تأمل تقديم خدماتها لـ29 ألف مسن من مواطنين ووافدين في قطر، حسب آخر الإحصاءات الرسمية، وإن كان تحقيق هذا الهدف مرهون بتوافر الإمكانات. وبين أن كبيرات السن، هن الأكثر إقبالاً على برامج «إحسان» مقارنة بالرجال ممن يعيشون حالة من العزوف عن المشاركة الفعالة في هذه البرامج». وتابع: خطة البرامج الجديدة تتلافى سلبيات ما تم تنفيذه من برامج سابقة، موضحاً أن «إحسان» سوف تنفذ خطة انتشار إعلامية بكافة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي للتعريف بما تقدمه من خدمات، مستبعداً في الوقت إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة لكبار السن،

 

 

وقال: لا يبدو أن مثل هذا المشروع غير مطروح حالياً، وتحدثت عن الكثير من الخدمات الجديدة التي ستقدمها المؤسسة في الحوار التالي مع «العرب»:

¶ بداية ماذا عن الجديد في خطة برامج المؤسسة تجاه كبار السن؟

– حقيقة لا نقف في المؤسسة عند حد معين في برامجنا، ونهدف دائماً إلى تحقيق الأفضل من خلال تقييم المراحل المنفذة السابقة من خطة البرامج، وتلافي السلبيات الموجودة في البرامج الجديدة، وتوجد لدينا برامج موجهة للمسنين الذين تزايد أعدادهم المستهدفة من البرنامج إلى الضعف، وستكون هذه البرامج مخصصة في جانب كبير للمسنين أنفسهم.¶ حدثنا عن ماهية هذه الزيادة وفي أي جانب من البرامج المنفذة؟

– هي في عدد المستهدفين من كافة البرامج المنفذة بالفعل فمثلاً مسابقة «رتل الآيات» كانت تستهدف 100 مسن في السنة الأولى، وشارك فيها 81 متسابقاً، وفي السنة الحالية استهدفنا 300 مشارك، اشترك منهم 220، ونسعى العام القادم إلى زيادة عدد المشاركين إلى 500 مسن، وخلال الفترة الماضية كنا نركز العمل على مبنى النزلاء الاجتماعي التابع للمؤسسة، والآن نذهب إلى المسنين أنفسهم من أجل توصيل أهداف برامجنا إليهم، وتتعلق بالدمج في المجتمع، والتوعية بكافة أنواعها الصحية والنفسية والصحية وغيره.

مع أي الجهات تقومون بتنفيذ برامجكم إلى المسنين؟

– هي المراكز المتخصصة مثل مراكز تحفيظ القرآن الكريم، والمراكز الاجتماعية الموجودة في أنحاء البلاد، وبدأنا عمل مراكز مصغرة داخل هذه المراكز الموجودة، وهي بمثابة شبكة تواصل مع المراكز الموجودة بالفعل من أجل توصيل أهداف وخطط برامج المؤسسة، الاجتماعية والنفسية، ومنها الدورات في استخدام جهاز «الآي فون» و«الآي باد»، زيارات معالم قطر، ودورات في الجانب النفسي، وقد نفذنا برامجنا بالفعل في 3 مراكز، ونهدف في خطة البرامج الجديدة لزيادة عدد المراكز المقدمة للخدمة إلى 7 مراكز، وهي مراكز تابعة لجهات يتواجد فيها مسنون، مثل مراكز الدعوة، ومركز قدرات، وفي منطقتي الرويس، والعزيزية الجديدة، والوكرة الجديدة إلى جانب المراكز الحالية في معيذر والدحيل والخور، ونقدم برامجنا لكبار السن بالتزامن مع هذه الخدمات، في هذه المراكز، وهي بمثابة قيمة مضافة إلى الخدمة الأساسية لهذه المراكز.

¶ ماذا إذن عن أوجه التعاون مع الأجهزة الحكومية لتنفيذ برامج كبار وتحويلها من خدمات مركزية تابعة وترعاها المؤسسة إلى جزء من خدمات المؤسسات الحكومية؟

– دعنا أولاً نتفق على شيئين، الأول أن «إحسان» تقدم نوعين من الخدمات حالياً، الرعاية المنزلية للمسنين داخل بيوتهم وتشمل الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية، فضلاً عن الخدمات المتوافرة في مبنى النزلاء المتواجدين، وكإدارة برامج نقدم أنشطة وفعاليات للمسنين في الجانب النفسي والاجتماعي.

¶ ألا يوجد عدد محدد من كبار السن تستهدف المؤسسة تقديم خدمات لهم عبر خطة إدارة البرامج الجديدة؟

– تهدف «إحسان» بكافة إدارتها إلى تقديم الخدمات لنحو 29 ألف مسن متواجدين في قطر حسب آخر الإحصاءات الرسمية المعتمدة، ولكن الأمر يتوقف على مدى توافر الإمكانات، وهي بصورتها الحالية لا تسمح، ودورنا أن نقدم خدماتنا في جوانب التوعية النفسية والاجتماعية والصحية لكل من تجاوز الستين عاماً، ويوجد بإدارة البرامج قسمان، الأول، التوعية وتثقيف المجتمع بكافة فئاته من مرحلة الطفولة من خلال توجيه الأطفال لمعرفة كيفية التعامل مع كبار السن، وكذلك في باقي المراحل العمرية من الشباب في المدارس والجامعات، ومن هم في مرحلة النضج، ومرحلة ما قبل الشيخوخة، وتشمل المرحلة من 50–60 عاماً، وكيفية استعداد الشخص لهذه المرحلة مبكراً، حتى لا يصاب بالانطواء والتعرض لأمراض جسدية ونفسية، بينما يتناول القسم الثاني بإدارة البرامج الأنشطة والفعاليات.

¶ هل يوجد لديكم رصد وقياس تأثير هذه البرامج وقدرتها على تحقيق المستهدف منها مع كبار السن، فيما يتعلق بالرعاية والدمج وغيرها؟

– دعني أتحدث أولاً عن الإيجابيات بهذه البرامج، وتكمن في أنها تنطلق من دراسات واضحة ودقيقة وعملية، وتبدأ في نطاق تجريبي محدود أولاً لقياس مدى نجاحها، لأنه ليس لدينا استعداد لطرح مشروع أو برنامج على نطاق واسع دون التأكد أولاً من صلاحيته وخلوه من الثغرات السلبية، التي تظهرها المرحلة التجريبية، وقد حققت الدورات النفسية والاجتماعية والصحية واستخدام التكنولوجيا إقبالاً كبيراً على هذه النوعية من الدورات، خاصة التكنولوجية المتعلقة بكيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وفرت وسيلة بديلة للمسن في التواصل والاندماج مع أسرته، وكذلك مسابقة «رتل الآيات» التي حظيت بإقبال كبير من كبار السن، الذين يحصلون منها على حافز نفسي كبير يدفعهم لمزيد من الاندماج والتعامل بإيجابية.

¶ ماذا إذن عن السلبيات؟

– صراحة لم نوفق حتى الآن في استقطاب عدد كبير من الرجال كبار السن من خلال البرامج المنفذة، مقارنة بكبيرات السن، وهن الأكثر تفاعلاً مع كافة البرامج، ولكننا نسعى في خطة البرامج الجديدة إلى الوصول فئة الرجال من خلال فعاليات وبرامج متخصصة لمواجهة عزوفهم عن المشاركة، وهذه النقطة بمثابة تحد لنا العام الحالي.

¶ كيف ستحاولون استقطاب فئة كبار السن من الرجال في برامجكم الجديدة؟

– من خلال فعاليات متنوعة مثل السفر والرحلات البرية والبحرية لمحبي هذين النوعين من الرحلات، بالإضافة إلى برنامج «أعين وأعاون» ويعتمد على الاستفادة من خبرات كبار السن الذين وصلوا مرحلة المعاش، في تقديم دورات في مجال أعمالهم السابقة، مثل التخطيط الاستراتيجي، وفي إدارة المؤتمرات، على سبيل المثال، واعتماداً على ما يملكونه من خبرات، وبذلك يكونون فاعلين، سواء كانوا من منفذي البرنامج أو متلقيه، وبالتالي يحقق البرنامج هدفاً مزدوجاً في الجانبين، كما يوجد لدينا برنامج «جناح الرحمة» ويقدم دورات في المدارس حول كيفية التعامل مع كبار السن، ويقدمها الخبراء من هذه الفئة للطلاب. وتحقق هذه البرامج إنهاء عزلة كبير السن ودمجه في المجتمع، والاستفادة من قدراته.

¶ هل يوجد تنسيق ودعم حكومي للمؤسسة في تنفيذ هذه البرامج؟ أم أنكم تعتمدون فكراً وإنتاجاً على ما لديكم من قدرات وإمكانات؟

– سيكون لدينا تواصل مع المؤسسات والوزارات ويعتمد على عقد لقاءات مع هذه الجهات، وبهدف إعطاء دورات مصغرة لموظفي هذه الجهات في مهارات التعامل مع كبار السن في الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية، لتحريك المشاعر الداخلية لهؤلاء الموظفين ممن لديهم آباء كبار السن، وفي مرحلة تالية سنطالب الوزارات بتنفيذ ما يمكن أن تقدمه من خدمات للمسنين تليها في مرحلة تالية إقامة ندوة تقوم فيها كل جهة بطرح ما لديها من خدمات لهذه الفئة، ثم إصدار كتيب شامل للخدمات التي تقدمها كل وزارة على حدة، وتوزيعه على كبار السن حتى يتعرفوا على هذه الخدمات، وللعلم فإن هناك خدمات كثيرة متاحة بالوزارات لكبار السن الذين لا يعرفون عنها شيئاً، وتهدف «إحسان» إلى توعية المسن بحقوقه في المجتمع، ودفع الوزارات والجهات الحكومية إلى تقديم مزيد من الخدمات لهذه الفئة.

¶ هل تنوون إنشاء قناة فضائية خاصة لتوعية المجتمع بأهمية كبار السن ودمجهم والاستفادة من خبراتهم؟

– ليست متاحة في الأمد المنظور، ولكننا سوف ننفذ خطة إعلامية تشمل برامج تلفزيونية متكاملة تتناول كافة ما يتعلق بالمؤسسة القطرية لرعاية المسنين، وما تقدمه خدمات توعوية في الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية، ولا أتوقع أن تكون لدينا مثل هذه القناة الفضائية، لأن مؤسسات المجتمع المدني شبه حكومية، وكل مؤسسة تخدم شريحة صغيرة من المجتمع، ولكننا نمتلك خطة للتوعية عبر وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها التلفزيون، والإذاعة ونعمل حالياً على زيادة عدد البرامج التلفزيونية التوعوية بالمجتمع بقضايا كبار السن ودمجهم في المجتمع.

¶ متى تنتقل التوعية بكبار السن إلى المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات؟

– هي موجودة بالفعل في المدارس «بنين وبنات «عبر برنامج «لقاء الأجيال» ويهدف لتبادل الخبرات والثقافات في هذا المجال، وتوجد ندوات ومحاضرات في الجامعات ومؤسسة قطر.

¶ هل تعتمد أفكار برامج التوعية على إبداع العاملين في المؤسسة، أم أنها بالتعاون مع الخبراء في المؤسسات والجهات ذات الصلة بهذه البرامج وما تحتويه من أفكار؟

– نحن مؤسسة شبه حكومية، وجزء من المجتمع، وتوجد مؤسسات ووزارات حكومية تهتم بكبار السن كل حسب تخصصه ومجاله، ونحن نقطة تواصل بين المؤسسات والمستهدفين من كبار السن، مثل المجلس الأعلى للصحة ومستشفى حمد في مجال الرعاية الصحية، ووزارة الأوقاف في الجانب الديني، والشؤون الاجتماعية بوزارة العمل، فيما يتعلق بالضمان الاجتماعي والدعم المادي، ونعمل مع هذه الجهات في وضع البرامج المخصصة لكبار السن وما تحويه من أفكار، لأنها أصحاب الرأي والرؤية فيما يتعلق بطبيعة هذه الجوانب، فمثلاً برامج التوعية الصحية، تتم صياغة أفكارها بالتنسيق مع مؤسسة حمد الطيبة، لأنه لا توجد لدينا فرق من المتخصصين وتقوم «إحسان» في البداية عبر إدارة البحوث والدراسات بدراسة واقع المجتمع ثم وضع البرامج الملائمة التي تعكس رسالة ورؤية المؤسسة من خلال الأهداف الموضوعة بهذه البرامج.

¶ ألا يوجد تعاون إقليمي ودولي مع المؤسسات ذات الصلة بكبار السن بهدف تبادل الخبرات ومعرفة الجديد في مجال رعاية
هذه الفئة؟

– بالفعل نتبادل الزيارات مع دور الرعاية للمسنين في الدول المجاورة مثل الإمارات والسعودية والبحرين، والكويت لمعرفة طبيعة الخدمات المقدمة، ولكل دولة مميزات في مجال تقديم الخدمة، وقد حرصنا في «إحسان» على تطبيق المميزات بكل دولة بما يناسب طبيعة المجتمع القطري، فمثلاً لا توجد دور رعاية كبار السن تابعة للمجتمع المدني وتتبع إدارات داخل وزارات معينة، بينما لدينا «إحسان» وهي من منظمات المجتمع المدني، وإدارة كبار السن، بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ولكننا استفدنا حقيقة من تجارب الكويت والإمارات، ونعمل حالياً على تنفيذ مشروعين جديدين.

¶ هل يمكن القول إنكم راضون عن مستوى ما تقدمونه من خدمات لكبار السن؟

– لا يمكن القول إننا وصلنا إلى هذه المرحلة، ولكن نسعى إلى تقديم أفضل الخدمات لكبار السن، ونسير في طريق تطوير الخدمات، وفق معايير دقيقة ومدروسة من كافة الجوانب.

¶ هل توجد فروق في مستوى تقديم الخدمة بين المواطن والمقيم من كبار السن؟

– الكل سواء بلا تفرقة من أي نوع، وهي مجانية لكل من تجاوز سن الستين عاماً ويعيش على أرض قطر، في مجال المؤسسة سواء في مجال الرعاية والدمج والتوعية، ونقوم بدور توعوي تثقيفي خدمي لكبار السن.

¶ ماذا عن الجديد لدى «إحسان» في تقديم خدمات إضافية لكبار السن في الجهات الحكومية؟

– يوجد تنسيق مع بعض المؤسسات لمنح خدمات إضافية، مثل إدارة المرور بوزارة الداخلية، لتخصيص مواقف لكبار السن أسوة بذوي الإعاقة، ومع مستشفى حمد، لتقديم خدمة متميزة لهذه الفئة.

¶ قلتم في حوار سابق مع «العرب» إن المؤسسة تسعى لتفريغ دار الاستضافة من كبار السن المتواجدين بها، هل ما زال هذا الهدف موجوداً؟

– هذا بالفعل من الأهداف الرئيسية للمؤسسة، لأن النجاح الحقيقي، في دمج كبار السن في المجتمع سيكون أمراً واقعاً عندما يتراجع عدد النزلاء إلى الرقم «صفر»، لأننا لسنا دار عجزة، ونؤمن بضرورة أن يعيش المسن في مكانه الطبيعي بين أبنائه وأحفاده وبيئته الطبيعية، ونقوم حالياً بتوجيه المجتمع تجاه دمج هذه الفئة، وسوف نشعر بالفخر حين نتمكن في توفير حلول لأسباب لجوء المسن إلينا طالباً الاستضافة.

¶ هل يوجد حصر بعدد المسنين المتواجدين في دار الاستضافة؟ وما شروط قبولهم في الدار؟

– عدد النزلاء متفاوت غير ثابت، ويتراوح بين 18- 30 وهو قابل للزيادة والنقصان، ويتم قبول النزلاء وفق دراسات واضحة وشروط إدارة الخدمات الصحية بالمؤسسة، وهي 9 شروط يعقبها المقابلة الشخصية ودراسة وتقييم الحالة قبل الموافقة على قبول طلب الاستضافة المؤقتة.

 

 

المصدر : جريدة العرب القطرية

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022