المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

مراحل الزهايمر

ينفرد كل شخص عن غيره في المعاناة من الزهايمر، ولكن يمكننا أن نستفيد من التفكير في طريقة تطوره باعتبارها سلسة من المراحل. يعتبر مرض الزهايمر مرضا تقدميا، ويعني ذلك أنه يزداد تلف كيمياء الدماغ وبنيته مع مرور الوقت، وتتدهور تدريجيا مقدرة الشخص على التذكر والفهم والتواصل. إن النظر إلى مرض الزهايمر باعتباره سلسلة من ثلاث مراحل يعتبر طريقة مفيدة لفهم التغيرات التي تحدث مع مرور الوقت، ولكن من المهم أن ندرك أن هذه النظرة للمرض لا توفر إلا إرشادا تقريبيا لمسار المرض. والأسباب في ذلك هي كالتالي:

ربما تظهر بعض الأعراض قبل أو بعد الفترة المشار إليها هنا، أو قد لا تظهر على الإطلاق

قد تتداخل المراحل فيحتاج الشخص إلى المساعدة في عمل معين، بينما يستطيع أن يقوم بنشاط بعمل آخر وحده

  قد تظهر بعض الأعراض، مثل التجول في إحدى المراحل ثم تختفي، بينما تتفاقم أعراض أخرى مع مرور الوقت مثل فقدان الذاكرة

تعتمد الطريقة التي يعاني بها الشخص من مرض الزهايمر على عدة عوامل، تشمل بنيته الجسدية ومرونته العاطفية والدعم الذي بإمكانه الاعتماد عليه. تلخص هذه المطوية خصائص المرحلة الأولى والمتوسطة والمتأخرة من مرض الزهايمر

 المرحلة الأولى
عادة ما يبدأ مرض الزهايمر تدريجيا بتغيرات صغيرة جدا في قدرات الشخص أو سلوكه، وفي ذات الوقت كثيرا ما تعزى مثل هذه العلامات بالخطأ إلى الضغوط أو فقدان شخص عزيز أو إلى عملية الشيخوخة الطبيعية لدى كبار السن، وكثيرا ما لا نلاحظ احتمال كون هذه الأعراض بداية الخرف إلا عندما نتأمل في الماضي ونقارن قدرات الشخص الحالية بالسابقة

يعتبر فقدان الذاكرة للأحداث القريبة الحدوث من الأعراض الأولى الشائعة، وقد يبدو على مريض الزهايمر ما يلي

  نسيان المحادثات الأخيرة أو الأحداث

     إعادة نفس الكلام

 البطأ في فهم الأفكار الجديدة، أو فقدان سلسلة الأفكار فيما يقال

فقدان الرغبة في تجريب أشياء جديدة أو التكيف مع التغيير

إذا كنت تقوم برعاية شخص مصاب بمرض الزهايمر، فهناك الكثير الذي بإمكانك فعله في المرحلة الأولى لمساعدة الشخص الذي ترعاه على الحفاظ على اعتماده على النفس، قد تدفعك نفسك – بسبب التعاطف والمودة – إلى أن تفعل الأشياء بدلا عنه، ولكن هناك احتمال أكبر في احتفاظه بالشعور بقيمة النفس إذا أعطي الفرصة للقيام بالأشياء بنفسه، مع تلقي الدعم عند الضرورة

كما قد يصبح الشخص قلقا وهائج المشاعر. وربما يعاني من الضيق لفشله في القيام بالمهام، وقد يحتاج إلى الطمأنينة إذا كان الحال كذلك، حاول الحديث إليه وإعطائه دعما عاطفيا قدر الإمكان

 

المرحلة المتوسطة
مع تطور مرض الزهايمر تظهر التغيرات بوضوح أكثر، ويحتاج الشخص إلى المزيد من الدعم لمساعدته على تدبير حياته اليومية، وقد يحتاج إلى رسائل تذكير كثيرة أو المساعدة على الأكل والاغتسال وارتداء الملابس واستخدام دورة المياه. ويحتمل أن يصبح أكثر نسيانا – خاصة الأسماء – وقد يكرر أحيانا نفس السؤال أو العبارة عدة مرات بسبب تدهور الذاكرة قصيرة المدى. كما قد يفشل أيضا في التعرف على الأشخاص أو قد يخلط بينهم

ويصبح البعض في هذه المرحلة سريعي الانزعاج أو الغضب أو العدوانية؛ ربما بسبب شعورهم بالإحباط أو قد يفقدون ثقتهم بالنفس ويصبحون متعلقين بالآخرين بشدة. وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي
عدم التعرف على المكان الذي يكون فيه المريض، أو التوهان وفقدان الطريق

الخلط في الوقت والاستيقاظ في الليل بسبب خلط الليل والنهار

 تعريض أنفسهم أو الآخرين للخطر بسبب النسيان وعدم إقفال الغاز في الموقد بعد الانتهاء من الطبخ

  التصرف بطرق تبدو غريبة، مثل الخروج بملابس النوم

  مواجهة صعوبات في تصور الأشياء، والهلوسة في بعض الحالات

المرحلة المتأخرة
في هذه المرحلة يحتاج مريض الزهايمر إلى المزيد من المساعدة، وتدريجيا يصبح معتمدا تماما على الآخرين. وقد يصبح فقدان الذاكرة واضحا جدا، فلا يتمكن الشخص من التعرف على الأشياء أو البيئة المحيطة أو حتى على أقرب المقربين إليه، إلا أنه ربما تكون هناك ومضات فجائية يتعرف فيها على الآخرين

وقد يزداد ضعف الشخص كذلك، وقد يبدأ في جرجرة قدميه أو التخبط في المشي، وفي النهاية يصبح حبيس الفراش أو الكرسي المتحرك

وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي
 صعوبة في الأكل وأحيانا في البلع

 نقص كبير في الوزن، إلا أن البعض قد يأكل بإفراط وتزداد أوزانهم

   سلس البول، وفقدان التحكم في المثانة وأحيانا في الأمعاء كذلك

   فقدان الكلام تدريجيا، مع أنهم قد يكررون كلمات قليلة أو يصيحون من وقت لآخر

 قد يصبح الشخص متململا، ويبدو أحيانا وكأنه يبحث عن شخص ما أو شيء ما، وقد يصبح متضايقا أو عدوانيا، وخاصة إذا شعر بأنه مهدد بطريقة ما. وقد تحدث موجات من الغضب أثناء الرعاية الشخصية القريبة، خاصة أن الشخص لا يفهم ماذا يحدث، وعلى من يقدمون الرعاية للشخص ألا يأخذوا هذه الأمور على محمل شخصي

 مع أن الشخص ربما يبدو أنه لا يفهم من الكلام إلا قليلا ولا يتعرف على من حوله، إلا أنه قد يكون لا يزال يستجيب للحنان والحديث معه بصوت هادئ ومهدئ للأعصاب، أو قد يستمتع بالعطور أو الهدهدة

مشاركة

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022