المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

يعتبر قطاع الرعاية الصحية من القطاعات التي تستأثر بإهتمام الجميع في السويد. وحسب مسح ميداني تبين أن قطاع الرعاية الصحية ورعاية المسنين توفر خدمات جيدة رغم وجود بعض الجوانب يجب تطويرها في المستقبل، وذلك وفقا لما صرح به ميكاييل ريتير رئيس قسم تطوير قطاع الرعاية الصحية وممثل أرباب العمل في قطاع الرعاية الصحية الحكومية والخاصة.

وقال ريتير “من خلال الدراسات التي أجريب في السويد تبين أن رعاية المسنين جيدة جدا، لكن هذا لا يعني أن كل شيء على ما يرام، فهناك بعض الأشياء يجب تطويرها مثل تجنب سوء التغذية والإصابات التي يمكن أن تتعرض إليها أطراف المسنين بسبب الإستلقاء لوقت طويل في السرير دون تغيير الحفاضات بشكل مستمر”.

وعرف قطاع الرعاية الصحية إنتقادات شديدة خلال السنوات القليلة الماضية. خصوصا أن الأرباح التي تحققها الشركات الخاصة في هذا المجال وفي قطاع رعاية المسنين تبقى مبهمة. وشهد فصل الخريف الماضي إنتقادات حادة لشركة كريمة لرعاية المسنين في ستوكهولم لإشتباهها في سوء معاملة المسنين، لكن تبين بعد ذلك أن سوء المعاملة التي تم الحديث عنها كان مبالغ فيها كثيرا.

وقال ميكاييل ريتير “مجال الرعاية الصحية ورعاية المسنين في القطاعين العام والخاص يتسمان بنفس الجودة والجدية، بالرغم من بعض الإختلافات الطفيفة في عمل الجهتين، ويمكن القول أن المؤسسات الخاصة أحسن من نظيراتها البلدية فيما يتعلق بوتيرة عملية تطوير الخدمات، وفي المقابل فمؤسسات البلديات أفضل من القطاع الخاص لتوفرها على بنية واسعة تمكنها من تطوير نوعية الخدمات المقدمة”.

ولضمان حرية إختيار المواطنين لمراكز الرعاية الصحية المناسبة لهم، فإعتبارا من العام المقبل سوف يصبح “نظام الإختيار” ساري المفعول في كل البلديات السويدية بدون إستثناء، وسيشمل القانون أيضا دور المسنين.

تجدر الإشارة أن هذا القانون أصبح ساري المفعول منذ سنة 2008، غير أن أغلب البلديات لم تدرج قطاع رعاية كبار السن في هذا التعديل. لكن وبحلول سنة 2014 سيشمل هذا النظام دور المسنين أيضا، وذلك وفقا لماريا لارسون وزيرة شؤون الأطفال والمسنين.

التقارير الكثيرة التي تحدثت في السنوات الأخيرة عن الإهمال وسوء التغذية والتعفنات التي تصيب أجسام المسنين بسبب طول مدة الإستلقاء على الأسرة دون تغيير الحفاضات بشكل مستمر وغيرها من الهفوات، كلها أسباب عجلت بضرورة الإستثمار في هذا المجال لتجنب مثل هذه الخروقات. وعلى ضوء ذلك وقعت الحكومة إتفاقية مع التنظيم النيابي للبلديات والمحافظات أطلق عليها إسم “حياة أفضل للمسنين”، ستنخرط فيها جميع الجهات العاملة في هذا المجال لتقييم المخاطر والخروقات التي تشوب القطاع لتحسين ظروف عيش كبار السن.

وفي هذا الصدد قال ميكاييل ريتير “الحديث عن الجودة في مجال الرعاية الصحية بصفة عامة يبقى غامضا، فمن المهم جدا وضع نقاط محددة وواضحة للعمل على تطويرها في المستقبل، وفي حالة إحترام وتطبيق الخطط المتفق عليها هذا يعني أن الجودة إلتزمت بمعايير الجودة، وهذا ينطبق أيضا على القوانين المعتمدة في هذا المجال وإحتياجات كل شخص على حدة بما في ذلك الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم ويستفيدون من الخدمات المنزلية”.

ولقياس معايير الجودة تقوم الجهات العاملة في هذا المجال بإستطلاعات للرأي تشمل كبار السن الذين يستفيدون من هذه الخدمات، حيث يقومون بالإجابة على بعض الأسئلة حول الرعاية التي يتلقونها، وكذلك تسجيل بعض الملاحظات على دور المسنين بعد زيارات ميدانية لعين المكان للوقوف على بعض المرافق والأشياء الضرورية التي يجب أن تتوفر عليها، كالإستعانة بموظفين في إطار فريق متكامل يعتمد على نفس الطرق والوسائل أثناء العمل على المدى الطويل.

هذا وأشار ميكاييل ريتير رئيس قسم تطوير قطاع الرعاية الصحية وممثل أرباب العمل في قطاع الرعاية الصحية لضرورة جودة المواد الغذائية، لأن هذا الجانب يعتبر أحد العوامل الأساسية في الحياة اليومية للمسنين، ومن المهم أيضا معرفة رأي الأشخاص حول الخدمات المقدمة مثل وجبات الطعام ونوعية الأنشطة المتوفرة، بما في ذلك الخروج إلى الهواء الطلق والتحرك بشكل مستمر عوض الجلوس على كنبة طوال الوقت وعدم الشعور بالملل.

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022