المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

يعد طبّ المسنين أحد اقسام الطبّ المتخصّص برعاية المسنين والعناية بهم من مختلف الامراض مثل الاسنان وهشاشة العظام، إضافة إلى مشاكل القلب والضغط والسكري وارتفاع نسبة الكوليسترول ومشاكل الكلى والرئتين، وصولاً الى مشاكل الجهاز الهضمي والضعف والوهن، كما يتطرّق إلى العناية بلطف مع المسن . فهذا الفرع من الطب يُعنى بكل المشاكل الصحية والنفسية وتتمّ الاستعانة باختصاصي بصر أو سمع أو أعصاب أو قلب عند الضرورة.

ولقد تحدث لجريدة المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والبيئة الدكتور سيف البدر عن طب المسنين قائلا:

ان شعبة امراض المسنين تابعة الى قسم الامراض غير الانتقالية المرتبطة بدائرة الصحة العامة، وتقابل هذه الشعبة وحدات للمسنين في كل دوائر الصحة في بغداد والمحافظات، فتوجد في كل من جانبي الكرخ والرصافة وحدة لطب المسنين.
ولفت الدكتور البدر الى ان:
طب المسنين هو من التخصصات الطبية الدقيقة وللمسن احتياجات خاصة منها نفسية وفسيولوجية وطبية تتعلق بوضعه كونه مسنا، حيث يدخل بتغيرات فسلجية فتتعرض عظامه الى الهشاشة ويكون معرضا للكسر اكثر من غيره كذلك الاسنان والمفاصل هذا اذا كان لا يعاني من مرض مزمن، اما اذا كان يعاني من  ارتفاع ضغط الدم او السكري او مشكلة في القلب، فسوف تتراكم المشاكل لديه وتتداخل فيما بينها، وعادة ما يعاني المسن من ضعف في السمع وكذلك في البصر وصعوبة في المشي ويحتاج الى (عكازة او كرسي متحرك ) والمشكلة تكون اكبر اذا تداخل معه مرض الزهايمر الذي هو ضعف في الموصلات للمادة العصبية في الجهاز العصبي، فيعاني المريض من نوبات النسيان، والمشكلة ان هذا المسن قد يخرج من بيته ولا يعرف كيف يرجع اليه ، ونحن كوزارة لدينا  برامج تثقيفية لكبار السن واحيانا نعطيهم العلاج وننصحهم بنوعية الطعام الذي يجب تناوله، كما لدينا مفارز طبية في كل دار للمسنين في بغداد والمحافظات تضم اطباء وممرضين ومعالجين طبيعيين، لأن اكثر المسنين لديهم مشكلة بالمفاصل، وتضم المفارز الطبية في دار المسنين بالصليخ وفي دار الرشاد للمسنين اكثر من 200 مريض ونقدم لهم الخدمات بشكل يومي ولديهم سيارة اسعاف، كما لدينا مستشفى “ابن القف”، حيث يحال الكثير من المسنين اليها للعلاج، المشكلة هي من يصاحب المريض وهنا يبرز الدور الفاعل لمنظمات المجتمع المدني، حيث يقدمون للمسن الدعم النفسي والمادي وملابس كما يقدمون فعاليات فنية واغلبهم شباب متحمسون وجهودهم ذاتية وهذه الجهود موجودة في اغلب دول العالم، كذلك التبرع وهناك من يقول لماذا التبرع انه تكافل بين افراد المجتمع.

 ويضيف البدر:
وهناك ايضا “المراكز الودية الصحية للمسنين” وهو مشروع تم تفعيله في السنوات الاخيرة وهو مركز صحي للمسنين شعاره “وبالوالدين احسانا” وقد اعد بشكل يخدم حالة المسن ولدينا اعداد كبيرة من هذه المراكز في جانبي الكرخ
والرصافة .

مراكز ودية  
الدكتورة تغريد خزعل محمد المختصة في طب الأسرة ومديرة شعبة المراكز في قطاع الاعظمية تحدثت لصحيفة “الصباح” قائلة:
يشتمل قطاعنا على تسعة مراكز صحية وعملية هو متابعة سير العمل فيها ومتابعة شؤون الاطباء والكوادر الصحية والتنسيق مع الدوائر التابعة للقطاع، ومن بين مراكزنا الصحية التسعة هناك مركزين وديان للمسنين وهما المركز الصحي الثاني في الصليخ الخاص بطب الاسرة والمركز الصحي الثاني في الكريعات، وينفرد هذان المركزان عن بقية المراكز الاخرى في تقديم خدمات خصوصية لهذه الشريحة المتعبة والمنهكة لكونهم اصحاب فضل علينا، ولهم دور بارز في كل ركن من اركان حياتنا، وكانت مبادرة طيبة من دائرة صحة بغداد الرصافة باختيار مركزين ضمن قطاعاتنا وجعلهما وديين
للمسنين.
واشارت محمد الى ان دائرة صحة الرصافة عملت على توفير سبل العناية بالمسنين كتهيئة ارضية مناسبة لهم ومساند اثناء السير وحمامات (غربية) وكراس متحركة وتهيئة عمال خدمة اضافيين .

صحة الرصافة
 واكد محمد:
لقد ساعدتنا دائرة صحة الرصافة بتوفير الدعم المالي والملاكات الاضافية، وتهدف هذه الخدمات الى الأخذ بيد المسن وتحسين الخدمات الصحية المقدمة له كونه يختلف عن المرضى الاخرين فهو مسن ومتعب ويعاني الضعف، وعلينا ان نشعرهم بفضلهم علينا ونعزز ثقتهم بانفسهم وبدورهم في حياتنا لانهم في يوم ما كانوا مدرسين لنا واساتذتنا او اطباءنا، فهم بناة هذا الجيل، انطلاقا من الآية الكريمة: ” ولا تقل لهما افا ولا تنهرهما وقل لهما قولا
كريما”.
واضيف محمد ان عدد مراكز الود غير كاف لاستيعاب اعداد المسنين، لكنها  بداية جيدة،  اذ حققت الاهداف المرجوة منها، ونجد ان المسنين ممتنون لهذه المراكز التي وفرت لهم العناية وراعت وضعهم الصحي، وصرفت لهم الادوية اللازمة،  اما عن ادوية
الامراض المزمنة وما يصاحبها من شحة فنحن غير مشمولين بها، حيث لدينا فقط ادوية طوارئ منها ادوية للضغط والسكري، وللمسنين الاولوية من بين المراجعين بالدخول على الاطباء، فهم لا يقفون في الطابور (السرة) عند الفحص، ولا تتأخر نتائج تحاليل المختبرية، والاطباء الذين يعنون بهم هم اطباء صحة العائلة وقد درسوا طب المسنين ولديهم الخبرة الكافية في التعامل
معهم.

مدير مركز الصليخ الطبي الودي الثاني لكبار السن الدكتور احمد عصمت عبد الصمد اختصاص (طب اسنان) تحدث لصحيفة “الصباح” قائلا:
بدأ عمل المركز في نهاية عام 2016 ويغطي رقعة جغرافية تتضمن ثلاث محلات سكنية ونسبة كبار السن يشكلون 30 بالمئة من عدد نفوسها، كما يقدم خدماته الصحية لجميع المواطنين، ويعد الشخص مسنا بعمر 60 سنة.

ويضيف عبد الصمد:
اكثر الامراض شيوعا لدى المسنين هي امراض الاسنان واقلها الخرف، اضافة الى امراض هشاشة العظام وامراض المفاصل الشديدة وضعف البصر، لذلك هيأنا لكبار السن خدمات خاصة بحالاتهم الصحية، منها (الكراسي المتحركة والحجلات ) وكوادرنا الصحية كلها مدربة على تقديم العون لهم، وعند مراجعة المسن للمركز يجلس بجانب الطبيب لكونه يعاني من ضعف السمع، ويلجأ المسن اذا خانه السمع الى قراءة حركة شفاه الطبيب وهذا هو مفهوم (مركز الود لكبار السن)، اما طريقة علاج المسن فتختلف عن المريض العادي حيث تتم احالته الى طبيب المركز الصحي لفحص القلب والضغط ولدينا قسم خاص للفحص المبكر للضغط والسكري، ونتعرف على الادوية التي ياخذها يوميا ونأخذ منه معلومات عامة عن صحته لاسيما اذا كان منهكا ومتعبا، فمثلا عند قلع الاسنان يجب ان تكون نسبة السكري لديه اقل من 180 لكي نستطيع قلع سنه وكذلك بالنسبة الى ضغطه ويصرف للمسن الدواء الملائم لوضعه
الصحي.
ويشير الدكتور عصمت الى ان هناك علاجات قد يتعذر تقديمها للمسن فيحال الى مستشفى النعمان وهي التي توزع المرضى بين المستشفيات الاختصاص حسب حالة مرض المسن، كما يجري مركزنا عمليات صغرى للمسنين كقلع الأظفر، وعمل (حشوة جذر) للاسنان الامامية من الناب الى الناب وبقية الحشوات نعدها نحن كما نقوم بقلع الاسنان وعمل بعض الحشوات للاسنان الخلفية، ويتم ارسال المريض المسن الى المركز التخصصي في شارع المغرب في بعض الحالات،  واذا احتاج  الى تبديل كل اسنانه (طاقم اسنان كامل)، فهو مكلف بالنسبة له، فيرسل الى مركز خاص بالاسنان في منطقة الشعب او الى مركز باب المعظم لتقويم  الاسنان، لقاء مبالغ رمزية وبالتاكيد لا تقارن باسعار العيادات الخاصة، وقد استحدثت هذه المراكز للتخفيف من اعباء العلاج بالنسبة للمريض المسن، واغلب المرضى المسنين يعانون من مزاج صعب واعصابهم مشدودة دائما، وهذا ناتج ربما عن صعوبة الحركة ووطأة الامراض المصابين بها، وضغوط الحياة ومشاكلها فنتعامل معهم بلطف واحترام .

 

المصدر : الصباح

مشاركة

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022