المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

اغتراب الشيخوخة | تحديات نفسية واجتماعية يواجها كبار السن

مع التقدم في العمر، يمر الإنسان بتحولات كبيرة تشمل النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية، وغالبًا ما تكون هذه التغيرات مصحوبة بشعور متزايد بالغربة والانفصال عما يحيط به. يُعرف هذا الشعور في الأوساط النفسية والاجتماعية باسم اغتراب الشيخوخة، وهو حالة قد تصيب كبار السن نتيجة التقاعد، أو فقدان الأحبة، أو التغير في نمط الحياة والعلاقات. في هذا المقال، نسلّط الضوء على مظاهر هذا الاغتراب، أسبابه، وتأثيراته، ونستعرض سُبل التكيف والتغلب عليه للحفاظ على حياة متوازنة ومليئة بالمعنى في مرحلة الشيخوخة.

ما هو اغتراب الشيخوخة؟ ولماذا يظهر في الكِبَر؟

اغتراب الشيخوخة هو حالة من الشعور بالعزلة أو الانفصال عن المجتمع أو الذات، التي قد تصاحب مرحلة التقدم في العمر. في هذه المرحلة، قد يشعر الشخص أنه أصبح بعيدًا عن العالم الذي كان ينتمي إليه، سواء على الصعيد الاجتماعي أو النفسي أو حتى الجسدي. هذا الاغتراب يمكن أن يكون ناتجًا عن التغيرات الكبيرة التي يمر بها الإنسان في شيخوخته، مثل التقاعد الذي يزيله عن بيئة العمل وعلاقاته اليومية، أو فقدان الأحبة والأصدقاء الذين كانوا يشكلون جزءًا من شبكة الدعم الاجتماعي. كما أن التغيرات الجسدية التي تطرأ على الجسم، مثل تراجع القدرة على الحركة أو الإصابة بأمراض مزمنة، قد تزيد من الشعور بالعجز أو العزلة. كل هذه العوامل تتداخل لتؤدي إلى مشاعر من فقدان الهوية والانعزال عن المجتمع، مما يعزز ظهور اغتراب الشيخوخة لدى كبار السن.

تعريف مبسط لمفهوم الاغتراب.

الاغتراب هو شعور بالبعد أو الانفصال عن المحيط أو عن الذات. يشعر الشخص في هذه الحالة كما لو أنه غريب عن العالم من حوله أو عن الناس الذين يحيطون به. يمكن أن يحدث الاغتراب عندما يفتقد الفرد الشعور بالانتماء إلى المجتمع أو عندما يواجه صعوبة في التكيف مع التغيرات التي تطرأ عليه في حياته. هذا الشعور قد يكون ناتجًا عن الوحدة، فقدان الأصدقاء، التقاعد، أو التغيرات الجسدية والنفسية التي ترافق مراحل معينة من العمر.

الفرق بين الاغتراب الاجتماعي والنفسي.

الاغتراب الاجتماعي يشير إلى الشعور بالانعزال عن المجتمع أو البيئة المحيطة، ويظهر عندما يفقد الشخص الاتصال أو التواصل مع الآخرين. قد يكون هذا نتيجة لتغييرات في العلاقات الاجتماعية، مثل التقاعد أو قلة الزيارات من الأصدقاء والعائلة، مما يؤدي إلى شعور بالعزلة. أما الاغتراب النفسي فيتعلق بالشعور الداخلي بالانفصال عن الذات، حيث يشعر الشخص بعدم الرضا عن حياته أو فقدان هويته الشخصية. قد ينتج الاغتراب النفسي عن مشاعر الحزن أو الاكتئاب أو فقدان الهدف والمعنى في الحياة. بينما يرتبط الاغتراب الاجتماعي بالعلاقات الخارجية، يرتبط الاغتراب النفسي بحالة الشخص الداخلية وكيفية رؤيته لنفسه في مرحلة معينة من العمر.

لماذا يكون كبار السن أكثر عرضة لهذا الشعور؟

كبار السن غالبًا ما يكونون أكثر عرضة لشعور الاغتراب بسبب التغيرات المتعددة التي تطرأ على حياتهم في هذه المرحلة. مع التقدم في العمر، تحدث العديد من التغيرات الاجتماعية والنفسية والجسدية التي قد تعزز هذا الشعور. أولاً، التقاعد يعد من أكبر العوامل التي تساهم في شعور الاغتراب الاجتماعي، حيث يفقد الشخص علاقاته اليومية في بيئة العمل ويشعر بعدم وجود دور اجتماعي نشط. كما أن فقدان الأحبة سواء كان ذلك بفعل الموت أو الانتقال إلى أماكن أخرى، يزيد من الشعور بالعزلة. من الناحية النفسية، يعاني بعض كبار السن من مشاعر الحزن أو الاكتئاب نتيجة للتغيرات الجسدية، مثل تراجع القدرة على الحركة أو الإصابة بالأمراض المزمنة، مما يؤدي إلى شعور بعدم القدرة على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو الاستمتاع بها. كل هذه العوامل تؤدي إلى أن كبار السن قد يشعرون بفقدان الهوية أو الانتماء، مما يجعلهم أكثر عرضة لشعور الاغتراب.

التغيرات الاجتماعية وتأثيرها على كبار السن

تعتبر التغيرات الاجتماعية من أبرز العوامل التي تساهم في شعور كبار السن بالاغتراب. مع تقدم العمر، يمر الشخص بتعديلات كبيرة في حياته الاجتماعية، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على شعوره بالانتماء والاتصال بالمجتمع. أحد أبرز هذه التغيرات هو التقاعد، الذي يزيل الفرد عن بيئة العمل وأدواره اليومية في المجتمع. حيث كان العمل يشكل جزءًا كبيرًا من هوية الشخص ومكانته الاجتماعية، وعندما يفقد هذا الدور، قد يشعر بالفراغ والوحدة. إضافة إلى ذلك، قد تحدث تغييرات في العلاقات الأسرية، مثل انتقال الأبناء إلى أماكن بعيدة أو انشغالهم بحياتهم الشخصية، مما يقلل من التواصل الأسري المنتظم. كما أن فقدان الأصدقاء المقربين أو الأهل في مراحل متقدمة من العمر يمكن أن يساهم في شعور العزلة، خاصة إذا كانت دائرة العلاقات الاجتماعية قد ضاقت. جميع هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى شعور الاغتراب الاجتماعي، حيث يصبح الشخص أكثر عزلة عن العالم من حوله.

التقاعد: انتقال من دور منتج إلى دور متفرغ.

يُعد التقاعد من أبرز التغيرات الاجتماعية التي يمر بها الفرد مع تقدم العمر، وهو مرحلة يمكن أن تحمل تأثيرات عميقة على حياة كبار السن. التقاعد يمثل انتقالًا من دور منتج إلى دور متفرغ، حيث يُفقد الشخص ارتباطه اليومي ببيئة العمل والمهام المهنية التي كانت تشكل جزءًا أساسيًا من هويته الاجتماعية والشخصية. في العمل، كان الفرد يشعر بالأهمية والمشاركة في بناء المجتمع من خلال أداء مهام محددة كان لها تأثير مباشر. أما بعد التقاعد، قد يشعر البعض بالحيرة والضياع، خصوصًا إذا لم يجدوا أنشطة بديلة تشغل وقتهم وتوفر لهم شعورًا بالإنجاز.

هذا التحول يمكن أن يؤدي إلى شعور بالفراغ أو العزلة الاجتماعية، خاصة إذا لم يتمكن الشخص من إيجاد طرق جديدة للتفاعل مع الآخرين أو المساهمة في المجتمع. على الرغم من أن التقاعد يتيح الفرصة للاسترخاء والتمتع بالحياة، إلا أن البعض قد يشعر بالاغتراب نتيجة لغياب النشاطات التي كانت تمنحه الشعور بالإنجاز والتواصل الاجتماعي.

تغيّر العلاقات الأسرية (قلة الزيارات، شعور بالتجاهل أو التهميش).

من التغيرات الاجتماعية التي قد تساهم في شعور اغتراب الشيخوخة لدى كبار السن هي تغيّر العلاقات الأسرية. مع مرور الوقت، قد يواجه كبار السن تراجعًا في مستوى التفاعل مع أفراد أسرهم، خاصة إذا كانوا يعيشون بعيدًا عنهم أو إذا كانت حياة الأبناء والأقارب قد أصبحت أكثر انشغالًا بسبب العمل أو مسؤولياتهم الخاصة. قلة الزيارات قد تخلق شعورًا بالعزلة، حيث يتضاءل الاتصال اليومي أو الأسبوعي الذي كان يشكل مصدرًا رئيسيًا للدعم الاجتماعي والعاطفي.

علاوة على ذلك، قد يشعر كبار السن بالتجاهل أو التهميش من قبل أفراد الأسرة، خاصة إذا كانوا غير قادرين على المشاركة في الأنشطة الأسرية كما كانوا في الماضي بسبب مشكلات صحية أو تراجع في القدرات الجسدية. هذا التغير في الديناميكيات الأسرية يمكن أن يعزز مشاعر الوحدة، حيث يفقد الشخص شعورًا بالانتماء إلى دائرته العائلية. هذا الشعور بالتجاهل قد يكون مقلقًا، خصوصًا عندما يكون كبار السن في أمس الحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي في هذه المرحلة من حياتهم.

العزلة وفقدان شبكة الدعم الاجتماعي.

تعد العزلة من أكثر التحديات التي يواجهها كبار السن، وهي أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في شعورهم بـ الاغتراب الاجتماعي. مع تقدم العمر، قد تتناقص فرص التفاعل الاجتماعي، سواء بسبب فقدان الأصدقاء المقربين أو تراجع القدرة على الخروج والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. العزلة ليست مجرد قلة الزيارات من الأهل والأصدقاء، بل قد تمتد إلى فقدان الدعم الاجتماعي الذي كان الشخص يعتمد عليه، مثل شبكة الجيران أو الزملاء في العمل.

فقدان شبكة الدعم الاجتماعي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية لكبار السن. في حالة عدم وجود شبكة من الأشخاص الذين يمكنهم تقديم الدعم العاطفي، قد يشعر الشخص بالوحدة والانعزال. هذا يؤدي في بعض الأحيان إلى مشاعر الاكتئاب والقلق، مما يعزز الشعور بالعجز. العزلة الاجتماعية قد تؤدي أيضًا إلى تدهور الصحة الجسدية، حيث تقل فرص التفاعل مع الآخرين أو المشاركة في الأنشطة التي تحسن من الحالة الجسدية مثل المشي أو الرياضات الخفيفة.

لذلك، يُعد الحفاظ على شبكة من الدعم الاجتماعي أمرًا بالغ الأهمية في مرحلة الشيخوخة، حيث أن التفاعل الاجتماعي يسهم في تعزيز الشعور بالانتماء والقدرة على مواجهة تحديات العمر.

اغتراب الشيخوخة

التغيرات النفسية المرتبطة بالشيخوخة

من أبرز التغيرات النفسية التي يواجهها العديد من كبار السن هو القلق من فقدان الاستقلالية. مع تقدم العمر، قد يلاحظ الشخص تراجعًا في قدراته الجسدية والعقلية، مثل صعوبة في الحركة، ضعف الذاكرة، أو تزايد الحاجة إلى المساعدة في أداء المهام اليومية. هذا الشعور بفقدان القدرة على الاعتماد على النفس قد يثير مخاوف عميقة لدى كبار السن، حيث يترافق مع شعور بالخوف من أن يصبحوا عبئًا على الآخرين.

فقدان الاستقلالية لا يتعلق فقط بالقدرة على أداء الأنشطة اليومية، مثل القيادة أو التنقل بسهولة، بل يمتد أيضًا إلى القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية والعيش بحرية. القلق من أن يصبح الشخص معتمدًا على الآخرين في أبسط احتياجاته يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الإحباط والضعف. قد يرافق هذا الشعور أيضًا الخوف من فقدان الهوية الشخصية، حيث قد يبدأ الشخص في رؤية نفسه ككائن غير قادر على التحكم في حياته.

من المهم مواجهة هذا القلق من خلال تعزيز الحفاظ على الاستقلالية قدر الإمكان، سواء عبر ممارسة الأنشطة البدنية أو الذهنية التي تحافظ على الصحة، أو من خلال البحث عن طرق لتحسين البيئة المعيشية لتناسب احتياجات كبار السن دون أن تقتصر على الاعتماد على الآخرين بشكل مفرط.

مشاعر الحزن أو الاكتئاب.

تعد مشاعر الحزن والاكتئاب من أبرز التغيرات النفسية التي قد يعاني منها كبار السن، خاصة في مرحلة الشيخوخة. مع مرور الوقت، قد يواجه الشخص فقدانًا لأحبائه، أو يعاني من قلة التفاعل الاجتماعي، أو يشعر بالوحدة بعد التقاعد أو العزلة. هذه العوامل قد تؤدي إلى مشاعر الحزن المستمر، والتي قد تتحول إلى حالة من الاكتئاب إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

الاكتئاب لدى كبار السن يمكن أن يكون أكثر تعقيدًا، حيث تتداخل أعراضه مع أعراض الشيخوخة الطبيعية، مثل قلة الطاقة أو تراجع المزاج. قد يتعامل البعض مع الاكتئاب على أنه جزء من التقدم في السن، مما يجعل من الصعب التمييز بين الحزن الطبيعي والاكتئاب السريري. في بعض الحالات، قد تظهر أعراض جسدية للاكتئاب مثل الآلام المزمنة أو فقدان الشهية، مما يزيد من معاناة الشخص. علاوة على ذلك، قد يشعر الشخص بالاكتئاب بسبب تراجع قدراته الجسدية أو الإصابة بأمراض مزمنة، ما ينعكس سلبًا على جودة الحياة.

من الضروري أن يكون هناك وعي بأعراض الاكتئاب لدى كبار السن وأن يتلقوا الدعم النفسي والعلاج المناسب إذا لزم الأمر، حيث يمكن أن تحسن العلاج النفسي أو الأدوية من حالتهم بشكل كبير، وتساعدهم على استعادة التوازن النفسي والعيش بطريقة صحية وفعّالة.

تأثير الوحدة على المزاج والصحة العقلية.

تُعد الوحدة من العوامل النفسية المهمة التي تؤثر بشكل كبير على المزاج والصحة العقلية لدى كبار السن. مع التقدم في العمر، تزداد فرص العزلة الاجتماعية بسبب تقاعد الأفراد من العمل، أو فقدان الأصدقاء والعائلة، أو التغيرات في علاقاتهم الاجتماعية. هذه العزلة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشعور بالوحدة، وهي حالة نفسية قد تساهم في تطوير مشاكل مثل الاكتئاب والقلق، حيث يشعر الشخص بأنه معزول عن العالم من حوله.

تؤثر الوحدة سلبًا على المزاج، حيث قد يتسبب الشعور بالعزلة في انخفاض الطاقة والميل إلى الحزن المستمر. هذا النوع من العزلة يمكن أن يفاقم من مشاعر الاغتراب النفسي، حيث يفقد الشخص الإحساس بالانتماء أو الهدف في الحياة. علاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن الوحدة المزمنة قد تؤدي إلى تدهور الصحة العقلية بشكل عام، وقد تزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب، بل وحتى بعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر.

من الضروري أن يتلقى كبار السن الدعم العاطفي والاجتماعي لمكافحة الوحدة، وذلك من خلال تعزيز التواصل مع الأصدقاء والعائلة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي تحفز الذاكرة والمزاج، مثل الأنشطة التطوعية أو الرياضية.

التغيرات الجسدية ودورها في الشعور بالاغتراب

تُعد التغيرات الجسدية أحد العوامل المؤثرة بشكل كبير في شعور اغتراب الشيخوخة لدى كبار السن. مع تقدم العمر، تحدث العديد من التغيرات في الجسم، مثل تراجع القدرة على الحركة، ضعف البصر أو السمع، أو ظهور أمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري، وهي أمور قد تجعل الشخص يشعر بالعجز أو فقدان السيطرة على جسده. هذه التغيرات قد تؤدي إلى شعور بالانعزال، حيث يقلّ النشاط الاجتماعي نتيجة لصعوبة التحرك أو المشاركة في الأنشطة التي كانت جزءًا من الحياة اليومية في الماضي.

عندما يشعر كبار السن بتدهور في قدرتهم الجسدية، قد يظنون أنهم أصبحوا عبئًا على الآخرين، مما يعزز شعور الاغتراب النفسي. قد يشعرون بأنهم لا يستطيعون الاندماج في المجتمع بنفس الطريقة التي اعتادوا عليها في شبابهم، مما قد يزيد من مشاعر العزلة والضعف. كما أن التغيرات الجسدية قد تؤثر على الاستقلالية، إذ يصبح الشخص بحاجة إلى مساعدة في أداء المهام اليومية، مما يساهم في شعوره بعدم الفاعلية أو الانتماء.

رغم هذه التحديات، من المهم أن يتلقى كبار السن دعمًا مناسبًا يساعدهم على التكيف مع التغيرات الجسدية، مثل التمارين البدنية الموجهة لتحسين القدرة على الحركة، أو الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل الأجهزة المساعدة على السمع أو البصر، التي تسهم في الحفاظ على جودة الحياة والشعور بالانتماء.

إن اغتراب الشيخوخة هو تحدٍ نفسي واجتماعي قد يواجهه العديد من كبار السن مع تقدم العمر. التغيرات الاجتماعية، النفسية والجسدية التي ترافق هذه المرحلة قد تؤدي إلى مشاعر العزلة، فقدان الاستقلالية، والتغير في العلاقات الأسرية، مما يعزز شعور الاغتراب. ومع ذلك، يمكن لكبار السن أن يتغلبوا على هذا الشعور من خلال البحث عن طرق لتعزيز التواصل الاجتماعي، والحفاظ على نشاطهم البدني والعقلي، والدعم النفسي اللازم. من خلال الاهتمام بالرفاهية الاجتماعية والنفسية، يمكن تحويل هذه المرحلة من الحياة إلى فرصة للنمو الشخصي، والمشاركة الفعّالة في المجتمع، مما يعزز الشعور بالانتماء ويمنع الشعور بالاغتراب. يبقى أن نذكر أن دعم العائلة والمجتمع يعتبران من العوامل الأساسية التي تسهم في تحسين جودة حياة كبار السن، وتساعدهم على التكيف مع التغيرات التي قد يواجهونها.


الاسئلة الشائعة

1.ما هو اغتراب الشيخوخة؟

اغتراب الشيخوخة هو شعور بالعزلة أو الانفصال عن المجتمع أو الذات في مرحلة الشيخوخة، حيث يعاني كبار السن من تغييرات اجتماعية ونفسية وجسدية تؤثر على شعورهم بالانتماء والتواصل.

2.ما هي الأسباب الرئيسية لشعور كبار السن بالاغتراب؟

من أبرز الأسباب: التقاعد، فقدان الأحبة أو الأصدقاء، التغيرات الجسدية مثل ضعف الحركة أو السمع، وزيادة العزلة الاجتماعية نتيجة للمشاكل الصحية أو قلة التواصل مع الآخرين.

3.كيف يمكن لكبار السن التغلب على شعور الاغتراب؟

يمكن التغلب على الاغتراب من خلال الحفاظ على نشاط اجتماعي مستمر، المشاركة في الأنشطة المجتمعية، البحث عن الدعم العاطفي من العائلة والأصدقاء، وممارسة التمارين البدنية التي تعزز الصحة العامة.

4.هل يمكن أن تؤثر الوحدة على الصحة العقلية لكبار السن؟

نعم، الوحدة يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على الصحة العقلية لكبار السن، حيث قد تزيد من خطر الاكتئاب والقلق. من المهم أن يحصل كبار السن على الدعم الاجتماعي والعاطفي للتعامل مع هذه المشاعر.

5.ما هو دور التغيرات الجسدية في شعور كبار السن بالاغتراب؟

التغيرات الجسدية مثل فقدان القدرة على الحركة أو الإصابة بالأمراض المزمنة قد تزيد من الشعور بالعجز، مما يؤدي إلى اغتراب نفسي واجتماعي حيث يعتقد الشخص أنه أصبح عبئًا على الآخرين.

6.هل التقاعد يسبب دائمًا شعورًا بالاغتراب؟

ليس بالضرورة. بينما قد يؤدي التقاعد إلى شعور بالعزلة لبعض الأشخاص، يمكن أن يكون فرصة للاستمتاع بالأنشطة المفضلة أو اكتساب مهارات جديدة. الأمر يعتمد على كيفية التعامل مع هذه المرحلة من الحياة.

7.كيف يمكن للأهل والأصدقاء دعم كبار السن في مواجهة الاغتراب؟

يمكن للأهل والأصدقاء تقديم الدعم النفسي من خلال قضاء وقت مشترك مع كبار السن، والاستماع إلى مشاعرهم، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والبدنية التي تساهم في تحسين نوعية حياتهم.

المصدر : 
psychologytoday
eremnews

مشاركة

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022